رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أبواب الخطر".. سيدات يعانين من سرطان عنق الرحم

جريدة الدستور

نزيف مهبلي متواصل فشل الأطباء في تشخيصه وعلاجه أودى بحياة سيدة ثلاثينية للوفاة تاركة زوجها وأطفالها الذين لم يكن لديهم علم بسبب مرضها إلا بعد وفاتها ليكتشفوا مؤخرا أنها كانت تعاني من "سرطان عنق الرحم"، المرض الذي يٌصنف من أخطر أنواع السرطان إلا أنه من السهل علاجه في حالة تشخيصه مبكرا وتوفير المواد الوقائية اللازمة للمريض.

عام كامل عانت فيه الأم من الام شديدة في منطقة الرحم المصاحبة لنزيف مستمر أثناء دورتها الشهرية حتى شعرت بخطورة الأمر وقررت التوجه لطبيب للإطمئنان على حالتها الصحية بعد تعرضها لنزيف دام لمدة تترواح بين ثلاث ساعات متواصلة لكن لم يستدل أي طبيب على السبب الرئيسي للمرض حتى ظلت تعاني السيدة فترة كبيرة انتهت بوفاتها.

تشخيص الحالة تبين من خلال أحد الأطباء بعد مرور أكثر من 8 اشهر حتى تضخم السرطان بداخلها ولم يكن هناك حل سوى الإزالة بالجراحة الداخلية، بالإضافة لإمداداها بعلاج كيميائي قوي لكن فشلت تلك الطرق أيضا لمجيئها في وقت متأخر للغاية، بعد أن تعسرت جميع الأطقم الطبية في تشخيص الحالة منذ وقت مرضها.

هي واحدة ضمن سيدات كثيرات، تعاني من مرض سرطان عنق الرحم، والذي تسعى منظمة الصحة العالمية إلى الاهتمام به خلال الفترة القادمة، بالتعاون مع الدول الأعضاء في المنظمة، وممثلي الأوساط العلمية والمجتمع المدني، الذين قاموا ببحث مشروع استراتيجية دولية حديثة للقضاء على سرطان عنق الرحم في أفريقيا.

البحث بدأ منذ 13 إلى 15 مايو الماضي،بالمكتب الإقليمي للمنظمة في برازافيل (جمهورية الكونغو الديمقراطية)، صدق خلاله المشاركون على أن تتضمن الاستراتيجية الدولية الجديدة إعطاء 90 % من النساء المصل الوقائي بعد بلوغهن الخامسة عشرة من العمر.

إلى جانب خضوعهن لفحص شامل عند بلوغهن الخامسة والثلاثين على أن تحصل 90% من النساء اللاتي أصبن فعليا بالمرض على العلاج اللازم والرعاية المناسبة لمساعدتهن على الشفاء تمامًا من المرض.

وأعلنت المنظمة أن هذا المرض ينتشر بصورة لافتة للانتباه بين نساء القارة الأفريقية، على الرغم من كونه من أنواع السرطان التى يسهل الوقاية منها، كما يمكن الشفاء منها تمامًا بفضل التطعيم والتشخيص المبكر والحصول على العلاج في الوقت المناسب.

تعرف منظمة الصحة العالمية، مرض سرطان عنق الرحم على موقعها الرسمي، بإنه فيروس الورم الحليمى البشري، والذي ينتقل جنسيًا، ولا يخرج عن كونه أحد أنواع السرطانات التي تصيب عنق الرحم، يجعل خلايا عنق الرحم تنمو خارجة عن السيطرة ويمكن بعد ذلك غزو الأنسجة المجاورة أو الانتشار في جميع أنحاء الجسم.

ووفقًا للمنظمة فهناك أنواع عديدة مختلفة من فيروس الورم الحليمي البشري، جميعها تنتقل وتحدث نتيجة العادات والأنماط الجنسية للمرأة، والتي تزيد من خطر إصابتها بسرطان عنق الرحم.
وتقول المنظمة أنه يمكن الوقاية منه عن طريق إعطاء المصل الوقائي للفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 9 و14 عامًا، خضوع النساء اللاتى تتراوح أعمارهن بين 30 و49 عامًا للفحص الدوري؛ لكشف الإصابة به في مراحله الأولى الأمر، الذي من شأنه أن يزيد من فرص الشفاء منه تمامًا.

هالة السامولي، سيدة أربعينية، عانت من سرطان عنق الرحم لمدة ستة أشهر حتى تغلبت عليه وتعافت منه تماما بعد إجراءها لبعض الفحوصات الطبية داخل مصر لكنها اصرت على العلاج بإحدى المستشفيات في الخارج بدولة إنجلترا بعد أن نصحها زوجها بالمتابعة مع أحد أصدقائه الأطباء القاطنين بالخارج ومن خلاله استدلت السيدة على المكان الذي ستجري به العملية.

نزيف حاد بين مواعيد الدورة الشهرية كان أبرز أعراض المرض الذي أثار شكوك السيدة لتتجه إلى أقرب طبيب تناسلية ليجري عليها الفحص الدوري الذي أثبت اصابتها بسرطان عنق الرحم، وبالرغم من أن الطبيب طمأنها على الشفاء السريع من هذا النوع من السرطان تحديدا إلا أنها لم تستطيع المغامرة بحياتها خوفا على أطفالها الصغار من أن يعيشوا حياتهم دون أم.

وعن العلاج "انطلقت السيدة بعد مرور حوالي ستة أشهر من وقت مرضها بسرطان عنق الرحم إلى دولة انجلترا لتجري عملية الإزالة بمتابعة أحد الأطباء المختصين في لندن، وأكدت أن العملية كانت في غاية السهولة ولم تشعر بخطورة الأمر وقتها، ونصحها الطبيب الإنجليزي بالمتابعة الشهرية مع الأطباء من خلال إجراء فحص شهري لتجنب المخاطر".

الأرقام الخاصة بذلك النوع من السرطان قليلة، رغم أنه مصنف كثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعًا والسبب الثالث للوفيات لدى النساء عالميًا، فمن المتوقع لدى المنظمة أن تزيد نسبة الوفيات 25%، لاسيما بعد احتساب 500 ألف حالة وفاه في آخر عامين بحسب المنظمة.

ويعتبر سرطان عنق الرحم هو السبب الثاني للوفيات في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومعظم حالات سرطان عنق الرحم في الدولة لم يتم اكتشافها إلا في المراحل المتأخرة، وبذلك يكون من الصعب علاجها.
ونساء القارة الأفريقية هم الأكثر تعرضًا للإصابة بذلك المرض، منهم 19 دولة من أصل 20 هي الأكثر تأثرًا بذلك النوع من السرطان في العالم، بحسب منظمة الصحة العالمية، التي تقول أرقامها أن هذا المرض يقضي على 311 ألف سيدة سنويًا على مستوى العالم.

الدكتور أحمد الأنور، استشاري أمراض النساء والتوليد، يقول أن سرطان عنق الرحم من أقل أنواع السرطانات ضررًا وأكثرها قدرة على الشفاء، موضحًا أن أغلب أسبابه تكون خارجة عن إرادة النساء أثناء العلاقة الجنسية والجماع.

ويؤكد أنه لا بد من اكتشافه في مراحله الأولى، فإذا تفشى سيكون الشفاء منه صعب، مشددًا على ضرورة إجراء النساء ما يعرف بالمسح الشهري أو أو الدوري للتأكد من عدم الإصابة به.

أما عن أعراضه فيشرح أنه تكون الشعور بالألم في تلك المنطقة أثناء الجماع، ونزيف المستمر بعد الدورة الشهرية، مبينًا أن المسح أو الكشف الدوري هو أكثر الوسائل آمانًا للنساء من أجل اكتشافه مبكرًا.