رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مغلق بلا نهاية.. طلاب يتحدثون عن معاناتهم مع الأوضاع المشتعلة في السودان

جريدة الدستور

سلسبيل فتح الباب، فتاة أزهرية في مقتبل العشرينيات من عمرها، بعدما وصلت إلى مرحلة الثانوية العامة قررت الحصول عليها من دولة السودان، لتحصل من خلالها على شهادة معادلة تتيح لها فرص أكبر في دخول الجامعات المصرية، إلا أن أحداث السودان الأخيرة التي اندلعت أثناء دراستها هناك أعاقت حلمها قليلاً بسبب المخاطر المحاوطة بها في ذهابها وعودتها من الامتحانات، التي انتهت منذ 14 مارس الماضي.

يشهد السودان احتجاجات على الغلاء منذ ديسمبر 2018، في عدد من الولايات السودانية في عطبرة وبربر وشندي والأبيض ومدني والدامر ودنقلا تطالب بـ "إسقاط النظام"، وأعلنت الحكومة السودانية، في بيان نشرته وكالة السودان للأنباء (سونا)، أن "المظاهرات السلمية انحرفت عن مسارها، وتحولت بفعل المندسين إلى نشاط تخريبي استهدف المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة بالحرق والتدمير وحرق بعض مقار الشرطة"، ما أسفر عن مقتل حوالي 30 شخص بحسب الحكومة، مقابل إحصائية أخرى تتعدى الخمسين قتيلا، بحسب جهات معارضة ومنظمات حقوقية.

"سلسلبيل" لم تكن لتختار الدراسة في السودان، لكنها تقول: "ما جعلني اختار الثانوية السودانية هو عدم توفيقي في الثانوية العامة في مصر، ووجدتها فرصة سائغة لتعويض هذا الأمر، رغم أنه كان من المستحيل فكرة سفري للخارج لرفض أهلي هذا الأمر، لكن هذه الخطوة ستفتح لي مجالات كثيرة، وكانت تجربة مفيدة كونت فيها شبكة علاقات كبيرة مع أشخاص من بلاد مختلفة كاثيوبيا وتركيا والفلبين وغيرهم".

"كان فيه مظاهرات بس خفيفة" بهذه الكلمات انتقلت "سلسبيل" معنا للحديث عن تأثير أعمال المظاهرات المندلعة في السودان على فترة امتحاناتهم التي عانوا فيها ريثما انتهوا منها، فتحدثنا أن المظاهرات آنذاك لم تكن مستشرية في كل أرجاء السودان إنما في أجزاء منها، ونتج عنها انقطاع خدمات الإنترنت لفترة، مشيرة إلى أن الأزمة الأساسية التي مثلت عائقًا لهم كانت في "الخروج والدخول أو المواصلات".

ورغم ذلك، تقول إن سبب اختيار السودان أنها كانت البلد الأقرب بدلاً من السفر إلى السعودية أو قطر أو الكويت والأسهل في شهادات المعادلة وأغلب مناهجها مثل مصر.

وفي الجامعات، لم يختلف الوضع كثيرًا فـ معاذ المنصوري، العشريني، طالب بالفرقة الثالثة بكلية إعلام وسائط جامعة المشرق السودانية، قدّم أوراقه إلى السودان منذ 3 أعوام مع أسرته، وكانت الأمور هادئة حتى شهر ديسمبر الماضي حيث بدأت المظاهرات في السودان، ليتفاجيء "معاذ" وزملائه بقرار إغلاق الجامعات منذ هذا التوقيت، تواصلنا معه ليروي معاناته وزملائه من المغتبرين.

"معاذ" يرى أن المقترح المقدم من قبل النائب هشام والي، عضو مجلس النواب، بعودتهم إلى مصر في هذا التوقيت صعب بسبب إغلاق المطارات وصعوبة سحب الأوراق من الجامعات المغلقة، إذ سترفض أي سحب لأوراق من الجامعة حتى إذا قمنا بدفع السنة الكاملة مما يترتب عليه تكلفة كبيرة.

تقدم النائب هشام والي عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزيري التعليم والتعليم العالي، بشأن إعادة الطلاب المصريين في السودان واستكمال العام الدراسي في الجامعات والمدارس المصرية، بناء على بيان الصادق الهادي المهدي،وزير التربية والتعليم بالسودان، الذي أعلن فيه تعليق الدراسة بجميع المدارس لمرحلتي الأساس والثانوية، نتاج ما تمر به البلاد من ظروف سياسية، ما يستحيل معه استمرار الدراسة، حفاظًا على أرواح الطلاب، على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت في عدد من المدن السودانية.

وطالب والي، باتخاذ قرار إعادة الطلاب لمصر واستكمال العام الدراسي في الجامعات والمدارس المصرية، شريطة تحويلهم لنفس كليتهم بنفس المرحلة وتطبيق القواعد نفسها المعمول بها للتعامل مع الطلبة المصريين في السودان، وعدم سفر طلبة جدد لحين استقرار الأوضاع هناك بشكل كامل.

لم تختلف قصة مروان رشدان عن "معاذ"، فهو طالب في الفرقة الرابعة بكلية الهندسة المدنية جامعة العلوم والثقافة السودانية، والذي يدرس في السودان منذ 4 أعوام، أكد أن الجامعات مغلقة منذ أواخر ديسيمبر ومئات من الطلاب المصريين يأتون إلى السودان سنويًا من أجل الدراسة، وبحسب كلامه فهي أرخص في التعليم وتحتاج إلى مجموع أقل، لذلك هي أرض خصبة للإقبال الطلابي بالإضافة إلى كون مستوى التعليم بها عالي.

وبنبرة يأس، يقول "مروان" أنه لولا توقف الجامعة لأنهى السنة الرابعة له بالكلية، إلا أن الأحداث أوقفت كل شيء، مشيرًا إلى فقدان التواصل بينه وعائلته وجميع الطلاب هناك بسبب انقظاع الشبكات، ما تسبب في حالة من شعور الأهالي بعدم الأمان.

وعلى صعيد آخر، تواصلت "الدستور" مع مصدر مسئول داخل وزارة الخارجية، الذي أكد أن هناك متابعة مستمرة بين السفارة والمصريين المقيمين في السودان، وتواصل دائم مع السفارة المصرية في الخرطوم، للاطمئنان على المصريين المتواجدين هناك، حتى لا يلحق بهم زي أذى.