رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أولياء أمور طلاب الثانوية: "حنفية" الدروس الخصوصية لا تزال مفتوحة

جريدة الدستور

تبقى الثانوية العامة هي الاختبار الأصعب للأسرة المصرية على مدار المراحل التعليمية كافة، فالطلاب يعيشون في رهبة منذ بداية العام، كما أن خوف الأهالي لا يقل عن الطلاب بل تزداد مسئوليتهم، فضلًا عن أنهم يتحملون عبء مصاريف الدروس الخصوصية التي تقع على عاتقهم، ومنهم من يضطر لدخول جمعيات حتى يتثنى له سداد مصروفات الدروس والمجموعات، والتي تبدأ قبل بداية السنة ولا تنتهي سوى بانتهاء الامتحانات والسنة الدراسية.

بدايًة، تقول أم محمد، عين شمس، كانت مسئولية تحمل مصروفات ثلاثة أبناء ليست سهلة بالمرة، وبالتحديد عندما يكون لديك ابن في الثانوية العامة، الوضع كان سئ خاصًة وإن زوجي متوفي، فمسئولية تربية الأبناء ومصاريفهم تقع على عاتقي وحدي، وليس لدي أي مصدر دخل آخر سوى المعاش".

تابعت، " زوجي متوفي ولدي ثلاثة أبناء من بينهم محمد في الثانوية العامة، وكان قد بدأ دروس ومجموعات من قبل أن تبدأ السنة الدراسية، السنة مرت صعبة جدًا، غير أن معاش زوجي كبقية الناس لا يكفي ولا يسد أي شئ، فكانت الحصة بـ 50 جنيها يعني 200 في الشهر، غير الملازم الخاصة بكل حصة اللي المدرسين يخصصون لها أسعار لوحدها وتبدأ من 10 لـ 20 جنيها".

"فكرت كثيرًا وبحثت عن مصدر دخل آخر لأسرتي"، هكذا وصفت أم محمد وضع أسرتها، مستطردة، مع بداية هذه السنة تزايد الحمل عليها، وتضاعفت المصروفات؛ بسبب ابنها محمد لأنه في مرحلة الثانوية العامة هذا العام، فعندما يكون لدينا طالب في الثانوية، الوضع في البيت بيكون متكهرب جدًا".

لم أجد حل سوى الادخار وعمل جمعيات، فقررت أن الجأ لإحداهما، وبالفعل بدأت أبحث عن جمعية مواعيدها وصرفها مناسب لسداد احتياجات محمد ابني في هذه السنة، وبالفعل بدأت الجمعية من قبل السنة بشهور وطلبت أني أقبض بدري مراعًاة لظروفي"، تقولها أم محمد.

وعن "جمعية الادخار" تقول أم محمد: "دخلت جمعيه بـ 500 اسمين وأخدت 5000 أول الترم والـ 5000 التانيين الترم التاني عشان أقدر أصرف ومكنوش بيكفو ولحد دلوقتي لسه الجمعية مخلصتش، وأملي في ربنا كبير أن بعد التعب والضغط دا يأتي بفايدة".

لم يختلف الوضع كثيرًا مع والدة حسين، من الجيزة، التي لجأت هي الأخرى للدخول في الجمعيات حتى تستطيع سد كل احتياجات ابنها من الدروس الخصوصية، التقينا أم حسين أمام إحدى المدارس، وكان ابنها يؤدي امتحان اللغة العربية، قائلة:" لم نسمع عن ثانوية عامة بدون دروس خصوصية، العدد بيكون قليل في الدرس والطالب بيستوعب أكتر".

"لا يوجد نار بلا دخان"، تقولها أم حسين معلقة على وضع الدروس الخصوصية، مضيفة، " الأسعار نار ولكن ابني بيفهم منها هو وزمايله، فالثانوية العامة تحتاج ميزانية تانية لوحدها لأن بيكون في غير الدروس مراجعات وملازم وامتحانات"

وقالت "أم حسين" لـ"الدستور"، "اضطررت لعمل جمعية، وخصصت فلوسها لدروس ابني بس في السنة، كنت بستقطع مبلغ شهريًا وادفعه للجمعية، عشان أقبض وأقدر أصرف على ابني ومحسش إني قصرت معاه، مصاريف هذه السنة كانت حوالي 30 ألف جنيه على أقل تقدير، فمثلًا مراجعة مادة اللغة العربية 4 حصص فقط ووصل سعرهم 300 جنيه".

" عملنا جمعيات واستلفنا، مفيش حاجة إلا وعملناها بسبب الثانوية"، بهذه الكلمات بدأت ليلى فاروق حديثها مع "الدستور"، مستنكرة سؤالنا عن الجمعيات "احنا مش بس عملنا جمعيات لا احنا قربنا نبيع هدومنا كمان".

ليلى فاروق، تقول: " أختي أخدت دروس في جميع المواد، مثلها مثل غيرها من زمايلها، ولا نستطيع أن نرفض حتى لا تكون هذه حُجة فيما بعد أو خشية أن نكون نحن سبب التقصير".

"البيت لازم يكون هادي، ويجب توفير جو هادئ لأي طالب في الثانوية العامة بعيد عن أي مشاحنات أو مشاجرات، وكثيرًا ما نلغي مواعيد زيارات ومناسبات بسبب أن البيت فيه ثانوية عامة، كبرنا ونشأنا على هذا الاعتقاد"، بحسب ليلى.

بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فقد تنفق الأسر حوالي 4.8% من دخلها سنويًا على التعليم بكافة احتياجاته، وهو ما يوضحه تفاصيل بحث الدخل والإنفاق الأخير لعام 2015.

ووصلت نسبة الإنفاق في الريف على الدروس الخصوصية إلى 43.9% من حجم إنفاق الأسر على التعليم، مقابل نسبة 36.9% في الحضر، وفقًا التقرير الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

وبحسب آخر الإحصائيات الحديثة التي أعدها مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء، والتي كشفت أن ما بين 61 إلى 77% من طلاب المدارس المختلفة في مصر يحصلون على دروس خصوصية.