رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"بعبع الثانوية العامة".. كيف استعد الطلاب وأسرهم لامتحانات تحديد المصير

جريدة الدستور

في التاسعة صباح غدٍ السبت، تنطلق امتحانات الثانوية العامة، بكافة محافظات الجمهورية، وتستمر لقرابة شهر، حيث تنتهي في 3 يوليو المقبل، ويتزامن ماراثون الثانوية مع فرحة المصريين بعيد الفطر المبارك، مما جعل القلق والتوتر لا يفارقهم، فيسيطر على الأسر المصرية التي يستعد طلابها لخوض الامتحانات بعد انتهاء إجازة العيد.

في السطور التالية، تستعرض "الدستور" حكايات استعدادات طلاب الثانوية العامة للامتحانات وكيفية قضائهم العيد في ظل ترقب الامتحانات.

"أول مرة في حياتي معيدش مع أهلي وأصحابي" بهذه الجملة بدأ أحمد يسرى، طالب بالصف الثالث الثانوي بمدرسة الشبان المسلمين الخاصة ببنها، قائلًا إنه لم يستطع قضاء العيد ولم يذهب إلى التنزه، لكنه ذهب لصلاة العيد، ثم عاد إلى مراجعة دروسه، والذهاب إلى المدرس الخاص به للمتابعة والاطمئنان على ما استرسل من معلومات.

وأضاف "يسرى" أن الخوف والتوتر يسيطرا عليه باقتراب امتحانات الثانوية العامة، لكن التحفيز من قبل عائلته يخفف عليه صعوبة الامتحانات، وقرب موعدها، مشيرًا إلى أنه قلق من أن يسيطر عليه التوتر في الامتحان فيقلل من تركيزه واسترجاعه المعلومات أثناء الامتحان، لأنها مرحلة انتقالية وتحديد مصير.

وأشار إلى أنه يخشى من تسريب الامتحانات فيضيع مجهوده ومجهود زملائه في المذاكرة، قائلا: "هى سنة فى العمر مش هتتكرر ولازم نركز فيها ويا ريت الامتحان ميتسربش عشان مجهودنا هيضيع"، موضحًا أنه يقضي الليل والنهار في المذاكرة، متمنيًا أن يحصل على المجموع الخاص بكلية الهندسة، وينال فرصة في دخوله كلية الهندسة تنفيذًا لطلب والده.

ومن جانبها، قالت شذى الشيخ، طالبة في الصف الثالث الثانوى بمدرسة الثانوية بنات بالمنيرة، إنها تعيش حالة من القلق لانتظار موعد امتحان مادة اللغة العربية ومادة التربية الدينية، وتستعد للامتحان، وتكثر من الدعاء لله إلحاحًا منها على النجاح والتوفيق.

وأضافت "الشيخ" أنها قامت بحل نماذج "البوكليت" لأهميتها وقامت بمراجعتها أكثر من مرة، نظرًا لتنبيه وزارة التربية والتعليم على النماذج الخاصة بالكتاب الدراسي ومدى احتمالية اقتباس بعض الأسئلة منها.

وأحد من يعيش نفس حالة الخوف والفزع ناسيًا أنه في أيام العيد، هو الطالب محسن محمد أحمد، الذي قال: "لم أشعر أنني بأيام العيد اللي كنت بخرج فيها واتفسح مع أصحابي" موضحًا أنه يعيش الآن حالة من الرعب والقلق لقرب موعد الاختبارات التي ستحدد مصيره المستقبلي، وفي نفس الوقت يوصف شعوره بأنه كان يتمنى أن يستمتع بالعيد بصحبة أهله وأصحابه مثل كل عام، بينما أصبح الحال معه هذا العيد متبدلًا تمامًا فهو يقضي ساعاتً طويلة مستذكرًا لدروسه ومتفرغًا فقط لها كذلك أهله فقد عزفوا عن تبادل الزيارات والتهاني لتوفير الهدوء له، معتبرين أن ببيتهم حالة من حالات الطوارئ لا تسمح بأي زيارات عائلية.

لم يختلف الأمر كثيرًا مع الطالب على أحمد بالصف الثالث الثانوي، الذي قال إنه يذاكر طوال العام لكنه كثف مذاكرته ومراجعته النهائية لمواده الدراسية بأيام العيد فهي الأيام السابقة على موعد الامتحانات مباشرة وتعد آخر فرص للمراجعة، لذا فقد انعزل تمامًا عن كل مظاهر الاحتفال بالعيد واتفق هو وأصدقائه على ذلك، موضحًا أن الاحتفال بالعيد الذي يعد احتفال وقتي يهون أمام مستقبله الذي سيتحدد معه طوال حياته، متمنيًا من الله أن يوفقه ويحصل على درجات تؤهله لدخول كلية الإعلام.

أولياء الأمور هم أيضًا يعيشون حالات القلق والرعب لا تقل عن أبنائهم بل أحيانًا كثيرة تزيد، فقد تواصلت "الدستور" مع إحدى أولياء الأمور وهي السيدة هويدا أحمد، والتي قالت إنها هي وأسرتها جميعًا سيظلوا يعيشون حالات التوتر هذه إلى أن تنتهي امتحانات ابنها نهائيًا، مضيفة أنها تحاول جاهدة توفير الهدوء التام لابنها حتى أنها لم تدعو أهلها لعمل كعك العيد معها مثلما اعتادوا كل عام، كما أنها اكتفت بمعايدتهم تليفونيًا.

وأضافت أنها تعمل كذلك على مساعدة ابنها بتنظيم أوقاته المقسمة بين حضور الدروس الخصوصية وأوقات المذاكرة وتسعى هذه الأيام إلى تقديم الغذاء الصحي الذي يساعده على استذكار دروسه، مؤكدة أن الأسرة جميعًا لم تفرح بالعيد فرحة كاملة مثل كل عام، لكنها بالنهاية تدعو الله أن يوفق ابنها وجميع الطلاب للنجاح بعد هذه الظروف الصعبة التي واجهوها.

من جانبها، تقول والدة نهى محمد، إن ابنتها قلقة من اقتراب موعد الامتحانات، وتشعر بخوف شديد من الامتحان رغم أنها تدرس تلك المواد منذ ما يقرب من عام، وهناك قناعة لدى بعض الطلاب والأسر بأن وزارة التربية والتعليم لا بد أن تضع بعض العوائق والأسئلة الصعبة من خارج المنهج، والتي تكون بمثابة حائط عجز للطلاب ولأولياء الأمور أيضًا.

وأوضحت أن الخوف والقلق يسيطر على ابنتها وزملائها، متمنية لابنتها النجاح والتوفيق والمزيد من التقدم وأن يعطي لكل طالب في الثانوية العامة ما يتمنى ولا يضيع تعبهم، وألا يسبب المراقبون التوتر في الامتحان لدى الطلاب ويتعاملوا معهم بلطف، نظرًا لما يمرون به من ضغوط.

وأردفت والدة نهى، أن طلاب الثانوية العامة يخشوا من تسريب الامتحانات، خوفًا من سيطرة "شاومنج"، واستطاعته للوصول إلى الامتحان وتسريبه، وضياع مجهود كل منهم، وأن يتملكهم "بعبع" امتحانات الثانوية العامة، حيث أن الخوف عامل هدام لهم وليس بناء.

ووجه الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، بضرورة طمأنة الطلاب من قبل وزارة التربية والتعليم بخصوص هذه الاختبارات حتى لا تحدث حالات من الإرباك أكثر مما هم يعانوه، موضحًا أنهم مازالوا يعانون من الإرهاق والتعب إثر الخروج من شهر رمضان الكريم نظرًا لظروف المذاكرة الصعبة في ظل ارتفاع درجات الحرارة والصيام، موضحًا أنه كان يدعو بعض الطلاب غير القادرين صحيًا على المذاكرة وقت الصيام أن يأخذوا برخصة الإفطار به، بينما وجه الآخرين إلى اعتبار شهر رمضان والعيد أيام عادية حتى تنتهي الامتحانات ومن ثم بعدها يستطيع الطالب أن يستمتع بإجازته، موضحًا أنه لا يمكن أن تؤجل الامتحانات ولا يسع للطالب سوى أن يتكيف مع ظروف دراسته.

قالت أميمة عبدالله، دكتور في الصحة النفسية والإرشاد النفسي، إنه يجب على طلاب الثانوية العامة أن يضعوا في مخيلتهم أنها ليست نهاية العالم، لكنها سنة عادية، ولكن يجب أن يزيدوا من الاجتهاد في المذاكرة، قائلة: "اللي فى دماغه يطلعها وينظم أفكاره وخاصة فى الامتحان"، موضحة أن الهدوء النفسى عامل أساسى فى الامتحان، لكى يستطيع أن يجيب على نموذج الامتحان.

وأشارت "عبدالله" إلى أن بعض أنواع الطعام تساعد على التركيز مثل الزبيب والمكسرات ونوعية الأكل التى تحتوي على أوميجا ثري، مضيفة أن أولياء الأمور يجب عليهم ألا يشعروا أولادهم بالفشل، وعدم تصنيفهم بالذكاء أو الغباء لأنها قدرات نسبية، وكل الأشخاص تكمل بعضها، وإعطائه الثقة بالنفس، وتحفيزه أن يعمل مجاهدًا ويتوكل على الله، وألا ينظر للامتحانات السابقة، ولا يبكي على اللبن المسكوب وترك الطاقة السلبية.

"المادة اللى راحت خلاص بحلوها ومرها" بهذه الجملة اختتمت "عبدالله" حديثها، قائلة إن فى ليلة امتحان المادة يجب على الطالب ألا يسهر، لأن النوم به جزء كبير من التركيز، ويجب أن يأخد الكفاية من عدد الساعات الصحية في النوم، والبعد عن أي شخص يعطيه طاقة سلبية.