رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يوميات الجنود المجهولة فى احتفالات المصريين بعيد الفطر

جريدة الدستور

"محرومين من إجازات العيد" بهذه الكلمات بدأ بعض العاملين الحديث عن كيفية قضاء أيام عيد الفطر المبارك في العمل.. ففي حياتنا كثير من الأشخاص المسئولين عن مهن تبدو لك ضئيلة الشأن، إلا أنك إذا حاولت تخيل العالم بدونهم ستجده عالمًا ينقصه عناصر مهمة لن تلتفت إليها إلا إذا اختفت من حياتك، فأعمالهم واضحة للجميع ولا حياة للعيد بدونهم، عمال النظافة والصرف الصحي والبنزينات، وغيرهم الكثيرين، فما عليك إلا أن تغمض عينيك وتبحث عنهم لكننا قد نختصر عليك الطريق من خلال قرائتك لقصة كل عامل منهم.

"العيد بيجى عليا كأنه يوم عادى" بهذه الجملة بدأت آية أحمد، إحدى العاملات في محل ملابس، قائلة إنها تقضي العيد بين أرجاء جدران المحل نظرًا لطبيعة عملها، موضحة أنها تحاول إدخال البهجة على المواطنين للاستمتاع بأوقاتهم خلال فترة الاحتفالات.

أما محمد سعيد عامل بنزينة، يروي لنا إنه قضى رمضان والعيد وسط عدد من الزملاء المغتربين بالعمل لصعوبة الوصول إلى قريته التي تحتاج سفر ما يقارب من 14 ساعة بصعيد مصر، لافتا إلى أن مضطر لتقبل ذلك الوضع حتى يتمكن من توفير الأموال اللازمة لحفل خطوبته التي اقتربت في نهاية العام الجاري.

انتقلنا بعدها للحديث مع عم محمد حسنين، عامل نظافة، البالغ من العمر 53 عامًا، بدأ عمله كعامل نظافة عام 1996 حبًا في العمل، وُلد في أسرة فقيرة من أب وأم و3 أخوات، بداياته كانت في إحدى الشركات ثم تدرج مهنيًا إلى أن التحق بالعمل كعامل نظافة في إحدى المؤسسات الحكومية، مشيرًا إلى أنه يعمل من أجل الحفاظ على توفير قوت يومه.

وتابع حسنين أن مرتبه الشهري لا يكفيه وأسرته وأولاده، رغم أنه يعمل طوال أيام الأسبوع، مشيرًا إلى أنه لا يحصل على أجازات سواء الرسمية أو غير الرسمية.

ممدوح السيد، هو قصتنا التالية أحد العاملين بالصرف الصحي، يقول إن حاجة العمل دفعته للتواجد منذ الساعات الأولى في العيد بسبب الأحداث الطارئة التي تحدث من انسداد "بيارات" الصرف الصحي والتي تتطلب تدخل سريع من العاملين حتي لا تصبح كارثة تخرج عن السيطرة.

ويؤكد لنا "العيديات التي نتحصل عليها أثناء عملنا في تلك الأيام تساعدنا في توفير بعض الاحتياجات الأساسية لأبنائنا، ما يدخل البهجة على أفراد أسرته وتوفير بعض احتياجاتهم".

واختتم قائلا: "المتفاني في العمل دايمًا ربنا يجازيه خير"، مشيرًا إلى أنه عقب انتهاء أيام العيد يتم التناوب بينه وبين زملائه في الأجازات.