رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عودة النسور.. كيف يلعب نيجيريا فى «أمم إفريقيا»؟

جريدة الدستور

رغم غيابه عن آخر نسختين من بطولة الأمم الإفريقية، يظل المنتخب النيجيرى واحدًا من علامات كرة القدم فى القارة السمراء. حقق «نسور نيجيريا» البطولة ثلاث مرات، وجاء فى المركز الثانى بأربع مناسبات، وكان ملوك البرونز فى 7 مرات، لذلك عندما يوجد فى أى بطولة فعليك أن تسلم أنه من بين المنتخبات المرشحة للوصول بصرف النظر عن حالته، أو غيابه عن البطولة منذ فترة. كيف يلعب المنتخب النيجيرى؟، وما نقاط القوة والضعف فى تشكيلته؟، وما حظوظه فى التتويج باللقب؟.. هذه وغيرها من التساؤلات تُجيب عنها «الدستور» فى السطور التالية.

تركيبة هجومية جبارة تعتمد على مهارات أيوبى وسرعات أحمد موسى وكالو
يلعب المنتخب النيجيرى، تحت قيادة الألمانى جيرونت روهر، المدير الفنى للفريق، فى المجموعة الثانية التى تضم منتخبات غينيا، ومدغشقر، وبوروندى، ويسعى لحصد بطاقة الصدارة من أجل تجنب الصدام المحتمل مع المنتخبين المصرى والسنغالى.
وسيواجه الفريق النيجيرى حال تصدر مجموعته صاحب المركز الثالث فى واحدة من المجموعتين، الأولى التى تضم مصر، وأوغندا، والكونغو، وزيمبابوى، والثانية التى يتصارع فيها السنغال مع الجزائر، وكينيا، وتنزانيا، لذلك ليس لديه أى خيار سوى السعى للصعود على قمة مجموعته لتجنب تلك الصدامات القوية حال صعوده كمركز ثانٍ.
يعتمد المنتخب النيجيرى على طريقة لعب واحدة هى 4231، ولا يغامر المدير الفنى للفريق باستبدال هذا الشكل الخططى، حيث يراهن دائمًا على ثبات تكتيكه، وعناصره.
ويُعد أبرز ما يميز المنتخب النيجيرى امتلاكه خطًا هجوميًا قويًا للغاية، بين أقوى خطوط هجوم البطولة، لما يضمه من أسماء بارزة ونجوم لامعة فى الدوريات الأوروبية ويعرفها الجمهور المصرى عن قرب.
ويأتى «أيوبى»، نجم أرسنال الإنجليزى، فى مقدمة الأسماء الكبيرة بتشكيلة المنتخب النيجيرى، ويراهن عليه المدير الفنى والجمهور هناك بشكل كبير، لما يمتلكه اللاعب من مهارات فردية عالية وقدرات كبيرة تؤهله لتحقيق هدف التتويج باللقب، عوضًا عن الخبرات التى اكتسبها بشكل كبير من وجوده فى أقوى دوريات العالم.
ويعد «أيوبى» الأداة المتحكمة فى شكل المنتخب النيجيرى، حيث يتحول اللاعب من مركزه المعروف مع أرسنال كجناح أيسر إلى صانع ألعاب فى مركز الـ10 بعمق الملعب، ليتحكم فى رتم الفريق، ويقوم بأدوار صناعة اللعب لزملائه والزيادة كرأس حربة ثان مع المهاجم الصريح.
ثم يبرز اسم أحمد موسى، مهاجم سيسكا موسكو، الذى يمتلك سرعات غير عادية على الطرف الأيسر، تجعله قادرًا على تجاوز أى ظهير مهما بلغت قوته مثلما شاهدنا فى الآونة الأخيرة. ومعهما يظهر سامويل كالو، النجم الصاعد بقوة، الذى يشغل مركز الجناح الأيمن لفريق بوردو الفرنسى.
تألق «كالو» بقوة فى الآونة الأخيرة، لذلك شغل مركزه فى التشكيلة الأساسية مع «النسور» رغم مزاحمته من أكثر من لاعب آخر، وعلى رأسهم نجم تشيلسى، ديفيد موسيس، الذى يعد من أبرز الأوراق الرابحة فى الخط الأمامى للفريق النيجيرى، لكن يُجيد مدربه استغلاله فى مراكز أخرى بحسب مجريات المباراة. وفى المقدمة، يعتمد المدرب الألمانى على مهاجم ليستر سيتى، إيهيناتشو، الذى يمتلك مقومات بدنية كبيرة وقدرة على كسب الصراعات الثنائية، وتسجيل الأهداف من أنصاف الفرص والكرات العرضية.
ويراهن دائمًا المدير الفنى للفريق على سرعات ومهارات هذا الرباعى، ودائمًا ما تكون الحلول الفردية للمنتخب النيجيرى إحدى أبرز النقاط التى تميز هذا الفريق خلال الآونة الأخيرة. وتعتمد أفكار المنتخب النيجيرى على الصعود المستمر للظهير الأيمن للفريق «أوميرو»، لاعب ليجانس، ودخول «كالو» مع أحمد موسى لتكوين ثلاثية هجومية مع «ايهيناتشو»، بالإضافة إلى الرهان الدائم على الارتداد السريع وإرسال الكرات الطولية خلف المدافعين لأحمد موسى و«كالو» على جانبى الملعب.
ويمتلك المدرب الألمانى من المرونة ما يمنحه القدرة على التحول داخل الملعب وتبديل الطريقة إلى 442 فى بعض الأوقات، لتحقيق الكثافة الهجومية بالدفع بنجم تشيلسى موسيس وتحويل «كالوا» أو «أيوبى» إلى الجناح الأيسر على أن يكون «موسى» مهاجمًا ثانيًا فى عمق الملعب مع «إيهيناتشو» لتحقيق الكثافة المطلوبة.
كما يتميز الفريق النيجيرى بإجادة الكرات الهوائية والتسجيل من الكرات الثابتة بشكل متكرر، وستكون هذه أحد العوامل التى يرتكن عليها «روهر» فى البطولة المقبلة.
وتطور الفريق بشكل كبير بالفترات الأخيرة فيما يتعلق بالجماعية واكتسب خبرات من مشاركته فى كأس العالم الأخيرة التى ودعها عقب الخسارة المشرفة أمام الأرجنتين بعدما كان لاعبو النسور قريبين للغاية من تجاوز رفاق ليونيل ميسى.

خط دفاع بطىء التحضير يسهل ضربه بالكرات الطولية.. ووسط يُجيد الاستحواذ
أما عن خطوط اللعب الأخرى فالمنتخب النيجيرى يمتلك خط دفاع مكونا من «بالوجون»، لاعب برايتون الإنجليزى، ويجاوره فى عمق الملعب «إيكونج»، لاعب أودينيزى، وفى الجهة اليمنى «أوميرو»، لاعب ليجانس، وفى اليسرى «كولينيز» الذى يلعب لأحد أندية الدرجة الثانية فى ألمانيا.
ورغم القوة البدنية الكبيرة للخط الخلفى لمنتخب نيجيريا وقدرته على التعامل فى الصراعات البدنية والكرات الهوائية، فإنه يُعاب عليه التحضير البطىء، ومعاناته فى إخراج الكرة للمناطق الأمامية، ويجد مشكلات كبيرة للغاية إذا كان الخصم يعتمد على فلسفة الضغط العالى، بالإضافة إلى السذاجة فى التمركز التى تكلف الفريق كثيرًا، خاصة عند قلبى دفاع الفريق «بالوجون» و«إيكونج».
كما تعد الجهة اليسرى بين الثغرات فى المنتخب النيجيرى، بسبب ضعف الظهير الأيسر «كولينز»، فضلًا عن قلة المساندة الدفاعية من الجناح الأيسر أحمد موسى، وهو ما يخلق أزمات كبيرة للفريق.
ومن بين العيوب التى قد تتكرر فى تشكيلة المنتخب النيجيرى هى المساحة الكبيرة التى تتولد بين لاعبى الارتكاز، أيًا كانت أسماؤهم، ورباعى الخط الخلفى، وهى المساحة التى يمكن استغلالها للإضرار بالفريق النيجيرى إذا أجاد مدربو الخصوم اللعب فيها.
ويعتمد المنتخب النيجيرى فى محور الارتكاز على كل من «إيتيبيو» وأسطورة الفريق جون أوبى ميكيل، الذى عرفه الجمهور المصرى جيدًا حينما كان بين نجوم الفترة الذهبية لتشيلسى الإنجليزى.
تتميز هذه الثنائية بالقدرة على امتلاك الكرة ومنح الفريق الاستحواذ وتُجيد التدوير من جهة إلى أخرى، لكن يعيبها كثيرًا البطء فى نقل الهجوم.
لم يعد «ميكيل» قادرًا على التقدم والمراوغة، وحتى فى الاحتكاك البدنى ليس «ميكيل» الذى نعرفه، هو فقط بمثابة عقل يقود الفريق داخل الملعب، ويتحكم باللعب، ويوجهه هنا أو هناك، لذلك سيبرز أكثر من اسم على دكة البدلاء للعب على حسابه فى جزئيات كثيرة من المباريات أمثال هنرى أونيكو، لاعب جالاطا سراى، التركى، الذى يمتلك قوة بدنية كبيرة فى الجانب الدفاعى وسرعة فى التحول.
ويعانى المنتخب النيجيرى بشدة عندما يصطدم بدفاعات متكتلة وخصوم منظمين فى الثلث الأخير من الملعب، حيث تغيب الكثافة العددية بفعل عدم إجادة لاعبى الارتكاز ولاعبى الخط الخلفى للزيادة الهجومية، كما أوضحنا، ولأن المساحات وقتها تضيق أمام سرعات كل من «موسى» و«كالو» اللذين يتألقان بشكل أكبر عندما تظهر المساحات وفى الهجوم المرتد على وجه التحديد.
كما يمتلك المنتخب النيجيرى واحدة من أهم الأوراق التى ربما تكون إحدى علامات هذه البطولة إذا نال الفرصة كاملة وهو اللاعب سامويل تشوكويز، صاحب العشرين عامًا، الذى ينتظره مستقبل كبير بعد ظهوره بشكل قوى مع فياريال الإسبانى الموسم الماضى، ويمكن أن يكون لاعبًا أساسيًا فى فترة وجيزة، فقد آمن المدرب بقدراته ونجح فى تأهيله نفسيًا لبطولة كبيرة مثل هذه.