رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكل مستفيد.. "أجانب" يتحدثون عن تجربتهم مع حملة 100 مليون صحة

جريدة الدستور


مبادرة صحية قومية أطلقها عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بالتعاون مع وزارة الصحة والإسكان تحت عنوان "100 مليون صحة" للقضاء على فيروس سي، والكشف عن الأمراض غير السارية لدى المواطنين المصريين، وتوفير العلاج اللازم لهم بالمجان، وأثبتت الحملة نجاحها منذ انطلاقها في أكتوبر 2018 بجميع محافظات مصر على ثلاث مراحل، حتى أطلقت وزارة الصحة مرحلة جديدة لفحص الأجانب وغير المصريين المقيمين بالبلاد.

في السطور التالية تحدثنا إلى أجانب وغير مصريين قد استفادوا من مبادرة 100 مليون صحة ليحكوا تجاربهم في الحملة المصرية، واستفادتهم من المشاركة في المبادرات المصرية أثناء تواجدهم في مصر، وإجراء تحليل فيروس سي ومنهم من كشف الفحص عن مرضه، ووفرت الحملة له العلاج بالمجان.


هالة: قمت بإجراء الحملة دون إرهاقي بأي أوراق

هالة حورانيت، ٤٦ عامًا، من سكان منطقة المعادي، لبنانية الأصل، تعيش في مصر منذ ٢٠١١، وهي متزوجة من مصري ولديها ابن يبلغ من العمر ١٩ عامًا، وخلال أحد الأيام وأثناء متابعتها للبرامج التلفزيونية وجدت إعلانًا يتيح حملة ١٠٠ صحة لغير المصريين، فسارعت بدورها للخضوع للتحليل الخاص بالكشف عن فيروس "سي"، باعتبارها مبادرة عظيمة للالتفات والاهتمام أيضًا بصحة غير المصريين.

كان الرئيس عبدالفتاح السيسي، وجه في ختام ملتقى الشباب العربي والإفريقي -منتصف مارس الماضي- بإطلاق مرحلة جديدة من مبادرة "100 مليون صحة"، للمقيمين في مصر من غير المصريين، في إشارة إلى الأجانب واللاجئين المقيمين في البلاد، وتلقائيًا بدأت الحملة بالفعل في توفير الاختبارات الطبية للأجانب واللاجئين بناء على تعليمات الرئيس.

منذ ما يقل عن الشهر، اتجهت "هالة" لإجراء تحليل فيروس "سي" ضمن حملة ١٠٠ مليون صحة، التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتشمل غير المصريين من الوافدين والأجانب، واصفة الحملة بـ"الرائعة"، حيث أنهم يكتشفون المرض في وقت مبكر قدر الإمكان وبشكل مجاني، من ضغط أو سكر أو وزن زائد، ودون إرهاق بأي نوع من الأوراق فقط البيانات الشخصية.

وبحسب أحدث تصريحات علي الحلبي، السفير اللبناني في القاهرة، في أواخر إبريل ٢٠١٨، وصل عدد الجالية اللبنانية في مصر نحو 20 ألف.


ريم: جزاهم الله ألف خير فكروا فينا

ومن المعادي إلى أكتوبر، حيث وقفنا أمام مستشفى الحصري التي يجري فيها حملة ١٠٠ مليون للوافدين والأجانب، والتقينا مع ريم، سيدة في أواخر الثلاثينيات من عمرها، يمنية الأصل، قالت إنها متواجدة في مصر منذ عام تقريبًا، ولأنها مهتمة بمتابعة مواقع "السوشيال ميديا" وعلى رأسها "الفيسبوك"، فالتقطت عينيها توسع مبادرة ١٠٠ مليون صحة لتشمل غير المصريين، وهو ما جعلها تشعر بسعادة غامرة.

"ريم" هي أم لثلاثة أولاد، يحملون الجنسية اليمنية أيضًا، خضعت لتحليل حملة ١٠٠ مليون صحة، باعتبارها مبادرة ممتازة من جانب الرئيس السيسي، وتروي لنا أن التحليل كان سريعًا ولم تستغرق وقتًا في إجرائه، إضافة إلى التعامل المحترم الذي وجدته من جانب الأطباء هناك، معلقة بقولها: "بصراحة لما عرفت إنه كمان لغير المصريين زاد احترامي وتقديري للبلد.. بلد عظيمة بالفعل تسعى للأفضل.. يعني جزاهم الله ألف خير فكروا فينا".

وتقول لنا "ريم" إن فقط ما طلبوه منها وزجها عند إجراء التحليل هو كارت اللجوء الأصفر -هو عبارة عن بطاقة تعريف باللاجئ أو طالب اللجوء المسجل، توضع عليه صورته وبياناته الشخصية وبيانات دخوله إلى مصر، التي قدمها لمفوضية اللاجئين بعد أن يقوم بتسجيل نفسه في مقرها.

وبحسب التصريحات الأخيرة لفهد العريقي، رئيس مجلس أعيان الجالية اليمنية، في أحد الحوارات الصحفية له في أغسطس ٢٠١٨، بلغت أعداد اليمنيين الموجودين في مصر حوالي 200 ألف، منهم ما لا يقل عن 50 ألفًا من الأعيان والنخبة.


جون: أعجبت بمجهودات الحملة ودعيت كل أصدقائي لها

جون فيليب، 36 عام، من دولة الدنمارك، يحكي في حديثه لـ"الدستور" تجربته في إجراء تحليل فيروس سي ضمن حملة 100 مليون صحة للأجانب أثناء زيارته القصيرة لمصر قائلا " جئت مع أصدقائي إلى مصر منذ ثلاث أسابيع لزيارة الأماكن السياحية المشهورة عالميا وتعتبر هذه الرحلة أولى رحلاتي إلى مصر"، ويقول جون إنه سمع مايتردد من أخبار عن مشروع صحي يسمى "100 مليون صحة" له تأثير وشعبية واسعة داخل مصر، وأن الحكومة المصرية طورت هذا المشروع حتى جعلته صالحا للأجانب الزائرين واللاجئين بمصر.

وعن تجربته في التحليل "كنت أعلم أني لست مصاب بفيروس سي من خلال الفحوصات التي أعتدت على إجراءها مع الأطباء في الدنمارك لكن التجربة المصرية جعلتني أريد المشاركة بها"، وبالفعل سأل جون عن أقرب مركز للحملة حتى يجري التحليل به وأتجه بعدها إلى منطقة الزمالك ومعه أحد أصدقائه الراغبين في الكشف أيضا. ويوضح الشاب الدنماركي أنه كان بحوزته كل الأوراق المطلوبة قبل إجراء التحليل حين طلب منه الطبيب المسئول جواز السفر ونوع الإقامة في مصر بالإضافة إلى التفاصيل الجانبية كالإسم وتاريخ الميلاد والبيانات الشخصية.

التجربة المصرية نالت إعجاب الشاب الدنماركي وأصبح يحث أصدقاءه طوال فترة الزيارة في مصر على المشاركة في حملة "100 مليون صحة" وإجراء تحليل فيروس سي قبل مغادرة مصر، وعن رأيه بالحملة قال: "اعتبرت نتيجة الكشف تذكار مصري أحتفظ به".

يذكر أن الدنمارك وضعت مصر في قائمة أفضل الوجهات السياحية على مستوى العالم عام 2019، وكتبت السفارة، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "أفضل قيمة مقابل المال - تعال إلى مصر، جنوب مصر على قائمة أفضل الوجهات القيمة في عام 2019"، وتابعت: "لا شيء أفضل من الاستمتاع بنهر النيل".



غنية: اكتشفت إصابتي بالسكر وسأحصل على علاج مجاني له

غنية، 47 عام، من دولة الجزائر، أم لثلاثة أطفال من أب مصري، تقطن في مصر مع أولادها منذ 10 أعوام حين توفى زوجها وقرروا المجئ إلى مصر للاستقرار بمنزل الأب وضمان حياة أفضل للثلاث أطفال، وتروي السيدة الجزائرية تجربتها في إجراء تحليل فيروس سي ضمن حملة 100 مليون صحة للمقيمين من غير المصريين موضحة أنها سعيدة بالقرارات المصرية في المجال الطبي من الكشف والاطمئنان على صحة المصريين والغير مصريين، ووجدود إمكانية لعلاجهم من الأمراض الغير سارية بالمجان فتعتبر هذه الخدمة من أفضل الخدمات بين دول العالم.

تقول "غنية" في حديثها لـ"الدستور" إنها أجرت التحليل لأحد أبنائها الذي بلغ من العمر 19 عام فور انطلاق الحملة في مصر لكنها لم تتمكن وقتها من إجراء تحليل لنفسها بسبب عدم اكتمال أوراقها التي تمكنها من الحصول على الجنسية المصرية، وكانت السيدة في غاية السعادة حين علمت أن حملة 100 مليون صحة أطلقت مرحلة جديدة لغير المصريين وذهبت على الفور إلى أقرب مركز من مكان إقامتها بمحافظة الجيزة، واصطحبت معها جواز السفر وأوراق إقامتها بمصر حتى استطاعت تنفيذ التحليل الطبي، واطمأنت أنها ليست من مصابي الفيروس سي لكنها كانت سعيدة بالمشاركة في تلك التجربة المصرية العظيمة.

الكشف الطبي للسيدة الجزائرية لم يقتصر على تحليل فيروس سي فقط بل كشف أيضا المسح الطبي إصابتها بمرض السكر الذي كانت تتعافى منه على حسابها الشخصي في الأعوام السابقة لكن بعد إجراء التحليل تم صرف علاج مجاني للسيدة على أن تتبع خطوات معينة أولا، وهي الذهاب إلى المستشفى بكارت المتابعة التي حصلت عليه في الفحص الأول لاستكمال الإجراءات والحصول على العلاج المجاني، وبالفعل تمكنت غنية من الاستفادة بحملة 100 مليون صحة في علاج مرضها دون صرف الكثير من الأموال عليه في حين أنها تحتاج المال في تلبية احتياجات أولادها.

وبحسب إحصائيات البعثة الدبلوماسية الجزائرية في مصر، في ٢٠١٧، فهناك نحو 2600 مواطن جزائري مقيمون في مصر.


بيتر: عرفت الحملة من رحلاتي السياحية وأصريت على إجراء التحليل

بيتر أشلي، 32 عام، من دولة بريطانيا، يستقر في مصر منذ ثلاث أعوام، ويعمل كمحاضر ومعد دورات تدريبية لتعليم اللغة الإنجليزية، يحكي عن الصدفة البحتة التي جعلته يشارك في حملة 100 مليون صحة في مكان لم يكن يتوقعه بالرغم من أنه سمع عن الحملة منذ عدة أشهر، موضحا أن الحملة نالت إعجابه منذ أول ايام انطلاقها في مصر حين علم هو وأصدقائه الآخريين من الدول الأخرى عن تطبيق مشروع صحي في مصر يساعد المواطنين على كشف أمراضهم وعلاجهم بالمجان، ولم يكن في توقعاته أن تتطور هذه الحملة حتى تصبح لها فائدة للاجئين والمقيمين من غير المصريين في مصر.

الشاب الإنجليزي سمع عن الحملة من خلال الطلاب الوافدين على الدورات التدريبية التي يعدها لهم، وكانوا الطلاب يشيدون بمنافع هذه الحملة دائما ويتخذونها كمثال في المحاضرات والتطبيقات حتى بحث عنها "بيتر" جيدا، وعن مشاركته بالحملة قال: "كنت في رحلة سياحية مع أصدقائي إلى مدينة مرسى علم كالمعتاد لنا في اكتشاف الأماكن السياحية منذ المكوث في مصر حتى أخبرنا أحد أصدقائنا المصريين في إحدى الليالي أن حملة 100 مليون صحة أطلقت مرحلة للأجانب المقيمين في مصر".

لم ينتظر "بيتر" العودة إلى القاهرة حتى يقوم بإجراء تحليل فيروس سي بل أصر على البحث في مرسى علم عن أماكن الكشف الطبي ومقرات حملة 100 مليون صحة، وبالفعل لم يترك أحد المقيمين في المدينة السياحية حتى سأله عن أماكن المقرات حتى وصل إلى أحد مراكز الصحة بمدينة مرسى علم حيث استطاع من خلالها إجراء التحليل والاطمئنان على صحته، وعن الأوراق المطلوبة قال بيتر: " جواز السفر وأوراق الإقامة كانت هي الأساسيات قبل التحليل، والأمر لم يستمر سوى دقائق حتى أنهيت التحليل وسعيد بتلك المشاركة العظيمة وأتمنى التقدم في جميع المجالات المصرية مثل المجال الطبي".


أسماء: اكتشفت أن أحد أبنائي لديه سمنة مفرطة وحصلت على كارت متابعة لعلاجه مجانًا

أسماء بليغ، سيدة سورية تبلغ من العمر 50 عام، تقطن بمدينة السادس من أكتوبر منذ عدة رفقة عائلتها السورية المكونة من زوج وأربعة أولاد، وقامت السيدة بإنشاء محل لبيع الحلويات السورية "كنافة نابلسية" لتستطيع أن تلبي احتياجات عائلتها المهاجرة من سوريا، وكان الأب يعمل كحلاق رجالي بإحدى المحال السورية في مدينة 6 أكتوبر حتى تمكنوا من شراء شقة سكنية وبعد فترة قصيرة فتحت السيدة مطعم سوري صغير قائلة "أبواب الخير اتفتحت لينا لما جينا مصر".

السيدة السورية تعبر طوال الوقت عن إعجابها بما تراه في مصر من خير كذلك أبدت إعجابها بالمشاريع القومية التي تخوضها البلاد في هذه الفترة، وتحكي "أسماء" في حديثها لـ"الدستور" مشاركتها مع عائلتها في حملة 100 مليون صحة بعد علمهم أنها أصبحت متوفرة للاجئين في مصر، وبعد علمها بأماكن الكشف والتحليل انطلقت هي وعائلتها على الفور على مركز الصحة المخصص للأجانب في مدينة 6 أكتوبر لإجراء التحليل والإستفادة من هذا المشروع القومي.

التحليل أثبت عدم إصابة أي شخص من العائلة السورية بمرض الفيروس سي لكن أحد الأبناء كان يعاني من مرض السمنة المفرطة، لذلك استلم كارت المتابعة حتى يذهب إلى المستشفى ويجري فحص آخر ويتم علاجه بالمجان كما معلن في بيانات الحملة القومية "100 مليون صحة"، وتعبر السيدة أيضا عن شكرها لرئيس الجمهورية "عبد الفتاح السيسي" ولوزارة الصحة بأكملها عن تطبيق مشروع صحي عظيم مثل ذلك الذي جعلها تشعر أنه لا فرق بينها وبين المصريين في المعاملة، وترغب السيدة في أن تعيش باقي حياتها مع عائلتها في مصر لما شاهدته من مشاعر طيبة وكريمة منذ استقرارها بها.

وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت في آخر إحصائية لها، في إبريل 2017، أن عدد اللاجئين السوريين على أراضيها، المسجلين في مكتب مفوضية اللاجئين، بلغ 120 ألف سوري بينهم 52 ألف طفل، لكن العدد الفعلي يفوق النصف مليون.

فيما قال مساعد وزير الخارجية المصرية لشئون الأمن الدولي، إيهاب فوزي، إن عدد السوريين في مصر بلغ 230 ألف لاجئ، وذلك في يوليو 2018.