رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى يومه العالمى.. مُقلعون عن التدخين:"حياتنا نورت من تانى"

جريدة الدستور

31 مايو، أقرته منظمة الصحة العالمية ليكون يوما عالميا للإمتناع عن التدخين، وبالرغم من صعوبة اتخاذ هذا القرار لأغلب المدخنين إلا انه يوجد فئة كبيرة منهم فعلتها في مراحل إنسحاب النيكوتين من أجسادهم، ونستعرض تجارب شباب وفتيات امتنعوا عن التدخين:

"12 سنة بشرب سجاير ومبطلتهاش غير لما أذتني"، كلمات التي بدأ بها "عمر"، شاب في أواخر العشرينات، حديثه لـ"الدستور" موضحا أنه شرب أول سيجارة عندما كان في عمر ال16، وكان هذا الوقت بداية إنغماس الشاب يعلو حتى استقر على شرب علبتين في اليوم الواحد".

"الإرهاق الجنسي كان نتيجة جرعات عديدة من السجائر يوميا خاصة بعد تحذير أحد الأطباء له عن ضرورة التخفيف أو منعها بسبب تدهور حالته الصحية.

وعن اكتشافه للعجز:"بعد جوازي فضلت فترة قصيرة أعاني من الصعوبة في العلاقة الجنسية عدم تحمل المجهود، وده كان سبب كافي في اتخاذ القرار"، وتابعت مع طبيب للإقلاع عن التدخين مع توفير الفيتامينات اللازمة لإستراجاع عافيتى.

مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية كان قد أصدر تقارير عن استهلاك الشعب المصري للسجائر خلال عام 2018، في حين أن مصر صٌنفت ضمن أكثر 10 دول أهلها يحرصون على التدخين، فاستهلاك المصريين للسجائر يوميا وصل إلى 280 مليون سيجارة.

قرار التعافي عن التدخين قادر على تغيير حياة أي شخص كما غير حياة "حسن" من شاب معتاد على شرب السجائر إلى مشارك في السباقات الحرة التي استطاع الحصول على مراكز بها أيضا بعد اهتمامه الجيد بصحته، ومن العلامات التي جعلت "حسن"، الشاب العشريني، يتخذ ذلك القرار ادراكه لفقدان أشياء كثيرة رائعة كانت تٌخفيها أدخنة السجائر، فكان السؤال الذي يخطر على باله دوما " ماذا لو تركنا التدخين ليوم ووجهنا ما نُنفقه لأجل عمل خيري يستحق؟".



لم يتوقف الأمر عند التعافي فقط بل أصبح الشاب يحكي تجربته ليحث بها كل شخص يعرفه عن مواجهة السيجارة الملعونة، والانتصار عليها في حربه معها، بل أن "حسن" يفكر أيضا في إنشاء حملة يكون هدفها الإقلاع عن التدخين تحت عنوان "لا تكن عبدًا للسيجارة"، فهو يسعى دائما لتوصيل تلك الرسالة إلى كل المدخنين قائلا "كنت زيكم السيجارة مبتفارقش إيدي بس اكتشفت أن أخرتها ظلام، وأنا ضيعت سنين من حياتي في الظلام".
الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء كشف مؤخرا عن نسبة المدخنين في مصر التي بلغت أكثر من 22% من إجمالي عدد السكان، و23% مدخن سلبي منهم، بينما المتوفى منهم بسبب الإصابة بالأمراض الناتجة عن التدخين يصل إلى 171 ألف شخص سنويا.

"أول حاجة بعملها بعد فطار رمضان، بحس بالإرتياح في أول سيجارة بالذات"، هذا هو شعور "يارا" عندما تقرر يوميا التخلص من وجبة الإفطار في رمضان سريعا للتوجه إلى شرفة منزلها لتدخين السيجارة المصاحبة كوب من القهوة، لكن الفترة الحالية تعتبر بداية مرحلة التعافي لدى الفتاة بعد تقليلها عدد السجائر المعتادة عليه من علبة ونصف يوميا إلى سيجارتين فقط في اليوم حتى تبتعد عنها نهائيا.

وجه الفتاة تغيرت ملامحه من عواقب التدخين التي جعلته مشحوب بعينين يحيطهما السواد، هذا ما وصفته "سارة" عن ملامح وجهها التي أختلفت عن ما قبل اندراجها في تلك التجربة لتقليد أصدقائها في أول الأمر فقط حتى تمكنت منها العادة ووقعت في حبها، لكن عندما تصعد الأمر إلى إصابتها في الرئتين وشعورها بضيق التنفس دائما أصرت على الاستغناء عنها كي تحافظ على صحتها التي لا تتمنى أن تهدرها في عز شبابها.

الدكتور "صابر علاء"، مختص علاج الإدمان والإقلاع عن التدخين، يشدد على عواقب التدخين الكثيف والإبتعاد عن تلك السموم قبل فوات الأوان قائلا " كل مدخن مٌعرض للإصابة بأمراض التدخين مع اختلاف أنواعها"، فهناك من يصاب بضيق التنفس في منطقة الصدر وهناك أيضا من لا يتحمل دخان السجائر فتؤثر على مجهوده سواء في الحياة العملية أو الجنسية وعندما يصل الأمر إلى غاية الخطورة يٌصاب بالسرطان.

تٌدشن مصر عدة حملات هدفها مقاطعة السجائر حتى استخدمت النجم "محمد صلاح" في الترويج للحملة، كما تعمل الحكومة بإستمرار على توفير مراكز الإقلاع مثل تخصيص مستشفى حكومي لعلاج الراغبين في الإقلاع عن التدخين لأول مرة في حين أن قيمة العلاج تصل إلى 20 جنيها فقط لتشجيع الشباب على الإقلاع.