رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شريف دسوقى: شخصية عبدالمنجى بـ«لمس أكتاف» ستبقى فى ذاكرة المشاهدين (حوار)

جريدة الدستور

ظهورى على الشاشة يخضع لحسابات دقيقة لأننى أكره الانتشار.. ولن أكرر خطأ بيومى فؤاد

عمره الفنى قصير جدًا مقارنة بموهبته الكبيرة، المشوار الذى بدأه على خشبة المسرح فى ٢٠٠٣ تكلل بالفوز بجائزة أفضل ممثل بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الأخيرة، عن دوره فى فيلم «ليل خارجى». ويبدو أن الإنجاز فقط هو ما يشغل الفنان شريف الدسوقى، الذى يؤمن بالمثل الذى يقول «ضربة مرزبة ولا ألف شاكوش»، أى أن قوة التأثير هى المعيار الحقيقى للنجاح.
ويؤمن «الدسوقى» خلال استضافته فى ندوة «الدستور» الذى أطل على جمهور الشاشة الصغيرة من خلال دور «عبدالمنجى» فى مسلسل «لمس أكتاف» مع النجمين ياسر جلال وفتحى عبدالوهاب، بأن الفن الحقيقى هو الذى يخاطب الجمهور وصناع القرار ويناقش ويطرح القضايا الجادة التى تمس حياة البشر وتؤثر فيهم، مثل قضية المخدرات التى يرى أن مسلسله ناقشها بواقعية وجدية تليق بحجم الخطر التى تمثله.

■ بداية.. ماذا عن ترشيحك لـ«لمس أكتاف»؟
- عقب تسلمى جائزة أفضل ممثل بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، عن مشاركتى فى فيلم «ليل خارجى»، سافرت إلى المغرب لحضور أحد المهرجانات، ثم عدت إلى القاهرة، ووقتها تلقيت اتصالًا من مخرج العمل حسين المنباوى، الذى أبلغنى باختيارى لتقديم أربع حلقات ضمن مسلسل «لمس أكتاف» مع النجم ياسر جلال.
فى البداية كانت الشخصية التى ألعبها ثانوية وتظهر بداية من الحلقة الخامسة، من خلال مكالمة هاتفية ضمن السياق الدرامى للأحداث، وبعد تصوير أول مشهد لى اتفق المؤلف هانى سرحان مع المخرج على أن يتحول دورى فى العمل إلى رئيسى، وأن يمتد إلى الحلقة الخامسة عشرة.
كان ذلك تتويجًا لحرصى على تقديم أداء متقن للشخصيات التى أجسدها، فأنا أسعى دائمًا لترك أثر فى نفوس المشاهدين، وبهذه المناسبة أود أن أشكر مخرج العمل على إتاحة الفرصة من خلال المسلسل، لأنه رأى الموهبة بداخلى.
■ هل تلقيت عروضًا أخرى خاصة عقب فوزك بجائزة أحسن ممثل؟
- بالفعل عُرِضت علىّ أعمال كثيرة، لكن للأمانة لم أحب فكرة الانتشار، وهو شىء مستقر فى شخصيتى منذ الصغر، أنا أفضل أن ينتظر الجمهور ظهورى على أن يمل منى.
عُرِضَ علىّ مسلسلان ودون أدنى تردد أو استشارة أحد فى الوسط الفنى رفضتهما، خاصة أن هناك حسابات أخرى أخطط لها، لها علاقة بأن يكون ظهورى مفاجئًا للجمهور دائمًا، خاصة أن المخاطرة نصف النجاح.
■ كثيرون يشبهون تجربتك بتجربة الفنان بيومى فؤاد.. ما تعليقك؟
- «أنا مش عايز أبقى زى بيومى فؤاد»، تعلمت شيئًا مهمًا جدًا قيل عنه أحد الأمثلة التى يرددها الصعايدة وهى «ضربة مرزبة ولا ألف شاكوش»، أى أن أضرب ضربة شديدة فى ذاكرة الجمهور بدور قوى مثل شخصية «عبدالمنجى» فى «لمس أكتاف»، أفضل ألف مرة من الظهور المكثف غير المؤثر الذى يمله الجمهور. يجب أن ينظر الممثل الموهوب للشخصيات التى يؤديها بنظرة تختلف عن نظرة المشاهد، وشخصية «عبدالمنجى» الذراع اليمنى لتاجر المخدرات «فتحى عبدالوهاب» استفزتنى جدًا، لأن هناك أسماء كبيرة من نجوم الفن قدموها من قبل، لذا كنت أفكر ليل نهار فى طريقة جديدة لتقديمها.
أفكر طوال الوقت فى زيادة مخزون الخبرات الشخصية عن الأدوار التى ألعبها من خلال الالتحام بالناس والتقاط مفاتيح هذه الشخصيات المكتوبة على الورق من رحم الواقع.
التطور هو سنة الحياة، ولذلك نجد الآن أن الشر يتطور ويغير من أساليبه، فمثلًا تجد الآن أن بائعى المخدرات يرتدون أفخر أنواع الملابس ويقفون فى الشوارع لبيع الممنوعات.
لذلك كنت حريصًا على تقديم شخصية «عبدالمنجى» بشكل مختلف، يجعل المشاهد فى حيرة، بين أن يتعاطف معه أو أن يكرهه.
■ نعلم أنك ترتجل كثيرًا.. هل فعلت هذا فى «لمس أكتاف»؟
- حدث بالفعل مثل جملة «اقعد على دماغك وفرمت خيالك».. وهى جملة قلتها لـ«الفقرى»، إحدى شخصيات المسلسل، ومن كثرة قراءتى للسيناريو شعرت بأن هانى سرحان جلس فى «غرزة وجايب حاجات حقيقية»، وهذا ما جعل الموضوع حقيقيًا يمس كثيرين وجعل هناك توحدًا بين المتفرج والشخصية.
وكان هناك جملة أخرى قلتها للفنانة سمر مرسى وهى زوجة «حمزة الحناوى»، وهى جملة «لو حمزة فكر يعملى أى حاجة حرزك معايا»، هذه جملة لم يكتبها هانى سرحان الذى كتب جملة تقليدية كلاسيكية هى «لو حمزة فكر يعمل أى حاجة تليفوناتك متسجلة معايا»، وهذا له علاقة بشخصية الممثل، أنا رأيت أن تاجر المخدرات له جمله المختلفة.
فى إحدى المرات قال لى المخرج حسين المنباوى وكنت أرتجل: «جملك مكيفانى، لكن لو لقيت زيادة عن اللزوم هقولك على طول دون كسوف».
■ ماذا عن مشهد الانتحار وكواليسه؟
- المخرج هيأ لى فى هذا اليوم كثيرًا من الأمور، وقدمت المشهد دون خوف وشعرت بأنها فرصة لن تأتى كثيرًا.
فى هذا المشهد بالذات أمر المخرج بإخلاء «اللوكيشن» بالكامل وبقى هو ومعه مدير التصوير إسلام عبدالسميع، وكنت أنا أتوسط «شوية كراكيب»، وقال لى: «ورينى أنت محضر إيه».
وبالفعل أديت المشهد وأعدناه ثلاث مرات فقط، وعند انتهائنا من التصوير فوجئت بالفنان فتحى عبدالوهاب يحضننى وكذلك المخرج حسين المنباوى، الذى قال لى وقتها: «مشهد الانتحار هيبقى مشهد ٢٠١٩»، والحمد لله حدث ما توقعناه.
عقب انتهاء اليوم بقيت فى المنزل ليومين لا أستيقظ إلا لأشرب أى شىء به سكر، من كثرة الضغط الذى تعرضت له.
■ هل تعمدت التحول من الكوميديا فى «ليل خارجى» إلى الدراما الجادة فى «لمس أكتاف»؟
- الحقيقة لا.. كنت خائفًا جدًا وأنا أستعد للقاء مخرج المسلسل حسين المنباوى ليشرح لى تفاصيل الدور فى أول مقابلة، وكنت أخشى أن تكون الشخصية التى ألعبها شخصية كوميدية.
أنا أعرف أن الدراما هى التى تعيش مع الجمهور وليست الكوميديا، لذلك كنت أدعو الله ألا تكون الشخصية التى سأجسدها كوميدية، وعندما أخبرنى المخرج بأننى سألعب دورًا تراجيديًا أخذت نفسًا عميقًا وفرحت جدًا.
■ نفهم من ذلك أنك لن تقدم أى دور كوميدى مرة أخرى؟
- بالطبع لا.. أنا أحب أن أقدم الكوميديا، لكن بشرط وجود نص جيد وكتابة راقية، لكن ميلى أكثر كان للتراجيديا وهو ما قدمته من خلال شخصية «عبدالمنجى».
■ هل نجح «لمس أكتاف» فى مناقشة قضية المخدرات بشكل مختلف؟
- بالفعل كنت مشغولًا منذ بداية رحلتى فى مجال التمثيل بالوصول لطريقة مبتكرة لتقديم شخصية تاجر المخدرات تُنفّر الناس من هذه اللعنة. كنت أخشى أن أرتكب الخطأ نفسه الذى وقع فيه نجوم آخرون حببوا الجمهور فى شخصية تاجر المخدرات، ومن حسن حظى أن مخرج المسلسل والمؤلف كان لديهما نفس وجهة النظر.
ولدىّ إيمان كبير بأن المسلسل سيبقى قادرًا على جذب الجمهور حتى بعد انتهاء شهر رمضان، وإعادة عرضه فى أوقات لاحقة، لأن به جرعة كبيرة من الفن الخالص.
وأنا أراهن على أن المؤلف هانى سرحان «اتبهدل فى شوارع مصر» من أجل أن يكتب هذا العمل، وهذه نقطة الذكاء اللى امتلكها.
وأعتقد أن المسلسل نفّر الناس من المخدرات ونبه الشباب لمخاطرها، وخاصة المخدرات الجديدة التى تقتل وتفتك بالشباب، ولذلك كان المخرج موفقًا جدًا فى الاستعانة بعدد كبير من النجوم الشابة فى المسلسل لتقديم الفكرة.