رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"تحطيم الأسطورة".. "الدستور" في جولة لـ"مصنع الكراسي" بالوراق (صور)

جريدة الدستور

"ورا مصنع الكراسي" إيفيه يحمل الكثير من الطرافة لدى المصريين؛ فغالبًا ما يستخدم كناية عن فعل مريب سيحدث لمن يذهب وراء مصنع الكراسي، الأمر ليس جزافيًا حيث اشتهر مصنع الكراسي الذي أنشئ في الستينات بين جزيرتي الوراق وإمبابة، وبعد تخريبه تحول لوكر يستخدم في بيع وتعاطي المخدرات وممارسة الرذيلة.

استمر هذا الإيفية في التداول حتى نال شهرة عالمية فظهر في مدرجات مباراة لفريق البايرن ميونخ الألماني من أحد المصريين يتوعد فيه للفريق قبل مواجهته للنادي الأهلي. وليس هذا فحسب، فمقولة "ورا مصنع الكراسي" وُظفت دراميًا وفنيًا كثيرًا.

الأمر الذي دفع "الدستور" لتقوم بجولة داخل مصنع الكرسي لنعرف ماذا يجول بداخله، حيث وجدت المكان آمن تماما، تغير من ظلام إلى مكان يملؤه النور يشع منه الحياة والعمران، محاط بالشرطة المدنية بشكل دائم وأفراد الأمن العاملين لدى أصحاب الوحدات السكنية، وانتشار أعمدة الإنارة بشكل جيد، ولا يوجد ما يسبب أى قلق للمواطنين المقيمين والعابرين، معظم ساكنى المنطقة الآن من الطبقات المميزة.

وترجع الحكاية عند رحيل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى نهاية الخمسينات، عندما أنشئ مصنع للأثاث على مساحة خمسين فدان على النيل مباشرة بمنطقة الوراق، قاطرة صناعة الأثاث فى مصر، فشيد مصنع الأهرام للكراسى الخشبية حتى منتصف السبعينيات مع سياسة الانفتاح الاقتصادى التى تبناها الرئيس الراحل أنور السادات ليتعثر وتتأثر كفاءته ويتضاءل دوره تدريجيا، ومع ظهور سياسة الخصخصة فى التسعينيات وبتطبيق رؤيتها الجديدة اتجهت إلى تسريح العمال عن طريق إغراء العمال بالخروج إلى المعاش المبكر، ليصبح المصنع عبارة عن مبنى خاوٍ.

وأصبح المكان خاوي ومنبع لأفعال السوء ووكر للمخدرات ومكانا مفضلا للمدمنين، وممارسة الرذيلة، ومأمنا للمشردين، ولم يندثر المكان من الرائحة الكريهة والسمعة الغير طيبة، مستترا بظلام شوارعه، وانحصر في نطاق إمبابة والوراق، وبعد ذلك تم قفل المصنع نهائيا وفتح المزاد على ما تبقى فى عام 2012 وبيعت الأرض لأحد المستثمرين الذى أنشأ أبراجا سكنية على أرض المصنع ليكتب بها نهاية المصنع ويمحي مع الوقت أى فكرة عنه إلا تلك الفكرة التى وثقت وأصبح الجميع يتداولها على أوسع نطاق حتى ولو لم يذهبوا يوما وأصبحت الكلمة المرسخة فى عقولهم "عند مصنع الكراسى"، وتداولتها الأفلام والمسلسلات وصولا إلى دول العالم بأكمله.