رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الشاطبي".. شيخ القراءات السبع.. وصاحب المزار الأشهر بالإسكندرية

جريدة الدستور


مسجد صغير واجهته تطل على البحر، في إحدى مناطق كورنيش الإسكندرية، والتي سميت نسبة إليه، تتوسط أحد جانبيه لافتة صغير تشرح سيرة شيخ الصوفية، سيدي محمد الشاطبي.

يقع مسجد الإمام الشاطبي بالإسكندرية بالقرب من شاطئ البحر في منطقة الشاطبي، وعلى الرغم من صغر حجم المسجد إلا أنه من المزارات الدينية المعروفة في الإسكندرية وهو من المساجد التي يتردد عليه أبناء الإسكندرية كثيرا لزيارة قبر العالم والفقيه الشيخ الشاطبي.

سيدي محمد الشاطبي هو العارف بالله أبو عبدالله محمد بن أبي الربيع سليمان بن محمد المغفري الشاطبي، ولد بمدينة شاطبة في شرق الأندلس سنة 585ه‍، ولقب بالشاطبي نسبة إلى مدينة شاطبه التي هي موطنه الأصلي، ثم نزح إلى دمشق وأخذ من علمائها ومنهم تعلم الفقه وتعمق في الدين، ثم اتجه إلى الإسكندرية، قرأ القرآن ببلده ولقب بصاحب القراءات السبع.

يقول الشيخ جابر قاسم نقيب الأضرحة لأولياء الله الصالحين ومقامات آل البيت بالإسكندرية، لـ "الدستور"، إن الإمام الشاطبي أقام في "رباط سوار" خارج باب البحر، وكان أحد الأبنية التي شهدتها الإسكندرية في العصر المملوكي، وكان يقام للذين أوقفوا حياتهم على عبادة الله والمجهادين في سبيله، وتطورت تلك الأربطة عبر مرور الزمان مع تطور الصوفية ثم سمى الرباط "خانقاه" وهي كلمة فارسية معناها الأمكنة الدينية.

و يضيف أنه أتخذ "زاوية" أي خلوة للذكر ولتدريس العلوم والفقه والحديث والتفسير، وانقطع إلى العبادة والعلم والزهد والورع وعكف على نشر هذا بزاويته بمنطقة الشاطبي والمعروفة باسمه، موضحًا أنه تتلمذ على يديه العديد من المشايخ واشتهر بنشر وتحفيظ القرآن وعلومه والذكر وعلومه.


وتابع، "اشتهر سيدي محمد الشاطبي بالتدين والورع حيث كان السلطان الظاهر بيبرس يذهب إليه بشكل دائم لزيارته داخل مسجده في منطقة الشاطبي، حال تواجده في الإسكندرية، من أجل الاستماع إليه وأخذ مشورته في بعض الموضوعات الدينية وفي أوضاع البلاد آنذاك، مضيفًا أنه كان معاصرًا للعديد من مشايخ الصوفية، مثل سيدي القباري وهو الشيخ الزاهد أبو القاسم والمولود عام 587هـ، 1191 م، وهو نشأ بالإسكندرية ودفن فيها عام 662هـ، 1264م، وابن أبي شامة أحد تلاميذ المرسي أبي العباس وتوفي عام 646هـ، 1249م". ويضيف قاسم: "وتقيم المشيخة الصوفية حضرات ذكر يوم الجمعة من كل أسبوع داخل ضريح مسجد الشاطبي".

ويوضح أن مقام سيدي محمد الشاطبي يقع على البحر بمنطقة الشاطبي داخل زاوية في إحدى عمارات الأوقاف، وتسمى زاوية الشاطبي والتي يوجد بها ضريحه الذي يزوره كل مريدي وأحباب آل البيت الصوفي من كل بقاع الأرض، موضحًا أن منطقة الشاطبي نسبت إلى اسمه لكونه من أهم علماء الدين، حتى أصبح المسجد والضريح من المزارات الدينية المعروفة في العالم.


ويشير "قاسم"، إلى أن سيدي الشاطبي له العديد من المؤلفات، منها" المنهج المفيد فيما يلزم الشيخ والمريد، واللمحة الجامعة في العلوم النافعة، تفسير القرآن العزيز، الأربعين المضيّة في الأحاديث النبوية، وغيرها من المؤلفات الصوفية والدينية التي تدعو للتقرب من الله وحبه.


المسجد والضريح
يقع المسجد طابق أرضي في أحد العقارات المطلة على البحر بمنطقة الشاطبي، المسجد مصمم على الطراز الإسلامي، وله 4 نوافذ كبيرة، ومدخلان، مدخل رئيسي يطل على البحر، وهو مدخل المسجد وتعلوه لافتة مضيئة بيضاء اللون، تشير إلى مدخل المسجد الصغير، بينما في الجانب الخلفي تجد باب صغير يعلوه لافته رخامية مدون عليها جملة "مسجد سيدي محمد الشاطبي".

ويتكون المسجد من بيت الصلاة ومنبر الإمام ومكتبة صغيرة وساحة متوسطة الحجم لا تزيد مساحتها عن 20 مترًا، أما الضريح هو عبارة عن حجرة صغيرة، يتوسطها مقام سيدي محمد الشاطبي، نزع عنها المفارش الخضراء، لتظهر عبارة هذا مقام سيدي عبدالله محمد بن أبي الربيع سليمان بن محمد المغفري الشهير بالشاطبي.

يغلب على غرفة الضريح اللون الأخضر، ويحيط الضريح مجموعة من المصاحف الإسلامية، بينما تحمل جدران حجرة الضريح بعض من اللوحات الإسلامية والآيات القرآنية، وتتوسطها لوحة لتعريف الشيخ الشاطبي.