رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هذه البرامج التى نشاهدها فى شهر رمضان


أصبح من الضرورى والحتمى أن يتم تخطيط ما سيتم بثه فى الإعلام فى مصر خلال شهر رمضان المقبل منذ الآن.. أى بعد انتهاء الشهر الكريم، وأن يتم التحضير بعناية لما سيتم بثه فى شهر هو الأعلى فى المشاهدة للأسر المصرية.. وأن يكون اختيار الأفضل والأرقى هو الهدف فيما يُبث على الأسرة المصرية، بشكل يضمن الارتقاء بالعقل المصرى والحفاظ على القيم النبيلة والأخلاق الحسنة، وألا تترك الأمور تتم بعشوائية، وكأن شهر رمضان يفاجئنا ولا نعرف موعده.
ونظرًا لما شاهدناه حتى الآن، ومع اقتراب نهاية شهر رمضان الكريم.. فإننى آمل أن يقوم المسئولون عن إنتاج الدراما والبرامج وأصحاب القنوات المصرية بتحديد قائمة بالرسائل الإعلامية، التى نأمل فى توصيلها للجمهور.. لقد أثبتت كل الشواهد أن الأفلام والمسلسلات والبرامج تؤثر فى سلوكيات الشباب والأطفال تأثيرًا سلبيًا، فلقد عانينا فى السنوات الأخيرة هوجة من الفن الهابط، والذى كان القليل منه راقيًا أو يقدم رسائل إيجابية.. وبنظرة سريعة على كثير مما تم عرضه خلال الشهر الكريم فى القنوات أستكمل ملاحظاتى التى بدأتها وأجد نفسى أتساءل:
- هل ما شاهدناه قد حقق لنا متعه وفائدة معًا؟ وهل ما شاهدناه يرتقى بالعقل أو بالفكر أو بالمشاعر؟ هل يمكن أن نقول إننا شاهدنا برامج تجمع بين المتعة والفكر والمعلومة؟.. فأجد نفسى أمام حقيقة مؤكدة أن القليل جدًا كان جيدًا ويجمع بين المتعة والرسالة الهادفة فى الوقت نفسه.. والكثير أو الغالبية كانوا فى حاجة إلى نظرة أعمق إلى المحتوى والمضمون.. بالنسبة للبرامج.. وأسوق هنا مثالين كل منهما على النقيض من الآخر تمامًا، وأقصد بذلك ٣ برامج هى «اسم من مصر» من ناحية، ومن ناحية أخرى برنامجان هما «شيخ الحارة» و«رامز فى الشلال».
فبرنامج «اسم من مصر».. قد أكد لنا أن الرقى يمكن أن يكسب السباق الرمضانى، وأن الجمهور يسعى إلى البرنامج الهادف والراقى والمحترم.. فقد التف الجمهور حول هذا البرنامج.. وفى رأيى أنه احتل المرتبة الأولى كأفضل برنامج رمضانى وجاء فى مقدمة السباق، لأنه يضيف معلومة وثقافة إلى المشاهد.. ويقدم نماذج مصرية ناجحة ورموزًا نعتز بهم.. وفى الوقت نفسه يحترم عقلية المشاهد ويتجول به فى عصور ومجالات مختلفة، وأكد لنا الإعلامى القدير جورج قرداحى الذى قدم لنا البرنامج أنه إعلامى ناجح ومثقف وقادر على لفت الأنظار ببرنامجه الجديد.. كما حمل رسالة إعلامية مهمة، وهى تقديم عشرات الشخصيات المصرية التى تعتبر قدوة يحتذى بها الشباب.. والتى ينبغى أن نتذكرها وأن يعرفها المشاهد الشاب أو الكبير على السواء.
جورج قرداحى عاد بقوة ببرنامج ناجح يحترم عقلية المشاهد، وبتقديم راقٍ ومثقف وواعٍ لما يختار تقديمه.. فاحتل لنفسه مساحة فى القمة.. وعلى العكس من ذلك تمامًا، يأتى فى ذيل القائمة برنامج فضائح للفنانين والفنانات.. اعتمد على كشف عورات وأسرار شخصية ليس مكانها الشاشة المصرية، لأنها قدمت صورة مشوهة للفنان وكأنها هدف مقصود.. وكلمات وغمزات وهجوم على شخصيات غائبة لا يصح أن يتم تشويهها أو التهكم عليها، مما يعتبر تكريسًا للفضائح وتمجيدًا لكشف الأسرار الشخصية للفنانين.
قدمت البرنامج بسمة وهبى التى اكتشف المسئولون فى نقابة الإعلاميين أنها لم تأخذ تصريحًا بمزاولة المهنة، فجاءت فى ذيل القائمة.. وهذه النوعية من البرامج تشوه الفن المصرى والفنانين المصريين.. ولا يصح عرضها على الأسر فى رمضان.. وهناك أيضًا فى ذيل القائمة برنامج ينبغى إيقافه لما يمثله من جرح لكرامة الضيوف والتهكم عليهم من جانب مقدم البرنامج «رامز جلال»، الذى تصر قناة «إم بى سى» على أن تقدمه كل عام، رغم النقد الذى وجهناه له والذى وجهه له أيضًا كل نقاد مصر من قبل، لكنه يبدو أن الاستمرار فى السخرية والهجوم على الشخصيات والفنانين هو أيضًا هدف يسعون إليه فى القناة.
والأسوأ من كل هذا هو أن السخرية تتم بألفاظ مبتذلة وفجة على الضيوف، الذين يتم استخدامهم للإضحاك فى برنامج مقالب تحول إلى وصلة ردح وتشويه لأهل الفن ولاعبى الكرة.. وهو يقدم نموذجًا للشهرة على حساب التهكم على البشر، ويدمر الأخلاق، لأنه يحفز على السخرية الرخيصة بالناس. هذه بعض ملاحظاتى على بعض برامج شاهدتها خلال شهر رمضان.. ووجدت نفسى أترحم على فوازير نيللى وشريهان وسمير غانم التى كنا نشاهدها بعد مدفع الإفطار.. وكانت تقدم محتوى راقيًا وأغانى جميلة واستعراضات رائعة ونجومًا ومخرجين كانوا يقدمون للمشاهد معلومات من خلال الفزورة.