فنزويلا.. زعيم النفط بأمريكا اللاتينية يسقط فى أسوأ أزمة غير حربية
يرى العديد من خبراء الاقتصاد حول العالم أن الأزمة الحالية التي تضرب فنزويلا تمثل أكبر انهيار تشهده سوق تجارية منفردة في السنوات الخمس والأربعين الأخيرة، بحسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير جديد لها.
وقال كينيث روجوف، أستاذ علوم الاقتصاد بجامعة هارفارد، كبير خبراء الاقتصاد السابقين في صندوق النقد الدولي، للصحيفة: "من الصعب التفكير في أزمة إنسانية طاحنة كتلك التي تشهدها فنزويلا في بلد لم يتعرض لحرب".
وأشارت الصحيفة، إلى أن صندوق النقد الدولي استطاع تشبيه ما يحدث في فنزويلا حاليًا بالأزمات الاقتصادية التي تضرب ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي، ولبنان في سبعينيات القرن الماضي.
لكن فنزويلا، التي كانت في وقت ما أغنى بلاد أمريكا اللاتينية، لم تمزقها الحروب الأهلية أو الصراعات المسلحة، وإنما الحكم السيء والفساد والسياسات المضللة للرئيس نيكولاس مادورو وسلفه هوجو شافيز، والتي ساهمت في تغذية التضخم وإغلاق الشركات وتركيع البلاد، وزاد هذا الأثر في الأشهر الأخيرة بعد فرض إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات صارمة عليها.
وتقول الصحيفة، إن التدهور الذي شهده اقتصاد البلاد أعقبه سيطرة للعصابات المسلحة على مدنٍ بأكملها، وانهيار في الخدمات العامة وتقلص بالقوة الشرائية لمعظم الفنزويليين، كما تأثرت الأسواق بانقطاع التيار الكهربائي المتكرر، وشوهد موظفين حكوميين يبحثون في أكوام القمامة عن بقايا الطعام والبلاستيك القابل لإعادة التدوير.
وفي مدينة ماراكايبو، الواقعة على الحدود مع كولومبيا، والتي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة تقريبًا، لم يعد باستطاعة السكان شراء اللحوم، وتوقف الجزارون عن بيعها في هيئتها الأساسية، وأصبحوا يبيعون بقايا الحيوانات وحوافر الأبقار، كونها البروتين الحيواني الوحيد الذي يستطيع السكان توفيره.