رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيارة الصين مشاهدات وآراء «2-2»


استكمالًا لمقالنا الأسبوع الماضى تحت نفس العنوان لزيارتى إلى الصين، بدعوة من الحزب الشيوعى الصينى فى الفترة من 21 فبراير حتى 3 مارس الماضى، مع وفد شمل عددًا من الشخصيات العربية.. حرصتُ بقدر الإمكان على إشراك الزملاء والزميلات معى فى هذه الرحلة من خلال ما تم من حوارات ونقاشات بين الوفد العربى والجانب الصينى.
تناولت- على سبيل المثال- تلك الحوارات والمناقشات والمحاضرات المحاور السياسية التى حددتها الدعوة وأشرت إليها فى المقال السابق.. كما كان هناك محور أساسى فى كل الحوارات حول دور الصين كدولة متقدمة فى التأثير عالميًا فى حل الأزمات والمشكلات، مع لعب دور أكبر فى حل القضية الفلسطينية، كما تطرق النقاش إلى مواجهة التطرف والإرهاب، وإلى زيادة التعاون العربى الصينى، الذى يقوم على المنفعة المتبادلة والفوز المشترك بين دول الجنوب والجنوب.
ففى جلسة الحوار الأولى، دارت النقاشات حول ثلاثة محاور، وكان المحور الأول حول التطور الذى حدث فى الصين بعد انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح منذ عام 1978 وحتى الآن، والمحور الثانى مواجهة التطرف، والثالث حول التعايش بين القوميات. تناول الرفاق أحمد القايد وسعودى المالكى، من المغرب من الحزب الاشتراكى للقوى الشعبية وحزب التقدم الاشتراكى، الحديث حول تحقيق العدالة الاجتماعية القائمة على النوع والعدالة الجغرافية وحقوق السكن والصحة والغذاء والتعليم والمساواة فى تنمية البنية التحتية و....
كما تناول الرفيق كاوه محمود، من الحزب الشيوعى الكردستانى العراقى، قضية الإرهاب ومواجهته، كما تحدث الرفيق عزت من الحزب الشيوعى العراقى، عن الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها العراق.
وتحدث الرفيق عايد سليمان من الأردن حول التباين فى تجربة الصين بين الشمال والجنوب، حيث تقدم الشمال على حساب الجنوب، مع خلق مراكز جديدة تساعد على الفساد، وتساءل هل هناك خطة بديلة للتعامل مع السوق الأمريكية بعد سياسات ترامب التى تعتبر حربًا تجارية؟.
أما الرفاق فى الوفد الفلسطينى «نافذ غنيم وجمال أبوناهيل وعبدالله كامل وعلى أبوالوليد»، فقد أثروا الحوار ودافعوا عن الحق الفلسطينى ضد الكيان الصهيونى الغاصب وفضحوا ما يدور فى كواليس الحكام العرب التابعين لأمريكا والمهرولين للتطبيع مع العدو الصهيونى. لقد تناول الرفيق جمال من حزب الاتحاد الديمقراطى الفلسطينى «فدا»، الحديث عن الإرهاب بتحميل الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيونى والإخوان المسلمين مسئولية نشر الإرهاب فى العالم، كما أشار إلى صعود اليمين إلى حكومات معظم دول أوروبا، وطالب بمؤتمر قومى لليسار فى العالم لمواجهة الإرهاب.
بدورى تناولت فى كلمتى العلاقات الصينية العربية وأهمية تطورها وزيادة التبادل التجارى والتعاون مع دول الجنوب ودول إفريقيا على أساس المنفعة المتبادلة، مع مزيد من الاستثمارات فى البنية التحتية والمشروعات التنموية، كما أيدت المقترح الخاص بمؤتمر قومى لليسار لمواجهة الإرهاب والوقوف ضد الحلف الصهيوأمريكى. وأبديت تخوفى من نمو مراكز قوى وفساد داخل الحزب من أصحاب المشروعات الرأسمالية الخاصة والمشروعات المشتركة بين الحزب الحاكم وبينهم، وتساءلت عن كيفية مراقبة ذلك.
أما فى الجلسة الثانية.. فكان موعدنا صباح الجمعة 1 مارس مع السيد تشنج جيان وى، نائب مدير عام إدارة غرب آسيا وشمال إفريقيا، بدائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى عن الصين والحزب الشيوعى، وتناول عددًا من النقاط المهمة. كان أهمها الحديث عن مبادرة الحزام والطريق لتعزيز السلام والتنمية والتعاون الاقتصادى المشترك، مع عدم التدخل فى الشئون الداخلية لدى الآخر. وعلى مدى أربعين عامًا من سياسة الإصلاح والانفتاح، وصل الناتج المحلى إلى 14 تريليون دولار، ووصل متوسط دخل الفرد إلى 10 آلاف دولار سنويًا.
فيما أوضحنا فى الجلسة الثالثة والأخيرة صباح السبت 2 مارس 2019 ردودًا من الجانب الصينى على بعض وأهم الأسئلة التى سألها أعضاء الوفد العربى، كما كانت هناك ورقة تقييم للزيارة يملؤها أعضاء الوفد. أما بالنسبة إلى العلاقات الصينية العربية، فاتفق الجانبان على إقامة علاقات شراكة استراتيجية فى مؤتمر العام الماضى 2018، خصوصا حول إشكالية التعامل مع الأعراق، تحرص الصين على المواطنة فى التعامل مع الأعراق، والعمل على فتح مراكز ثقافية صينية فى البلدان العربية، والتوسع فى العلاقات السياحية. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل كانت هناك نقاط مهمة جدًا فى هذه الزيارة سنوردها فى مقالات لاحقة بإذن الله تعالى.