رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

والوزن يومئذ الحق


يقول سبحانه وتعالى فى سورة الأعراف «والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون».
فى يوم القيامة توزن أعمال العبد بميزان الحق، ميزان لا جور فيه ولا ظلم ولا بخس ولا رهق، فهو ميزان حق، ويكفى أن الله جل وعلا يكون هو القائم عليه، فهو تبارك وتعالى أعدل الحاكمين وأحكم العادلين.
يوم القيامة يكون صاحب الموازين هو جبريل عليه السلام، فيقول له الله عز وجل يا جبريل، زن بينهم، فرد من بعض على بعض، ويومئذ ليس ثم ذهب أو فضة أو مال، فإن كان للظالم حسنات، أخذ من حسناته فترد على المظلوم، وإن لم يكن له حسنات حمل عليه من سيئات صاحبه، فيرجع الرجل وعليه مثل الجبال.
فيوم القيامة حين يفصل الله بين عباده لن تكون هناك سوى المقايضة بالحسنات والسيئات التى على حسب مقدارها تثقل كفة العبد الصالحة فيكون من أهل الفلاح.
ومن أعظم ما يثقل به الميزان: حسن الخلق الذى تتعامل به مع الناس، قال عليه الصلاة والسلام: الدين المعاملة.
فيحب المرء لإخوانه ما يحب لنفسه، فيؤثرهم على نفسه، ويتقبل اعتذارهم، ويقيل عثراتهم، ويعينهم على حوائج الدنيا والآخرة.
وقد سُئلت أم المؤمنين عائشة رضى الله تعالى عنها وأرضاها عن خلق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان خلقه القرآن
وعن عائشة رضى الله عنها قالت: ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال: لبيك، فلذلك أنزل الله عز وجل: (وإنك لعلى خلق عظيم)، فالنبى، صلى الله عليه وسلم، لم يكن فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول: «خياركم أحسنكم أخلاقا»، فحسن الخلق هو الإيمان، وسوء الخلق هو النفاق.
وسُئل بعض العلماء عن علامات حسن الخلق فقال: هو أن يكون كثير الحياء قليل الأذى كثير الصلاح صدوق اللسان، قليل الكلام كثير العمل، قليل الزلل قليل الفضول، برًا وصولًا وقورًا صبورًا شكورًا رضيًا حكيمًا رفيقًا عفيفًا شفيقًا، لا لعانًا ولا سبابًا ولا نمامًا ولا مغتابًا ولا عجولًا ولا حقودًا ولا بخيلًا ولا حسودًا، بشاشًا هشاشًا يحب فى الله ويبغض فى الله ويرضى فى الله ويغضب فى الله.
ويقول ابن حبان: «الواجب على العاقل أن يتحبب إلى الناس بلزوم حسن الخلق، وترك سوء الخلق، لأن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد، وإن الخلق السيئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل، وقد تكون فى الرجل أخلاق كثيرة صالحة كلها، وخلق سيئ، فيفسد الخلق السيئ الأخلاق الصالحة كلها».