رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل 18 ساعة.. ننشر تحقيقات النيابة فى مقتل كاهن كنيسة مار مرقس

جريدة الدستور

أدلي المتهم بقتل مقار سعد كاهن كنيسة مار مرقس بشبرا الخيمة باعترافات كاملة لجريمته في تحقيقات النيابة العامة، لافتا إلى أنه نوي قتل المجني عليه بعدما ماطله في مساعدته ماديا وأساء معاملته أمام باقي العاملين في الكنيسة.

وروي المتهم كمال.ش 54 سنة تفاصيل يوم الجريمة وعلاقته بالكاهن منذ بداية عمله أمام النيابة العامة قائلا: "بدأ العمل خادما في الكنيسة منذ قرابة 4 سنوات وحينها فوجيء بأن المرتب 800 جنيه فتحدث مع الكاهن خاصة أن لديه 9 بنات ولن يتمكن من الإنفاق عليهن بذلك المبلغ فطمأنه الكاهن وأخبره أنه لن يعتمد علي المرتب فقط والكنيسة هتصرف له مواد عينية من لحوم ودواجن ومستلزمات المنزل كما أنهم سيقومون بمساعدته في زواج بناته التسع".

وأضاف المتهم في التحقيقات التي باشرها المستشار أحمد البلتاجي رئيس نيابة شبرا الخيمة واستمرت 18 ساعة متواصلة أنه بعد 4 أشهر من عمله بالكنيسة وفي منتصف عام 2015 اختفت إحدي بناته فاعتقد أنه تم خطفها فطلب من نجل شقيقه شراء سلاح ناري له وأعطاه مبلغ 10 آلاف جنيه اشتري له بها طبنجة 9 مم وأخفاها في الطابق الخامس بالكنيسة المخصص للأمتعة ليستخدمه في قتل خاطف ابنته.

وتابع المتهم أنه طلب من الكاهن مساعدته في إيجاد ابنته، وكان يعده دائما بالبحث عنها حتي اعتقد أنه يعرف مكانها ويرفض إبلاغه به ويبدي لامبالاة في البحث عنها أو إخباره بمكانها.

واستكمل: "كما أن أبونا مقار وعدني هيديني فلوس عشان أجوز بنتي وكان بيخلف معايا غير أنه كان دايما شديد معايا وبيسيء معاملتي ويقولي الحريم اللي هنا بتشتغل أحسن منك وأنا صعيدي وكرامتي أغلي من أي حاجة".

وعن اللحظات التي سبقت الجريمة، قال المتهم إنه كان يحتاج مبلغ 25 ألف جنيه لإنهاء متطلبات زواج ابنته ووعده الكاهن بإعطائها له وتقدم بطلب سلفة 2000 جنيه تم الموافقة على إعطائه 500 جنيه فقط، وصرف له الكاهن مبلغ 1000 جنيه من صندوق الجمعية الخيرية بالكنيسة وبعد تجميع مبالغ من الكاتدرائية أصبح إجمالي المبلغ معه 11 ـلف جنيه فذهب للتحدث مع الكاهن ليخبره أن المبلغ لن يكفيه، ويطلب تكملتها لـ 25 ألف جنيه إلا أن الكاهن رفض إعطائه مبالغ أخري ليردد المتهم: "كان ناشف معايا أوي في الفلوس فقررت أقتله".

وكشفت التحقيقات تحت إشراف المستشار خالد الأتربي المحامي العام الأول لنيابات جنوب بنها الكلية عن أن المتهم بيت النية لقتل الكاهن حيث اعترف المتهم قائلا: "آخر مرة حصل بينا مشادة وقالي مفيش فلوس تاني قررت أقتله طلعت الدور الخامس الساعة 9 صباحا وأحضرت الطبنجة التى كنت أحضرتها من 3 سنين حطيتها في جنبي ونزلت عشان أنفذ الجريمة".

واستكمل: "انتظر انتهاء الكاهن من القداس وانصراف المصليين حتي لا يكون هناك عدد كبير من رواد الكنيسة ونظرا لأنه يعلم طقوس الكاهن وتحركاته تبعه إلى حيث اعتاد الجلوس عقب القداس في "الكانتين" لشرب الشاي ولقاء بعض العاملين ورواد الكنيسة فانتظر جلوسه علي الكرسي ودخل إلى الحمام، وعاد ثانية إلي مكان الكاهن أخرج سلاحه من بين طيات ملابسه وباغته بإطلاق وابلا من الأعيرة النارية صوبه بطريقة عشوائية فأنهي خزينة الطبنجة كاملة عليه وأصابته طلقة منها في الرأس".

أسفرت معاينة النيابة عن العثور علي كاميرا مراقبة مسلطة مباشرة علي مسرح الجريمة وسجلت لحظاتها كاملة وتبين أن الواقعة استغرقت 59 ثانية حيث ظهر في الفيديو المتهم يتوجه إلى الكاهن ويطلق صوبه الرصاص في وجود فتاة تبين أنها تدعي جوليا 16 سنة نجلة عاملة الكانتين التي هربت ما أن أطلق المتهم الرصاص ثم حضرت والدتها حاولت الإمساك بالمتهم ومنعه من قتل الكاهن فأشهر السلاح في وجهها ما دفعها للهرب ثم فر المتهم خارجا من الكنيسة ليلتقي فرد الأمن الذي هرع ناحية صوت الرصاص فادعي العامل عدم معرفته بالسبب وخرج من الكنيسة إلى الشارع ثم توجه إلى قسم الشرطة وسلم نفسه.

واجهت النيابة المتهم بمقطع الفيديو وقال: "أنا عارف إن في كاميرا مراقبة علي المكان ده وكان ممكن أعطلها بس كنت عايز الناس كلها تشوفني وأنا بقتله ده شيطان وأنا كنت عايز اخلص الناس من شروره".

في حين استمعت النيابة لأقوال الفتاة التي شهدت الجريمة وأصيبت بحالة صدمة وفقدان نطق مؤقت، والتي قررت في أقوالها إن الكاهن كان شخصا محترما وطيبا ولكنه كان حازما في التعامل مع الجميع ويعطي من يستحق ونفوا جميعا أقوال المتهم بأن المجني عليه كان يسيء معاملته.

وأشارت تحقيقات النيابة أيضا إلى أن المتهم ليس له أي تاريخ مرضي أو تلقي علاجا نفسيا مسبقا، حيث أكد جميع زملائه أنه في كامل قواه العقلية، كما تبين أن سلاح الجريمة مُبلغ بسرقته من صاحب شركة للحديد والصلب منذ عدة سنوات فأمرت النيابة بضبط وإحضار نجل شقيق المتهم الذي قام بشراء السلاح له بتهمة حيازة سلاح ناري دون ترخيص.