رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"دراما زمان"..

زينب والعرش


لما حصلت محاولة اغتيال عبدالناصر فى المنشية ١٩٥٤، الجرايد كانت بـ تتابع الموضوع بـ صورة خبرية، معتمدة طبعًا على الروايات الرسمية المتداولة فى القضية، إلا أخبار اليوم، مصطفى أمين كلف فتحى غانم يغطى هو الموضوع، فـ كانت غير الجرايد والمجلات.
فتحى غانم روائى وسط الصحفيين، وصحفى وسط الروائيين، ويمكن هى دى أزمته، إن كل وسط حاسبه على الوسط التانى، مع إنه كان فى دا وفى دا موهبة شديدة الاستثناء، يعنى حسه الصحفى ما ضاعش بـ سبب اللمسة الأدبية، ولا رواياته فقدت تميزها بـ سبب مس عالم الصحافة ليها.
المهم
فتحى غانم راح إمبابة، هناك، فى بيت الجانى اللى حاول يغتال عبدالناصر، قدم صورة متكاملة عن حياته وتفاصيله البسيطة، وإيه اللى ممكن يؤدى بيه إنه يبقى فى النهاية مجرم إرهابى.
التغطية دى أزعجت عبدالناصر جدًا، حس إنه قدام رواية بطلها الجانى، مش هو بطلها، عبدالناصر وقتها كان رئيس وزرا، وكان الرئيس هو محمد نجيب، حادثة الاغتيال هى اللى خلت الإطاحة بـ نجيب سهلة، وبروزت عبدالناصر فى صورة البطل اللى واقف فى وش الرصاص، طبعًا الهدف دا ما يخدمش عليه تحقيق فتحى غانم، فـ كان لوم ناصر لـ مصطفى أمين، لكن عدت بـ خير.
إنما مش كل حاجة كان بـ يعملها غانم كانت بـ تعدى على خير، وياما دخل معارك لـ أسباب زى دى، فـ كانت النتيجة هو كتر أعداؤه، اللى استخدموا ضده كل الأسلحة الممكنة، وأولها سلاح التجاهل، اللى هو نادرًا ما تلاقى حد يذكره فى الصف الأول لـ الصحفيين أو الروائيين.
فى السبعينيات، غانم كتب رواية قلبت مصر فى حدود يعنى انتشار الروايات، اسمها «زينب والعرش»، أحداثها بـ تدور فى الكواليس الجوانية خالص لـ الصحافة، كان أول مرة حد يكتب تفاصيل حقيقية من العالم الصعب، ويظهره بـ كل شراسته ووحشيته.
كانت الشخصية الرئيسية فى العمل شخصية عبدالهادى النجار، اللى من كتر ما كانت حقيقية كان الكلام إن غانم يقصد بيها حد فعلا، وكان الكلام وقتها مين الحد دا.
تراوح الكلام بين شخصية محمد حسنين هيكل، وشخصية مصطفى أمين، وكتر الرغى، لـ إن الشخصية كانت سلبية وانتهازية وفيها كل عبر الدنيا.
اللافت هو رد فعل الاتنين ع الكلام، هيكل ما أظهرش أى رد فعل معلن، لكن كان واضح إنه استهدف غانم طول الوقت وحطه فـ دماغه، وبـ سبب دا تعرض لـ مضايقات من النوع اللى هو من تحت لـ تحت، إنما على العكس من دا مصطفى أمين خد الأمور بـ بساطة، وقال أيوه أنا عبدالهادى النجار.
سنة ١٩٧٩، ونتيجة نجاح الرواية، شركة إنتاج خليجية رصدت ٣٠٠ ألف جنيه لـ إنتاج مسلسل متاخد عن الرواية، الـ٣٠٠ ألف دول وقتها كانوا ميزانية رهيبة، أتاحت الاستعانة بـ كريمة النجوم لأداء الشخصيات، سهير رمزى ومحمود مرسى وكمال الشناوى وحسن يوسف وصلاح قابيل، وطابور طويل من النجوم أياميها.
اشترك فى كتابة المسلسل مع فتحى غانم زميله فى روزاليوسف العملاق صلاح حافظ، اللى قدر يحافظ على الرواية مع التعديلات اللى تخلى الموضوع مناسب لـ العرض التليفزيونى.
اتعرض المسلسل سنة ١٩٨٠ فى ٣١ حلقة، ونجح نجاح أكبر كتير من الرواية، وتسبب فى رغى أكبر كتير من الرواية، بس دا كان النجاح اللى يجيب لـ صاحبه وجع الدماغ، وقد كان.