رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف على أبرز محطات الجامع الأزهر خلال 1079 عاما

جريدة الدستور

يحتفل الأزهر اليوم الأحد، بمرور 1079 عاما على إنشاء الجامع الأزهر، ذلك الصرح العريق الذي يحكى تفاصيل تاريخ طويل من التراث الثقافى والتعليمى والإسلامي في مصر، فلم يكن يعلم المعز لدين الله الفاطمي أول الخلفاء الفاطميين على مصر أن المسجد الذي أقامه وشيده لتعليم المذهب الشيعي سيصبح أكبر منارة لتعاليم الإسلام السني الوسطي في العالم، أو أنه سيصبح ثاني أقدم جامعة عريقة عالميًا.

ونرصد خلال السطور التالية أبرز المحطات المهمة في تاريخ الجامع العريق.

بدأت الحكاية بعد تأسيس القائد الفاطمي جوهر الصقلي لمدينة القاهرة، والتي حينها كانت تسمى بـ"المنصورية"، معطيًا أوامر ببناء مسجد كبير للمدينة، ليتم وضع الحجر الأول به في 4 أبريل عام 970م، وينتهي إنشاؤه بالكامل بعد عامين في 972م.

أول صلاة في الأزهر
وارتفع صوت الأذان لتقام أول صلاة جمعة في الجامع، بحضور الخليفة المعز لدين الفاطمى ثانى خلفاء الدولة الفاطمية، في 22 يونيو 972 خلال شهر رمضان الكريم، وحينها كان يحمل اسم المدينة "المنصورية"، ليكون بذلك أول جامع أنشئ في القاهرة وأقدم أثر فاطمى بمصر.

سبب التسمية
واختلف المؤرخون في مسألة التسمية وتغيير اسمه إلى الجامع الأزهر، إلا أن الأرجح أنه سمى بالأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة ابنة النبى محمد صلى الله عليه وسلم.

من مقر لـ"الشيعة" لتعليم "المذاهب السنية"
وعمل القاضى أبو حنيفة بن محمد القيروانى قاضي الخليفة المعز لدين الله، بنشر المذهب الشيعي من خلال حلقات دروس، وتولى التدريس أبناؤه من بعده، وغيرهم من علماء المذهب الشيعي، إلى جانب علوم أخرى في الدين واللغة والقراءات والمنطق والفلك.

عهد الدولة الأيوبية
وعندما قامت الدولة الأيوبية 1170، حارب صلاح الدين الأيوبي الفكر الشيعي ونشر المذهب السني، حتى أنه أبطل خطبة الجمعة بالأزهر اكتفاء بإقامتها في جامع الحاكم بأمر الله، لتظل معطلة لأكثر من 100 عام، حتى أعيدت من جديد في أيام السلطان المملوكي بيبرس البندقداري 1260.

عصر المماليك
وفى العصر المملوكى بمصر، شهد الجامع الأزهر اهتماما بالغًا من المماليك فكان بمثابة عصره الذهبي، حيث قاموا على إعماره، ورعاية علمائه وطلابه بالمنح والهبات والأوقاف، كما أتيح للأزهريين المشاركة في النهضة العلمية والاجتماعية والثقافية في الدولة، وتصاعدت هذه المكانة ليصبح لهم دورهم في توجيه سياسة الحكم.

عهد الخلافة العثمانية بتركيا
وخلال الفترة العثمانية، استعاد الأزهر مكانته كمؤسسة تعليمية في مصر، كما شهد توسعة كبيرة، وارتبط ارتباطًا وثيقا بعلماء مصر، فكان للعلماء تأثير على الحكومة بصفة رسمية.

الحملة الفرنسية
وعندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر سنة 1798م، كان نابليون بونابرت مدركًا لأهمية الأزهر والدور الذي يقدمه، فسعى للتقرب من بعض من مشايخه، وعقد اجتماعات عديدة معهم لمناقشة موضوعات علمية حول بعض آيات القرآن الكريم، ليشعرهم باحترامه لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولكي ينشروا احترامه للإسلام أمام الناس، حتى أنه عندما انشأ ديوان القاهرة وهو مركز للشورى وتبادل الرأي، ضم إلى عضويته هؤلاء المشايخ، إلا أنهم أدركوا نواياه الخبيثة ومحاولة خداع المصريين سياسيًا فثاروا عليه وقادوا الثورة ضده.

أكبر عملية ترميم
وفى شهر مارس العام الماضي افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أعمال ترميم الجامع الأزهر، التي استغرقت أكثر من 3 سنوات، وتعد من أكبر عمليات الترميم والتطوير التي شهدها الجامع على مر تاريخه، حيث شملت عملية الترميم تغيير وتحديث البنية التحتية للجامع الأزهر بشكل كامل، بما في ذلك الأرضيات والفرش وشبكات الإضاءة والمياه والصرف والإطفاء والتهوية والصوت، وفقًا لأحدث المعايير العالمية، وبخامات تماثل المستخدمة في الحرم المكى.

كما تميزت عملية الترميم الجديدة، بمراعاة الطبيعة الأثرية للجامع حيث تمت جميع الخطوات تحت الإشراف الكامل لوزارة الآثار كما جرى توثيق جميع مراحل الترميم، بحيث أصبح هناك ملف شامل لكل حجر وركن وزاوية داخل المسجد، يتضمن وضعها قبل وخلال وبعد عملية الترميم.

وكان المجلس الأعلى للأزهر وافق في مايو 2018 برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على اعتبار مناسبة افتتاح الجامع الأزهر في السابع من رمضان عام 361 هـ يومًا ومناسبة احتفالية كل عام.