"الميت الحي".. حكاية "رمضان علاء الدين" الذي عاد بعد تلقي العزاء فيه بحلوان

مشهد من أحد أفلام السينما المصرية، تحقق على أرض الواقع، في منطقة عرب غنيم.

"رمضان علاء الدين" شخص يقيم في حلوان، تغيب لفترة وأثناء بحث شقيقه الأصغر عنه، ورد له اتصال هاتفي من قسم شرطة دار السلام يفيد بعثورهم على جثة طافية بكورنيش النيل تحمل نفس مواصفات شقيقه، وذهب وتعرف على الجثة واستلمها ودفنها، وفي اليوم الرابع من الواقعة ظهر "رمضان" ليصاب شقيقه بحالة من الذهول ويفقد وعيه.

"الدستور" انتقلت لشارع محمد سراج بمنطقة عرب غنيم والتقت "الميت الحي" رمضان علاء الدين، 32 سنة، ويعمل شيف في أحد مطاعم المأكولات الشعبية.

قال رمضان إنه منذ 4 سنوات كان يعمل بإحدى مطاعم الفول والطعمية، وأثناء عمله تعرض لحادث أليم تسبب في حروق بأماكن متفرقة في جسده وظل يعاني هذه الحروق لفترة طويلة، وأشار إلى أن صاحب المطعم رفض مساعدته لإجراء أي تدخل جراحي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في جسده المشوه من الرقبة حتى القدم.

وأضاف "علاء الدين" أن هذا الأمر تسبب له في رفض أي مطعم للعمل لديه بسبب المنظر العام، وفي فبراير الماضي قرر السفر إلى الإسكندرية للبحث عن فرصة عمل هناك دون أن يخطر أهله.

"شقيق "الميت الحي، محمد علاء الدين، قال لـ"الدستور" أنه ذهب لمشرحة زينهم وشاهد الجثة وفقد الوعي وبعد إفاقته بدء يشاهد الجسد جيدًا ووجد 11 علامة تؤكد ان الجسد الموجود أمامه بالفعل هو شقيقه، وهم جرح بالرأس، جرح فوق الحاجب، الشعر الخفيف، حرق بالرقبه، عدم تساوي الدقن، حرق بمنطقة الصدر، كبر حجم الأنف، نفس التكوين الجسدي، حرق في الساق اليمني، جرح قديم باليد اليسري، حرق خفيف بمنطقة الفخذ، وعليها بدئت في إجراءات إستلام الأمانه تمهيدًا لاستخراج تصريح دفن، والتغسيل والدفن، وأخذ العزاء وفي اليوم الرابع وأثناء الذهاب لمشاهدة مبارة الزمالك والنجم الساحلي، في نصف نهائي البطولة الإفريقية تفاجئ بشقيقة أمام المنزل فوقع فاقدًا للوعي من الفرحة.

"رمضان" أكد أن السبب الحقيقي وراء إختفاءه هو البحث عن فرصة عمل في الإسكندرية، مشيرًا إلى أنه متزوج ولديه طفل.

وأوضح انه أثناء العمل في إحدي المطاعم الشهيره بمحافظة الإسكندرية تفاجئ بصديقة يخبره أن صورته منشورة بمواقع التواصل الاجتماعي، ومكتوب أنه قد عثر علي جثته غارقًا، فترك كل شئ وأخذ من صاحب المطعم مبلغ يوصله لحلوان، وعندما وصل إلي منزله داخل سيارة، أول من شاهده شقيقه الأصغر الذي فقد الوعي من شدة زهوله، كما انه كان مندهش من رد فعل الأهالي في المنطقة اللذين إفتكروه شبح أو عفريت، بعد أن قاموا بدفنه منذ أيام.

وظلت جملة "انت غفلتنا" محفوره في ذهنه وتابع أنه قام بالذهاب إلي قسم شرطة دار السلام والتقي بالعقيد محمد علام، مأمور القسم، الذي فتح تحقيق معه ومع أهليته اللذين استلموا جثة لا تمت لهم بصله، وإدعوا أنها جثة نجلهم الذي على قيد الحياه، وتم إخطار النيابة العامة.

وأثناء الوقوف مع أحد أمناء الشرطة بالقسم قال له "انت غفلتنا" مستغرباُ منوجوده الأن أمام أعينه وهو منذ أيام تم دفنه.

وقالت "س.م"، والدة "رمضان علاء الدين"، الذي تسلمت والدته جثته، على خلفية حادث غرق، إنها تسلمت جثة نجلها، بعدما حررت محضرا بتغيبه لـ ٣ أشهر، وتلقت اتصالًا من قسم دار السلام، بالعثور على جثة تحمل مواصفات ابنها، وذهب ابنها الآخر، ووالده، وتعرفا على الجثة، وفي ثالث أيام العزاء، فوجئت بابنها يدخل عليها، ويخبرها بأنه على قيد الحياة.

وتابعت والدة الضحية، أنها لم تصدق عينيها عندما رأت نجلها يدخل عليها، وهي تأخذ عزائه، فهذه الواقعة لا تحدث إلا في الأفلام السينمائية.

روي رمضان أنه أثناء تحقيقات النيابة، كان حزين مما فعله، فبسبب غيبه دون علم أهله، قد تسبب في مشاكل كبيره لهم، لولا أن الله كان يعلم بحسن نيته، فبعث له وكيل نيابة قام بوقف إصدار شهادة وفاته، وتيسير الأوراق التي تثبت أنه علي قيد الحياة مرة أخري.

وأنهي رمضان علاء الدين، حديثة أنه يريد أن يقم بعمل عملية تجميل لإزالة أثار الحروق من جسمه، حتي يستطيع مباشرة حياته الطبيعية مع إبنه وزوجته وعائلته، وأن يفتح مطعم لبيع الفول والطعمية، ويقوم بتكبير هذا المشروع وسط أهله وجيرانه في منطقة عرب غنيم، وسيبذل أكبر مجهود لفتح سلسلة مطاعم كبري.