رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل الكشف الأثرى الجديد بمنطقة آثار الهرم

جريدة الدستور

أعلن الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، عن نجاح بعثة الآثار المصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فى الكشف عن مقبرة مزدوجة لشخصين بمنطقة الأهرامات يرجع تاريخها لـ "بداية النصف الأول من الأسرة الخامسة"، وأعيد استخدامها فى عصر الأسرة الـ26.

جاء ذلك اليوم السبت، خلال فعاليات المؤتمر الصحفي الذى عقده الوزير بالجزء الجنوبي الشرقي لمنطقة آثار الهرم، للإعلان عن تفاصيل الكشف الأثري الجديد، بحضور عالم المصريات الدكتور زاهي حواس، وذلك وسط تغطية إعلامية عالمية ومحلية.

من جانبه، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن هذا الكشف يأتى استمرارا لسلسلة الاكتشافات الأثرية التى تعلن عنها وزارة الآثار، وأهم ما يميزه أنه يقع فى منطقة آثار الهرم عن طريق البعثة المصرية، موضحا أن الحفائر بدأت العمل فى أغسطس 2018 ورفع حوالى 450 مترا مكعبا من الرديم للوصول إلى تلك المقبرة وهى جزء من جبانة تؤرخ بالدولة القديمة.

وأضاف أن الجبانة المكتشفة تقع في الجزء الجنوبي الشرقي لمنطقة آثار الهرم، ويطلق على تلك المنطقة جبانة تاري، نسبة لشخص يدعى ثوري أو ثيري "صاحب أشهر مقبرة يعثر عليها في ذلك الجزء من جبانة الجيزة".

وأوضح أن فريق العمل استطاع الكشف عن العديد من الدفنات وآبار الدفن والمقابر التي تعود للدولة القديمة، وتؤرخ أقدم مقبرة تم الكشف عنها في موقع الحفائر بالأسرة الخامسة، وهي مقبرة جماعية شيدت بالحجر الجيري، ويفتح مدخلها على صالة مستطيلة، عثر في الجزء الشمالي منها على نقوش ومناظر لشخصين يدعي أحدهما "بحن وى كا"، الذي لم يعثر على اسمه من قبل في منطقة آثار الهرم، ويدعى الآخر "نوي".

وقال الأثري محمد عرفة، عضو البعثة المصرية، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن "بحن وى كا" حمل 7 ألقاب تدلنا على أنه كان كاهنا وقاضيا، منها "مطهر الملوك خفرع، سركاف، ني وسر رع، كاهن الملك نفر إير كارع، كاهن المعبودة ماعت، وكبير القضاة في قاعة المحاكمة"، أما "نوي" فقد حمل 5 ألقاب، أهمها حاكم القصر العظيم، المشرف على مدن ماعت، ومطهر وكاتم أسرار الملك خفرع.

وأشار إلى أن أهم ما عثر عليه في المقبرة هو تمثال من الحجر الجيري، غير منقوش، يمثل صاحب المقبرة وزوجته وأحد أبنائه، وعثر على التمثال محطما، ولم يعثر على رأس تمثال زوجة صاحب المقبرة وبعض أجزاء صغيرة من التمثال.

وأوضحت الأثرية شيماء عبدالرءوف، عضو البعثة المصرية، أنه أعيد استخدام هذه الجبانة للدفن على نطاق واسع في العصر المتأخر، وتم الكشف عن العديد من التوابيت الخشبية الملونة بألوان زاهية ومزخرفة بزخارف متنوعة، والتي تعود إلى ذلك العصر.

ولفتت إلى أنه عثر أيضا على شريط طولي بالكتابة الهيروغليفية يتوسط غطاء بعض تلك التوابيت، وتمثل تلك الكتابة صيغة تقدمها القرابين التي يتمنى المتوفى الحصول عليها في العالم الآخر.

وأشار عالم المصريات الدكتور زاهي حواس، إلى أن تلك المنطقة مهمة جدا وترجع إلى 5000 عام ق م، موضحا أنه عمل العديد من الحفائر فى تلك المنطقة أهمها مقابر بناة الأهرام المصريين والتى تؤكد أنهم من بنوها.

وأكد حواس أن هذا الكشف الأثري مهم جدا يضاف إلى الاكتشافات الماضية التى تؤكد قوة مصر الثقافية وتساهم فى تنشيط السياحة، مشيرا إلى أنه تم اكتشاف حوالى 30% فقط من آثارنا.