رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مغزى زحام الأعياد فى مصر


جاءت الأعياد مجتمعة هذا العام بما يشبه الزحام.. كما تجمعت الإجازات والمناسبات بما يشكل حالة خاصة جدًا لن تجدها عزيزى القارئ إلا فى مصر.. نعم مصر أم الدنيا وأصل الحضارة الإنسانية.
رغم أن أعداء الفرح والأعياد والمناسبات السعيدة قد سبقوا المناسبات المتجمعة فى أيام متقاربة.. إلا أنهم سبقوا بهوجة من الفتاوى القديمة والمتخلفة التى مللنا منها.. ومع ذلك فإنهم لا يملون من ترديدها.. وهى بالمناسبة فتاوى تعكس الغل والحقد والرغبة فى نشر وإضفاء مناخٍ من الاكتئاب على كل مناسبة سعيدة أو عيد يهل علينا كمصريين بهدف واحد.. وهو ألا يفرح شعبنا أو يبتهج أو يشعر بالأعياد، كما كان هؤلاء يحاولون من قبل خلال السنوات الأخيرة وبشكل مستمر ومتواصل.
ورغم أن أتباع الحاقدين والكارهين لمصر والمتآمرين عليها قد هاجموا مناسباتنا السعيدة على مواقع التواصل الاجتماعى والإنترنت.. إلا أنهم فشلوا فشلًا ذريعًا فى الوصول لأهدافهم الخبيثة.. الأمر نفسه الذى اتبعوه قبل وأثناء وبعد عملية الاستفتاء الأخيرة على تعديل بعض مواد الدستور التى وافق عليها الشعب لاستقرار مصر وأمنها.. ورغم كل ذلك وغيره.. فإن من أسوأ ما فعلوه أنهم ظلوا لأسابيع يفسرون تزامن الأعياد المصرية من خلال مواقع التواصل الاجتماعى والإنترنت بأنها مربكة ومزدحمة وكلام من هذا القبيل يدعو للاحباط والكآبة.. وليس هذا فحسب.. بل زعموا أيضًا أن هذه الإجازات ما هى إلا دليل على كسل المصريين.
وتزامن مع بداية هذا كله ووسطه ما يؤكد كلامى وما يعكس أن عناصر حفنة الحقد هذه ما زالت تستثمر أى خبر أو أى حدث أو أى مناسبة لنشر الحقد والكراهية والغل.. الأسلوب اتضح فى خبر أعلنه إعلامى راقٍ على صفحته بالفيسبوك وبرنامجه الشهير.. وهو شريف مدكور.. حيث كان قد أعلن عن إصابته بمرض سرطان القولون.. فإذ بالخبر يصبح محط أنظار الجمهور المصرى من الشرفاء الذين ملأوا مواقع التواصل الاجتماعى والإنترنت بسيل من الدعوات القلبية له بالشفاء.. كما لاحظنا عددًا من برامج التوك شو اليومية تخصص له مداخلات ليرد على جمهوره ويطمئنه على حالته الصحية.
فكانت لفتة طيبة من هذه القلوب التى تدعو للإعلامى الراقى والمحترم الذى خصص برامجه لإسعاد كل أفراد الأسرة المصرية برقيه وبابتسامته وبأسلوبه المختلف عن كل البرامج الأخرى.. إذ إن شريف وعددًا آخر من الإعلاميين المحترمين هم الذين يفرحون بالأعياد ويرفضون العنف ويتصدون للفتن ويتمنون لمصر الخير والتقدم.
إن الشعب المصرى، وإن كانت قد تغيرت بعض ملامحه وقيمه التى تشكل هويته العريقة منذ يناير ٢٠١١، إلا أنه والحمد لله توجد فيه شريحة كبيرة مازالت تتمسك بالقيم وبالهوية وبالملامح وبأبعادها المصرية.. وهؤلاء هم الذين عليهم أن يكثفوا جهودهم للمحافظة على الطباع والقيم والعادات المصرية والثقافة المصرية.. أما الحاقدون والكارهون والمتأخرون.. فإنهم لا يتركون مناسبة إلا ويرشون عليها الملح لتتحول إلى مرارة واكتئاب وعنف وكآبة.. وحتى محبة وتفاعل الشعب المصرى مع محنة الإعلامى شريف مدكور الطيب ابن الأصول فلم يتركها هؤلاء الحاقدون دون أن يستخدموها، حسب أهوائهم وخبثهم وكذبهم.
فيا أيها القارئ العزيز إن مناسباتنا قد جاءت متزامنة فى أيام متقاربة نعم.. لكن مع ذلك فإنها من ناحية أخرى- ومن وجهة نظرى- كانت بشرة خير وإشارة تستدعى التفاؤل.. فنحن الأغلبية.. ونحن الذين نزلنا لنقول: «نعم لمصر واستقرار مصر».. ونحن الذين سنملأ الشوارع فرحًا وبهجة مع أعيادنا، سواء كنا مسلمين أو مسيحيين.. ورغم ظروف الإصلاح الاقتصادى الصعبة التى تحملها الشعب أملا فى العبور إلى المستقبل الأفضل بإذن الله تعالى.. إلا أننا ما زلنا نأمل فى تحسن الأحوال ورفع المعاناة وتثبيت الأسعار والرفق بالشعب الصبور الصامد من جانب الدولة.
ورغم أن الشعب المصرى يعلم أننا مازلنا نواجه فى هذه المرحلة الأخطار والتحديات.. إلا أن تزامن الأعياد هذا العام معًا وفى وقت واحد.. هو- كما سبق وأكدت- بشرة خير.. لذا دعونا نفرح ونعمل ونبتهج ونتفاءل خيرًا فى مستقبل بلدنا.. فنحن فى مصرأصل الأعياد والاحتفالات.. ففى مصر فقط ستجد أن عيد القيامة المجيد للمسيحيين قد تزامن مع اقتراب شهر رمضان للمسلمين.. ومع شم النسيم هذا العيد الفرعونى القديم الذى يعود الاحتفال به إلى الفراعنة من قدماء المصريين.. حيث كانوا يخرجون للاحتفال به فى الحدائق والمتنزهات ويأكلون البيض والملانة والخضروات والأسماك المملحة منذ ٤٠٠٠ سنة قبل الميلاد.. كما تزامن أيضًا معه وفى نفس الأسبوع عيد تحرير سيناء فى ٢٥ أبريل ورفع العلم المصرى على أرض سيناء الغالية بعد تحريرها.. كما تزامن مع عيد العمال الذى يعتبر يومًا نتذكر فيه العامل المصرى ودوره المهم فى مسيرة العمل والإنتاج فى مصر.. كلها أعياد ومناسبات تستحق أن نفرح بها.
إننى هنا أتوقف قليلًا لاقول لكل مصرى ومصرية يحب مصرنا الغالية.. كل سنة وأنتم طيبون وبخير وبلدنا بنا جميعًا بألف خير. فافرحوا بلمة العيلة والأحباب وابتهجوا بأيام الأعياد وسط الأصحاب استعدادًا لأيام العمل والاجتهاد التى ستأتى بعدها لأنها ستكون بشكل أفضل.. وسنكون أكثر حيوية ونشاطًا.. ولأن المصرى القديم منذ فجر التاريخ قد حرص على إقامة الاحتفالات والمناسبات السعيدة. فنحن أصل البهجة والفرح والفنون وأصل الاحتفالات بدليل ما نراه من الرسوم الفرعونية الملونة والتى لاتزال موجودة على جدران المعابد والمقابر الفرعونية القديمة شاهدة على تاريخ المصريين القدماء مع الأفراح والأعياد والمناسبات العديدة.