لوموند : عبارات التنديد لا تكفى ازاء مذبحة الكيماوى
اتفق العديد من الخبراء فى الأسلحة الكيميائية ، بعد مشاهدة مقاطع فيديو تظهر ضحايا "مذبحة الغوطتين" الغربية و الشرقية للعاصمة دمشق التى وقعت امس /الاربعاء/ ، على احتمالية استخدام النظام السورى لغاز السارين الذى يمتلك كميات كبيرة منه .
أوردت ذك صحيفة "لوموند" الفرنسية فى موقعها على الانترنت ، مشيرة الى ان مقاطع الفيديو اظهرت أناسا يختنقون وبعضهم تخرج رغاوى من أفواههم و كثير من الجثث لا تحمل أى اثار اصابات.
وتشير الصحيفة الفرنسية فى افتتاحيتها الى ان هذا الهجوم يعد تصعيدا كبيرا فى الحرب الأهلية التى تعصف بسوريا . ففى شهر يونيو الماضى ، اكدت فرنسا و تلتها بريطانيا ثم الولايات المتحدة استخدام النظام السورى للأسلحة الكيميائية. واليوم ، تزداد شبهات تورط نظام بشار الأسد فى استخدام السلاح الكيميائى . بينما ترى روسيا ، التى تواصل دعمها للنظام السورى ، انها مؤامرة .
وتوضح صحيفة "لوموند" ان الغرب تبنى موقفا مختلفا عن موقف روسيا . و لكن ردود الفعل كانت تتسم بالتروى : حيث شددت العواصم الغربية على ضرورة الوقوف على الحقائق ، معتمدة فى ذلك على بعثة مفتشى الأمم المتحدة الموجودة حاليا فى سوريا .. وهو ما يشكل تحديا ، نظرا لأن قدرة هؤلاء المحققين على التحرك بحرية فى البلاد هى نسبية للغاية .
وترى الصحيفة الفرنسية ان هذا الهجوم له مدلول رهيب حيث وقعت هذه الجريمة الكيميائية على بعد بضعة كيلومترات من مكان تواجد فريق الامم المتحدة ، الذى وصل قبل يومين ... فبخلاف بشاعة المشاهد ، الا ان هذه الجريمة تعد اهانة لاذعة للأمم المتحدة التى توجهت مؤخرا الى سوريا .
وتسخر صحيفة "لوموند" قائلة ان "بشار الأسد لاحظ خلال مراقبته للساحة الدولية فى الأشهر الماضية ، ضعف ردود الفعل الغربية ازاء ارتكاب قواته هجمات كيميائية "دقيقة" و متكررة (حيث قدر عدد الضحايا ب 150 شخصا).
وأضافت الصحيفة الفرنسية ان الموقف الغربى المتراخى دفع الاسد للتوصل الى ان "التصعيد" لن يجلب عليه المزيد من المتاعب . كما يستفيد الديكتاتور السورى أيضا من الأزمة المصرية التى استحوذت مؤخرا على الاهتمام الدولى .. ويشعر انه مطلق اليد . كما يحظى بدعم من موسكو وطهران.
وقالت صحيفة "لوموند" ان الولايات المتحدة و الدول الأوروبية ، ومن بينها فرنسا ، التى كانت قد هددت فى عام 2012 بالتحرك بصورة حازمة فى حال استخدام أسلحة كيميائية فى سوريا ، قد تراجعت عن تصريحاتها التى تفتقر الى المصداقية .
وخلصت الصحيفة الفرنسية الى ان السلاح الكيميائى قد استخدم على نطاق واسع فى سوريا بعد مرور عام على تحذير باراك أوباما من استخدام هذا السلاح ، معتبرا ان ذلك يمثل "خطا أحمر" . واعتبرت الصحيفة ان عبارات التنديد لا تكفى ازاء ما يمكن وصفه بانه "حلبجة السورية" ، فى اشارة إلى اخر مجزرة بالأسلحة الكيميائية فى منطقة الشرق الأوسط ، والتى وقعت فى عام 1988 فى كردستان .