رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف نجحت الدبلوماسية المصرية في استعادة دورها الرائد؟

جريدة الدستور

حققت الدبلوماسية المصرية، خلال الفترة الأخيرة، العديد من الإنجازات تصدرها استعادة الدور المصري الرائد في القارة الإفريقية، حيث تترأس مصر الاتحاد الإفريقي لعام 2019، الذي يشهد العديد من الفعاليات في هذا الصدد.

وفي هذا السياق، يمكن الإشارة إلى ما حظيت به العلاقات مع إفريقيا من أولوية خاصة على رأس اهتمامات السياسة الخارجية المصرية، وفق توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهي الجهود التي دفعت بمصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي وسط ترحيب من أشقائها الأفارقة.

أولًا: على المستوى الثنائي
وفي هذا الصدد، ركزت وزارة الخارجية على تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وكافة الدول الإفريقية، خاصة دول حوض النيل ومنطقة القرن الإفريقي، كما تتابع وزارة الخارجية عن كثب كافة التطورات بالقارة الإفريقية، وكذا دراسة تداعياتها على الأمن القومي المصري والمصالح المصرية بصفة عامة، ويمكن رصد جهود وزارة الخارجية المصرية فيما يتعلق بدعم العلاقات مع محيطها القاري فيما يلي:

- القيام بالإعداد لمشاركات رئيس الجمهورية في الفاعليات الدولية والقارية، ومقابلاته لثنائية مع القادة والزعماء الأفارقة، وأبرزها زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي للقاهرة، وزيارة الرئيس السيسي إلى كل من تشاد والجابون، ومقابلات الرئيس مع العديد من القادة والزعماء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومنتدى الصين - إفريقيا.

- التحضير لمشاركات وزير الخارجية في الفعاليات الإفريقية والدولية، وكذا زياراته للعديد من الدول الإفريقية وأبرزها ريارة كل من إثيوبيا وإريتريا وبوروندي، مما كان له أثر كبير على دفع العلاقات المصرية مع تلك الدول خاصة في ظل تطورات الأوضاع في المنطقة، وما تمثله من أثر على الأمن القومي المصري.

- الترتيب للعديد من الزيارات والمشاركات على المستويين الوزاري والرسمي بالتعاون والتنسيق مع الجهات الوطنية المعنية، بهدف تعزيز وتنويع مجالات التعاون مع الدول الإفريقية، وأبرزها ترتيب زيارات عديد من الوفود الفنية وكبار المسئولين، مما ساهم بشكل رئيسي في تعزيز آفاق التعاون مع الدول الإفريقية في شتى المجالات، وتوجت تلك الزيارات بالتوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات الثنائية بين مصر والدول الإفريقية محل الاهتمام.

- فيما يتعلق بملف مياه النيل والأمن المائي المصري، تقوم الوزارة بمتابعة ملف سد النهضة، والمشاركة في اجتماعات المجموعة الفنية المستقلة المعنية بالسد، بالإضافة إلى المشاركة في اللجنة الوطنية الثلاثية المعنية بمتابعة الدراسات الفنية الخاصة بالسد، كما تشارك في المنتديات التي تتناول موضوعات المياه على المستويات الأوروبية والعربية والإفريقية.

- فى إطار حرصها على تعزيز التبادل التجارى مع الدول الإفريقية، وتشجيع رجال الأعمال والقطاع الخاص على الاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة فى إفريقيا، قامت وزارة الخارجية بالتنسيق مع وزارة التجارة والصناعة بالتواصل مع ودعم العديد من رجال الأعمال المصريين والتعريف بالفرص الواعدة للتجارة مع الدول الإفريقية.

ثانيًا: على مستوى العمل الجماعي
- توجت جهود وزارة الخارجية لاستعادة الدور المصري الرائد في إفريقيا باختيار مصر من قبل الأشقاء الأفارقة لتولي رئاسة الاتحاد الإفريقي خلال عام 2019، وهو القرار الذي تم اعتماده في قمة الاتحاد الإفريقي في يناير 2018.

- حرصت مصر على استضافة العديد من الفعاليات الإفريقية مثل خلوة مجلس السلم والأمن الإفريقي خلال الفترة من 29 إلى 31 أكتوبر 2018 بالقاهرة، وخروج نتائجها على النحو الذي يعكس أهمية تفعيل بنية السلم والأمن الإفريقية وتعزيز الدبلوماسية الوقائية.

- نجاح مصر في استضافة مقر مركز الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات AUC-PCRD، كما ساهمت وزارة الخارجية في عقد ورشة عمل يومي ١٥ و١٦ أكتوبر ٢٠١٨ تحت عنوان "تفعيل سياسة الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات في منطقة الساحل: تحديد الخطوات المستقبلية"، حيث تستهدف إعادة إحياء وتفعيل سياسة الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية، والمساهمة الموضوعية في تحديد مجالات عمل وأنشطة المركز، فضلًا عن ربط هذه الأنشطة بعملية المراجعة الشاملة لهيكل الأمم المتحدة لبناء السلام المقررة في ٢٠٢٠.

- أثمرت الجهود المصرية في اختيار مصر مقرًا لوكالة الفضاء الأفريقية، وذلك خلال فعاليات القمة الأخيرة المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

- حرصت مصر على أن تكون في طليعة الدول الموقعة على الاتفاقية المنشئة لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية القارية في القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي في مارس 2018، وجاري العمل على التصديق عليها في أقرب فرصة ممكنة.

- شاركت وزارة الخارجية في الإعداد لمنتدى الاستثمار في إفريقيا يومي 8 و9 ديسمبر 2018 بشرم الشيخ، حيث هدف المنتدى إلى توفير منصة لرؤساء الدول والحكومات، وكذلك قادة القطاع الخاص ورجال الأعمال في إفريقيا والعالم من أجل مناقشة مجموعة واسعة من قضايا الأعمال والتنمية في القارة والتعامل مع بعض أهم الشركاء الاقتصاديين وأصحاب المصلحة في إفريقيا.

- شاركت مصر بفاعلية فى قمة الإصلاح المؤسسي والمالي للاتحاد الأفريقي في نوفمبر 2018، وقمة الكوميسا العشرين خلال يومي 18 و19 يوليو 2018 في لوساكا، وقمة منتدى التعاون الصين - إفريقيا خلال يومي 3 و4 سبتمبر 2018 في بكين، والاجتماع الوزارى لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا "التيكاد" يومي 6 و7 أكتوبر 2018، بالإضافة إلى استضافة كل من المؤتمر السابع لوزراء التجارة الأفارقة بالقاهرة خلال يومي 12 و13 ديسمبر 2018، والمعرض الأول للتجارة البينية الإفريقية خلال الفترة من 11 إلى 17 ديسمبر 2018.

ثالثًا: الجهود والخطط المستقبلية
في إطار رئاستها الحالية للاتحاد الإفريقي، تسعى مصر لتحقيق عدد من الأهداف يأتي على رأسها التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال السعي لتوفير فرص العمل الكريم، وتعظيم العائد من الشباب الإفريقى، تطوير منظومة التصنيع الإفريقية وسلاسل القيمة المضافة الإقليمية، تطوير المنظومة الزراعية الأفريقية والتوسع في مشروعات الثروة السمكية، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي للقارة.

كما تهدف الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي إلى تحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي من خلال الدخول في اتفاقية التجارة الحرة القارية AFCFTA ووضعها في حيز التنفيذ بشكل سريع وعملي وفعال خلال فترة الرئاسة المصرية للاتحاد تحت شعار "القارة للجميع"، بالإضافة إلى دعم مشروعات البنية التحتية في أفريقيا للمساهمة في تحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج القاري وتعزيزه.

يأتي ذلك بالإضافة إلى دعم آليات تعزيز الأمن والسلم الأفريقي، ومد جسور التعاون الثقافي بين دول القارة.