أوراق خلية الـ555.. كيف تساعد تركيا الإرهابيين فى السفر من مصر ثم العودة قانونيًا؟
تكليفات للعناصر الإرهابية باختطاف الأهالى من المتعاونين مع القوات المسلحة
دورة فى التأصيل الشرعى لأفكار التنظيم القائمة على تكفير الحاكم
الحصول على كهرباء عن طريق موالين بـ«شركة كهرباء العريش»
حصلت «الدستور» على أوراق القضية رقم ١٣٧ لسنة ٢٠١٨ جنايات شمال العسكرية، المعروفة باسم «ولاية سيناء ٤»، والتى ضمت ٥٥٥ متهمًا أسسوا ٤٣ خلية عنقودية تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابى، ارتكبت ٦٣ جريمة فى شمال سيناء.
وضمت نيابة أمن الدولة العليا، فى وقت سابق، القضيتين ٧٩ و١٠٠٠ لسنة ٢٠١٧، وأحالتهما للقضاء العسكرى تحت رقم ١٣٧ لسنة ٢٠١٨ جنايات شمال العسكرية.
وفى الحلقة الأولى ننشر اعترافات المتهم أحمد طارق عبدالحميد أمام محققى النيابة، حيث تحدث عن الهيكل التنظيمى لـ«مبايعى داعش» فى سيناء، وكيف كانوا يتحركون فى المنطقة قبل إجهاض الأجهزة الأمنية مخططاتهم، وكيف كانوا يسعون لتأسيس دولة إرهابية فى العريش، لكن اليقظة الأمنية أفشلت محاولاتهم وأسقطت عناصر التنظيم بشكل كامل.
معاهد تعليمية فى أنقرة تمنح «مبايعى داعش» تأشيرات دراسة للخروج إلى ميادين القتال فى سوريا
قال المتهم أحمد طارق عبدالحميد، إنه انضم لـ«مبايعى داعش» فى سيناء، وتلقى تدريبات عسكرية وتقنية بواسطة عناصر إرهابية، كاشفًا عن مساعدة تركيا التكفيريين فى السفر إلى الأراضى التى كان يسيطر عليها «داعش» فى سوريا والعراق.
وأوضح المتهم، فى اعترافاته، أنه تعرف على بعض «العناصر الجهادية» خلال مشاركته فى الاعتصامات التى نظمتها الجماعات الإسلامية، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية فى ٢٠١٤، وقال: «تعرفت على محمد جويلى وشهرته بندق، فى ٢٠١٤، خلال مشاركتنا فى التجمهرات المناهضة لنظام الحكم القائم بالبلاد، وأصبت حينها بطلق نارى».
وأضاف المتهم: «أصبحت أنا وجويلى صديقين وذات مرة أطلعنى، حينما كنت أزوره، على ملفات إلكترونية تضم مقاطع مصورة لعمليات عدائية نفذها تنظيم داعش خارج البلاد، وبعد فترة ليست طويلة، وتحديدًا فى نهاية عام ٢٠١٥، عرفت أن جويلى، وشقيقه عبدالرحمن، وشهرته (الدكش) انضما لصفوف تنظيم داعش بدولتى العراق وسوريا، وأن الأخير قتل فى إحدى معارك التنظيم بدولة سوريا».
وعن أفكار التنظيم، قال المتهم إنه فى يونيو ٢٠١٦ سعى لفهم أفكار «داعش»، وتواصل فى سبيل ذلك مع «جويلى» إلكترونيًا، لتمكينه من الالتحاق بصفوف التنظيم بدولة العراق، فكلفه «جويلى» بمطالعة مطبوعات عقائدية، والتواصل إلكترونيًا مع المدعو حركيًا «أبومالك النجار»، للوقوف على فكر التنظيم وأغراضه، والتواصل معه عبر برنامج «تليجرام» الإلكترونى، لتفادى الرصد الأمنى.
وكشف المتهم عن الدور الذى تلعبه تركيا لتمرير الإرهابيين عبر أراضيها إلى سوريا، من خلال معاهد تركية تمنح الإرهابيين تأشيرة دراسة مجانية يسافرون بها بشكل قانونى، ثم تساعدهم على دخول سوريا، لتلقى تدريبات عسكرية، قبل أن تساعدهم مرة أخرى على العودة إلى بلادهم بعد إتمام الدراسة الوهمية.
وأوضح المتهم: «خلال وجود جويلى فى سوريا، طلب منى مراسلة أحد المعاهد التعليمية بدولة تركيا بحجة الدراسة، لتسهيل حصولى على تأشيرة للسفر لدولة تركيا، ومنها إلى سوريا، وشرح لى أن تلك الطريقة ستمكننى من الخروج من مصر والرجوع إليها، وقتما أشاء، إذ إننى سأحصل على التأشيرة لتضليل الأمن، ثم بعد فترة أقول إن دراستى انتهت وأعود». وتابع: «عرفت أيضًا أنه تم تكليف متهمين آخرين بالحصول على تأشيرتين لتركيا، عبر أحد المعاهد التعليمية»، وبرغم حصول الثلاثى على تأشيرات صدرت التكليفات بإلحاقهم بصفوف الإرهابيين فى سيناء.
دورات تكفيرية فى استحلال دماء المسيحيين وأموالهم وسبى نسائهم
كشف المتهم عن أنه بدأ خطوات الانضمام إلى «مبايعى داعش» فى سيناء، برفقة متهم آخر، وذلك من خلال تواصله مع المدعو حركيًا «شمس»، عبر برنامج «تليجرام»، إذ حدد لهم «شمس» موعدًا للسفر إلى محافظة شمال سيناء، وفى التاريخ المحدد استقلا سيارة أجرة من موقف سيارات المرج، ووصلا إلى مدينة القنطرة، وهناك استقل كل منهما سيارة أجرة حتى منطقة شرطة السياحة بالعريش، وهناك تقابلا مع «شمس» الذى تحفظ على هاتفيهما، ثم استقل الثلاثة سيارة رفقة آخرين، حتى وصلوا لمسجد «أبوخويطر» بالعريش، وتقابلوا مع المدعو حركيًا «طارق»، الذى اصطحبهم لمزرعة زيتون كائنة بإحدى المناطق الصحراوية.
وقال المتهم: «ركبنا سيارة نقل مع ملثمين، حتى وصلنا لمبنى مكون من دور أرضى، يسمى مضيفة المهاجرين، بالشيخ زويد، والتقينا رجلين هما قائدا تلك المضيفة، أبوالبراء، وأبوجبل، ومكثنا بالمضيفة ثلاثة أيام، وقال لنا أبوالبراء، إننا سنجتاز دورة شرعية وأخرى عسكرية، قبل أن ننضم للتنظيم، وعلمنا كيف نختبئ من طائرات الجيش».
وأضاف: «بعد أن انتهينا من الدورات المبدئية، التقينا المدعو حركيًا أبوكاظم، المسئول الشرعى لقطاع الشيخ زويد، ويحمل الجنسية الفلسطينية، وهو فى الأصل من قطاع غزة، ومنشق عن حركة حماس، وتولى- رفقة الحركى أبوتراب- تلقينا دورة لمدة أسبوع فى التأصيل الشرعى لأفكار التنظيم، القائمة على تكفير الحاكم الممتنع عن تطبيق الشريعة الإسلامية، ووجوب الخروج عليه، وقتال معاونيه من رجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء، وتكفير المتعاملين من مؤسسات ذلك النظام، واستحلال دماء أبناء الطائفة المسيحية، وأموالهم، وسبى نسائهم، وفى نهاية تلك الدورة، قدمنا البيعة لخليفة داعش، أبوبكر البغدادى على السمع والطاعة».
وقال: «عقب انتهاء جميع الدورات الشرعية، التقينا الحركى أبوحفص، المسئول الإدارى بالتنظيم، واستلم متعلقاتنا الشخصية، وسألنا عن مؤهلاتنا العلمية، تمهيدًا لتوزيعنا، وعند معرفته بأنى درست مجال الميكانيكا، أرسلنى إلى ورشة خراطة بأحد المنازل المتاخمة للمعسكر، وتبين أن بها أجزاء مفككة لأسلحة نارية». وعن التدريبات العسكرية والمسئول عنها، قال: «عرفت من الحركى أبوالبراء، أن المدعو إسلام حركى أبوعثمان، والحركيين أبوعمر، وأبوعلى، ضباط شرطة مفصولون، منضمون لصفوف التنظيم، ويتولون مسئولية تدريب العناصر، كما اصطحبنى أبوعلى، وآخرون، من مقر مضيفتهم لمعسكر تدريبى بجوار مطار الجورة بمنطقة الزاروعة بالشيخ زويد، حيث تقابلوا مع مسئول المعسكر الحركى أبوالزبير، وكانت بحوزته بندقية آلية».
وأضاف: «تولى أبوجندل مسئولية الإعاشة بذلك المعسكر، بينما تولى أبوالوليد تدريب العناصر الانغماسية بدنيًا، وعلمهم كيفية التخفى من الأمن، كما رافقنى فى ذلك المعسكر كل من عبدالرحمن، أو الأوزيكى، وحسن، أو أبوالحسن، مع أبوحفص، وأبوالعيناء، وأبوالسفير، وأبوجهاد، وأبوالزبير، وأبوقيس، وأبوعبدالله، وأبوحارثة، وأبومصعب». ولفت إلى تلقيهم تعليمات بأن يكون التحدث من خلال الأجهزة اللاسلكية بأسماء مشفرة للأماكن، والنداء على الأشخاص باستخدام أرقام، للهروب من الرصد الأمنى.
أنفاق لتخزين أجهزة الاتصال.. وغرفة تحت الأرض للاستقطاب الإلكترونى وبث الفيديوهات
قال المتهم: «عندما حصلت على الموافقة النهائية للانضمام للتنظيم، اصطحبنى أبوحفص، وأبوالبصير، وأبوالنور من معسكر التدريب، لورشة الخراطة، ووجدنا أبوأيوب، يجمع دانات المدافع والمجنزرات التى لم تنفجر، لإعادة استخدامها مرة أخرى والتدريب عليها، وبعد مرور أسبوعين بالورشة، اصطحبنى أحد البدو وآخرين بسيارة لمضيفة الشمال، بمنطقة مزرعة أبوضبى بالعريش، حيث تقابلنا مع مسئول المضيفة، و٦ آخرون من عناصر مجموعته، ثم سلمنا، أبوريان هاتفًا محمولًا».
وأضاف: «ثم ترددت على مضيفة أخرى بمحيط المكان، يتولى مسئوليتها أبوالبراء، الذى وقف منه على تولى المتهم عمرو يحيى، مسئولية التجنيد والإشراف على المضايف، وتولى أبوجبل، وأبوأوديس مسئولية مضيفة الشيخ زويد».
وتابع: «فى نهاية شهر يناير عام ٢٠١٧، وعقب مشاركتى فى إحدى العمليات الإرهابية، عدت للمعسكر مرة أخرى، وعرفت أبوبدر مسئول التجنيد لقطاع العريش، وأبوحمزة مسئول تدبير المضايف وأماكن الإيواء، وأبوطارق مسئول الماء لقطاع العريش، وأبوصهيب مسئول مجموعة الأمنيين».
وكشف المتهم عن أماكن بث مواد الفيديو التى تبثها عناصر التنظيم عبر شبكات الإنترنت، حيث قال: «إن أبوحمزة اصطحب بعض العناصر من المضيفة للاستعانة بهم فى حفر نفق بين غرفتين، تم تشييدهما تحت الأرض، تستخدم إحداهما كمخزن لأجهزة الاتصال ومولد الكهرباء، ومد منها كابلات عبر ذلك النفق للغرفة الثانية، التى يباشر فيها المدعو عمرو يحيى وفهد الاستقطاب الإلكترونى لصفوف الجماعة، لتأمينهما من استهداف الطائرات الحربية لموقع رصد إشارات الاتصال».
وقال: «كما وقف خطاب على تنفيذ ذلك الرسم الهندسى بمنطقة النصرانية بالشيخ زويد، ووقف أبوريان على اضطلاع أبوعثمان، وعكرمة، وأبودجانة، وأبوالعبد العزاوى، وأبوالسفير، بتأسيس معسكر تدريبى آخر أكبر مساحة وأكثر تجهيزًا بمنطقة العريش».
وأضاف: «شاهدت استلام أبوطارق للأموال من أبوعامر، المسئول المالى العام للتنظيم، واضطلاعه بتوفير الأغطية لتلك العناصر من المحل المملوك له، وكذا تكليف عناصر مجموعة الأمنيين باختطاف الأهالى من المتعاونين مع القوات المسلحة، والإبلاغ عن مخترقى صفوف التنظيم والتحقيق مع المتورط منهم وتصفيتهم».
وعن كيفية توفير الكهرباء، قال: إن أبوريان يستعين بأبوصهيب، وبعض الموالين لهم بشركة كهرباء العريش، عن طريق تمريرها من أبراج الكهرباء بمحيط المدينة، واضطلاع أبوريان، أبوعثمان بتدريب العناصر الانغماسية، وإعدادهم لتنفيذ الغزوات والعمليات العدائية التى تستهدف قوات الجيش والشرطة.
كما أشار إلى قيام أبودجانة بمسئولية نقاط الرباط الموزعة على مداخل وأطراف قطاع العريش، لرصد أى تحركات للقوات المسلحة والشرطة، وتولى أبوشعيب مسئولية ديوان الحسبة، وعاونه أبوآدم، وأبويحيى.
ولم تتوقف اعترافات المتهم أحمد طارق عند هذا الحد، بل كشف عن أنه فى غضون مارس ٢٠١٧، تم تكليفه تحت قيادة فهد، بمسئولية شرطة التنظيم، وتم إمداده حينها بملف إلكترونى على هاتفه المحمول تضمن هيكل «ديوان الشرطة».
وعن الهيكل الكامل للتنظيم، أقر بأنه خلال فترة انضمامه للتنظيم، تعرف على هيكل الجماعة التنظيمى، حيث يقع على رأسه «أبوسهل، وأبوهاجر، وأبوأسامة المصرى»، ويتبعهم ثلاثة مسئولين مركزيين، مسئول إدارى يدعى أبوحفص، ومسئول عسكرى يدعى أبوأسيد، ومسئول مالى يدعى أبوعامر، ويتبع كل مسئول معاونون بكل من قطاعات التنظيم الستة ويخضع لإشرافه.
كما وقف على تولى «أبوجعفر»، المسئول العسكرى بقطاع العريش، فضلًا عن انقسام المدينة لستة قطاعات جغرافية، وهى: الشيخ زويد، ومركز الولى، والعريش، ورفح، والمقاطعة، وشبانة، وجبل الحلال، وبكل قطاع مجموعة من ذات التخصص المشترك يتولى قيادتها مسئول يصدر التكليفات لعناصرها، ويتولى الإشراف عليها ويحدد مقارها.