رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير التعليم والتابلت والأنشطة المدرسية


خلال الأيام الماضية كان التساؤل الأبرز الذى فرضته الأحداث التى نتجت عن الخلل الذى حدث فى أول تجربة للامتحانات باستخدام «التابلت» هو: هل نحن بحاجة إلى تغيير نمط العملية التعليمية برمتها ومن بينها الامتحانات؟.. ولعل الإجابة المنطقية والتى تنتصر للتقدم هى: «نعم».. خاصة فى ظل تدهور العملية التعليمية خلال الأعوام الماضية، وهو الأمر الذى انعكس فى النهاية على جودة «المنتج التعليمى»، حيث شاهدنا جميعًا وبصورة لا تخفى على أحد ضعف هذا المنتج المتمثل فى نسبة لا يستهان بها من «الخريجين» من منظومة التعليم، مما أسهم فى ارتفاع معدلات البطالة لأن سوق العمل، التى تخضع لمنطق «العرض والطلب»، لا تقبل وجود هذا «المنتج التعليمى».
لعل منطق الأشياء وتوجه الدولة بمختلف مؤسساتها نحو التحديث يدعونا وبصورة ملحة إلى السير قدمًا فى عملية تطوير منظومة التعليم والامتحانات وتحويلها إلى «النظام الإلكترونى المتطور» فى مراحل التعليم المختلفة، ويعزز هذا الاتجاه أن العصر الذى نحياه أصبح يعتمد بشكل أساسى على التكنولوجيا الحديثة بمختلف صورها، وبالتالى فلا يعقل ولا يصح أن نستمر فى مكاننا باستخدام نظم تعليمية عفا عليها الزمن، وكانت صالحة فى فترات سابقة، ولكن مع الوقت وعامل الزمن أصبحت لا تفى بالغرض بل تجاوزها العالم من حولنا، متجهًا إلى استخدام أساليب عصرية ومتطورة فيما يتعلق بالمناهج والامتحانات تعتمد على «الجانب الإلكترونى» وتنمى الفكر المستنير وتجذب الطلاب إلى طريق التفوق والإبداع بعيدًا عن نمطية «الحفظ والتلقين».
ويجب أن تتخذ الحكومة، وفى القلب منها وزارة التربية والتعليم- وبسرعة – مما حدث فى التجربة الأولى لاستخدام التابلت فى الامتحانات نقطة انطلاق لإصلاح أى أخطاء اعترت منظومة التعليم الجديدة لأن هذه المنظومة - رغم الانتقادات التى وجهت إليها ومازالت – هى الكفيلة إذا ما صححت أخطاءها لنقل نظامنا التعليمى إلى مناطق رحبة من التأثير الحقيقى والشامل على بنيان المجتمع وتحويل عناصره إلى «طاقات إيجابية».
وكذلك يجب أن تسير عملية الاهتمام بالأنشطة المدرسية جنبًا إلى جنب مع عملية تطوير المناهج والامتحانات، لأن الأنشطة ليست ترفًا، بل أصبحت أمرًا ضروريًا يسهم فى تشكيل وعى التلاميذ والطلاب فى مراحل التعليم المختلفة.. ولقد شاهدت الأسبوع الماضى نشاطًا مدرسيًا رائعًا أقيم بمدرسة أم الأبطال الإعدادية التابعة لإدارة تلا التعليمية بمحافظة المنوفية، وأدعو الدكتور «طارق شوقى»، وزير التربية والتعليم، إلى الاحتفاء بهذا النشاط المدرسى وتكريم القائمين عليه وتعميمه فى المدارس المختلفة.. حيث كان هذا النشاط المدرسى تجسيدًا للتفاعل بين معلمى المدرسة والطلاب، وشمل عرضًا للمشغولات اليدوية وأنشطة الرياضيات واللغة العربية والعلوم والدراسات الاجتماعية والتربية الفنية والصحافة المدرسية والمكتبة ومن باب إعطاء الحق لأصحابه، نذكر أسماء الأساتذة الذين أشرفوا على هذا النشاط المدرسى الجدير بالتقدير وهم، مع حفظ الألقاب: ماجدة عبدالغفار وإيمان أبوالعلا وسكينة شبل ونجاة الخرخيسى وهبة قاسم وابتسام التراس ونورا شاهين وسحر فارس ورشا رسلان وسامية البرلسى ونجلاء مرسى وأمانى ياسين وناهد بدر الدين ولمياء غانم وأمانى ماضى.
وفى النهاية.. أذكر أن التعليم «قضية محورية» يجب أن تلقى الاهتمام المستمر، لأنه لا تقدم بدون تعليم جيد.. والتعليم الجيد لن يتحقق إلا بالاهتمام بكل مدخلات العملية التعليمية وبصورة شاملة غير منقوصة.
ولا أجد خاتمة لمقالى أفضل مما كتبه أمير الشعراء «أحمد شوقى» عن فضل المعلم والتى قال فيها:
قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا
أعلمت أشرف أو أجل من الذى.. يبنى وينشئ أنفسًا وعقولًا
سبحانك اللهم خير معلم.. علمت بالقلم القرون الأولى
أخرجت هذا العقل من ظلماته.. وهديته النور المبين سبيلا
وطبعته بيد المعلم تارة.. صدئ الحديد وتارة مصقولًا.