رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جرى الوحوش.. دراسة بريطانية: تحقيق الثروة يرتبط بـ«جينات وراثية»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«كيف نكوّن ثروة هائلة؟».. سؤال شغل كثيرين، على مدى سنوات طويلة، ممن يبحثون عن الثراء والانتقال إلى حياة «المليونيرات»، الإجابة عن هذا السؤال تنوعت ما بين «الصدفة أو الحظ، والعادات، والخطط المجربة، والميراث، والعمل الشاق». ودائمًا ما احتل العمل الشاق الصدارة فى الإجابة عن السؤال سالف الذكر، فالجميع يعتقد أنه بالعمل الجاد والشاق تستطيع أن تصل إلى الثروة والنجاح، لكن دراسة بريطانية حديثة ترجع الأمر إلى سبب آخر.. يبدو غريبًا.
تقول الدراسة، التى نشرتها صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، إن تحقيق الثروة يرتبط بـ«الجينات الوراثية» أكثر من ارتباطه بالعمل الشاق أو الحظ، موضحة أن هناك فى الجسم ما يطلق عليه «الجينات الذهبية»، التى تؤثر بالإيجاب فى معدلات الذكاء، التى بدورها تساعد على تحقيق ثروة.
وقال العلماء الذين أعدوا الدراسة، فى مركز «دراسات الشيخوخة» بالعاصمة الأسكتلندية، أدنبرة: «ثلاثة أرباع الجينات المسببة للثروة مرتبطة بالذكاء، ما يجعل الثروة والنجاح أقل ارتباطًا بالعمل الجاد أو الحظ». وأظهر تحليل، أُجرى على حوالى ٢٨٦ ألف شخص بريطانى، أن تركيب «الجينات الوراثية» لأولئك الذين كسبوا أكثر من ١٠٠ ألف جنيه إسترلينى يختلف عن ذوى الدخل المنخفض.
وبيّن المسح أن هناك ٢٤ «جينًا ذهبيًا» تؤثر فى الذكاء والجهاز المناعى وقوة العضلات والقلب، الأمر الذى يُحدث فارقًا فيما يتعلق بنجاح الشخص وقدرته على تخطى الفقر، كما أن الصفات الجسدية تؤثر أيضًا على فرص كونك غنيًا من عدمه.
وحسب الدراسة، فإن من يمتلك هذه «الجينات» سيتوافر عنده مزيد من الذكاء، وسيعيش عمرًا أطول، بجانب تمتعه بصحة بدنية وعقلية مميزة، ودرجة أقل من التعب، وظروف معيشية أفضل، وعدد أقل من الأطفال.
ولم تكن تلك الدراسة الحديثة فى «أدنبرة» هى الأولى من نوعها التى ربطت «الجينات» بتحقيق الثروة، فقبلها خرج مجموعة من الاقتصاديين وأثبتوا وجود دليل على ارتباط بعض الصفات الوراثية بالثروة، لكن دون تحديد درجة تأثير هذه الجينات فى خلق «رجل أعمال يمتلك القدرة على المبادرة، ويبتكر أفكارًا عديدة فى مجال ريادة الأعمال».
كما نُشرت ورقة بحثية، أعدها كل من دانييل بارث، ونيكولاس باباجورج، وكيفن ثوم، حاولت قياس مدى مساهمة «العوامل الوراثية» فى تحقيق الثروة، رابطين فى ذلك بين هذه العوامل والقدرة على التحصيل العلمى. وتبين لهؤلاء العلماء أن كل درجة زيادة حصل عليها الشخص، الذى أُجرى عليه البحث، يقابلها وجود جينات وراثية جعلته أكثر استعدادًا للتعلم، وذلك من بين ٥٧٠٠ أمريكى خضعوا للدراسة، وحصل العلماء على بيانات حول دخولهم وثرواتهم ومقدار تعليمهم. وتوصل العلماء إلى أن درجة واحدة من الذكاء المرتبط بالعوامل الوراثية تقابلها زيادة فى الثروة بنسبة ١٤٪، لكنهم وجدوا فى الوقت نفسه أنه من المفيد أن تكون ذكيًا، لكن ليس ذكيًا جدًا، إذ إنه كلما زادت قدراتك الأكاديمية قل معدل تحقيقك ثروة. ولعل تلك النتيجة الأخيرة هى ما يجيب عن سؤال فى غاية الأهمية، تثيره الدراسات السابقة، وهو: «إذا كان تحقيق الثروة مرتبطًا بالعوامل الوراثية والذكاء، فلماذا يظل كثير من العلماء وأساتذة الجامعة فقراء؟»، والإجابة هنا: «لأنهم أذكياء جدًا»، فـ«الثروة تحتاج إلى ذكاء ولكن ليس ذكاءً أكاديميًا». فى السياق ذاته، اكتشف العلماء الثلاثة أنه إذا كان لديك درجة عالية من الذكاء فإن والديك بالضرورة يتمتعان بنفس القدر، الذى فى أغلب الأحيان مكنهما من تحقيق ثرورة يورثانها لك. وإلى جانب العوامل الوراثية، لم يغفل العلماء أهمية الاجتهاد، ونصحوا بأنه لكى تكون غنيًا عليك أن تسعى لتحقيق أحلامك أنت لا أحلام شخص آخر، وأن تعمل ما تحب، وأن يكون لك عمل خاص يحقق لك تلك الأحلام.