رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإفتاء: داعش بعد معركة الباغوز سيتحول إلى حرب العصابات

جريدة الدستور

قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية إنه وفي إطار- المؤشر الأسبوعي للعمليات الإرهابية- قد تم خلال الأسبوع الثالث من مارس الجاري رصد تراجع العمليات الإرهابية بواقع (16) عملية إرهابية استهدفت (9) دولة أوقعت (176) ما بين قتل وجريح.

وأوضح المرصد تباعًا أن تراجع عدد العمليات الإرهابية خلال الأسبوع لا يعني تراجع خطورة الجماعات الإرهابية، بل شهد الأسبوع عدة هجمات موسعة ضد قوات الأمن أسقطت المزيد من الضحايا، حيث شهدت أفغانستان عدة هجمات مكثفة من قِبل حركة طالبان شمال البلاد السبت الماضي أسقطت أكثر من 22 جنديًّا أفغانيًّا، بينما نفَّذ تنظيم القاعدة في غرب أفريقيا هجومًا مماثلًا على معسكر "ديورا" بمالي أوقع ما يقارب 21 من عناصر الجيش المالي.

تابع المرصد بأن المؤشر الأسبوعي كشف عن أن العمليات الإرهابية استهدفت (9) دول هي: (أفغانستان، العراق، النيجر، باكستان، بريطانيا، سوريا، مالي، نيجيريا، هولندا) فيما احتلت أفغانستان المركز الأول على قائمة الدول الأكثر استهدافًا من قِبل الجماعات الإرهابية خلال الأسبوع بواقع (4) عمليات تلاها العراق بواقع (3) هجمات ثم نيجيريا وباكستان بواقع هجومين، فيما شهدت بقية الدول هجومًا واحدًا.

ولفت المؤشر الأسبوعي الانتباه إلى أن استمرار العمليات الإرهابية في أفغانستان يتزامن مع استمرار مفاوضات حركة طالبان مع السلطات الأمريكية لإقرار السلام بكابول، كما تزامنت مع احتفالات النيروز، أما استمرار العمليات الإرهابية في العراق فيتزامن مع هزيمة داعش في سوريا بالباغوز وإعلان السلطات الأمريكية انتهاء سيطرة داعش بسوريا.

بيَّن المرصد أن المؤشر الأسبوعي كشف عن تنامي نشاط خمس جماعات إرهابية خلال الأسبوع على قائمة الجماعات الأكثر تنفيذًا للعمليات الإرهابية وهي: (داعش، طالبان، بوكو حرام، القاعدة بغرب أفريقيا، جبهة تحرير بلوشستان)، كما شهد الأسبوع تنفيذ هجومين من قِبل عناصر فردية وذلك في أوروبا، كما شهدت أفغانستان هجومًا ما زال منفذه مجهولًا وذلك يوم السبت الماضي بكابول.

أوضح المرصد أنه بالرغم من إعلان هزيمة داعش النهائية في سوريا وطرده من آخر معاقله بالباغوز السورية نهاية الأسبوع الماضي، إلا أنه ما زال يمثل التنظيم الأكثر تنفيذًا للعمليات الإرهابية، وذلك بواقع (5) هجمات موزعة على: (3) هجمات في العراق، (1) هجوم في سوريا، (1) هجوم في أفغانستان، وهو ما يدل على أن تحرير الأرض من قبضة التنظيم لا يعني نهاية عمليات التنظيم بل إنه سيتحول إلى حرب العصابات وهي الأكثر دموية من حيث فوضويتها وعشوائيتها، وبالتالي مواجهتها تكون أصعب من تلك التي تدور حول ميدان معين.

أوضح المؤشر الأسبوعي أيضًا أن طالبان تسعى إلى مزيد من الضغط على القوات الأمريكية والأفغانية من أجل تحسين مكاسب المفاوضات التي تجريها مع الولايات المتحدة؛ لذلك ما زالت عملياتها مستمرة حيث احتلت المركز الثاني بواقع (3) هجمات خلال الأسبوع موزعة على هجومين بأفغانستان وهجوم آخر بباكستان. وهو نفس حجم العمليات المنفذة من قِبل تنظيم بوكو حرام، حيث نفذ التنظيم هجومين في نيجيريا وآخر في النيجر. بينما نفذت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الموالية للقاعدة هجومًا ضد القوات المالية، كما نفذت جبهة تحرير بلوشتسان هجومًا على مسار قطار بالإقليم يوم الأحد الماضي.

واختتم المرصد محذرًا من خطورة تنامي نشاط الجماعات الإرهابية وتوزيعه على مناطق جغرافية متعددة، بهدف تشتيت الجهود الدولية والإقليمية الساعية لتقويض نفوذ ومصادر تمويل تلك الجماعات، وتابع المرصد تأكيده على خطورة تنامي الإرهاب العابر للحدود حيث يلاحظ المؤشر الأسبوعي تزايد عدد الهجمات العابرة للحدود خاصة في أفريقيا، داعيًا المجتمع الدولي والإقليمي للتكاتف والتنسيق المشترك لحماية الحدود وتجفيف منابع تمويل تلك الجماعات.