رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"العلامة 91".. أزمة لسرقة طابا وضعها "شارون" وكشفها جنديان بالصاعقة

جريدة الدستور

كان الفريق العسكري المصري يتحرك في منطقة ترسيم الحدود بين مصر والكيان الإسرائيلي ويراجعها بطائرات الهليكوبتر الإسرائيلية أو بالعربات الخاصة بهم، لكن عند الانتهاء من تحديد "العلامة 90" طلب الفريق الصعود للعلامة 91، فأبلغهم الإسرائيليون أن الهليكوبتر لن تستطيع الهبوط فوق الجبل فطلبوا سيارة نصف جنزير فقيل لهم الساعة الآن 5 مساءً، ولديهم تعليمات بعدم التحرك والرجوع فصمم أعضاء الفريق المصري على المعاينة.

ويروي كتاب "سيناء أرض المقدس والمحرم"، أن الفريق المصري المكون من: "اللواء محسن حمدي، واللواء عبدالفتاح محسن مدير إدارة المساحة العسكرية، ومصور، وجنديان من الصاعقة"، صعدوا على أقدامهم لكنهم لم يجدوا العلامة 91 وإنما وجدوا آثار القاعدة الحجرية بدون العمود الحديدي وقال الإسرائيليون إن مكان العلامة في الوادي.

وقتها قدم أعضاء الوفد الإسرائيلي صورة مفبركة لشخص يدعى شالوم بتاريخ عام 1900 ميلادية، رغم أن إسرائيل لم تكن موجودة وقتها، وقالوا هذا شجر الدوم وعمود التلغراف وبئر المياه التي ذكرها الوفد المصري كعلامات إرشادية عن الموقع، وأثناء وجود الفريق بالأعلى وجدوا مخرا للسيول شديد الوعورة فنزل جنديا الصاعقة المصرية داخله، واستغرقا 20 دقيقة ثم صعدا حاملين العمود الحديدي وطوله متران وعرضه 15 سم ووزنه ما بين 60 – 70 كجم ومكتوب عليه رقم 91 فسجلوه بالصور واستخدم فيما بعد في المحكمة.

بدأت الأزمة بوجود خلاف في الانسحاب من منطقة اسمها وادي طابا، وكان وزير الدفاع أرئيل شارون هو الذي أعطى تعليماته لطاقم المساحة الإسرائيلي بتدمير وتغيير مكان "العلامة 91" حتى يخلق مشكلة تعطل الانسحاب خلف خط الحدود طبقا للمعاهدة ما دام لم يتم تحديد خط الحدود، وهذا كان غير مقبول في العرف المصري إطلاقا، والشعب المصري كان ينتظر 25 إبريل لانسحاب إسرائيل من كامل سيناء بفارغ الصبر، فرفض الفريق المصري رفضا باتا وصمم على تنفيذ الانسحاب في موعده، واستمر الخلاف محتدما حول العلامة 91 وكان 25 إبرايل من عام 1982 م يتبقي له 3 أيام.

توسطت أمريكا في الأزمة واتفقت مع الجانب المصري على صياغة ورقة أطلق عليها فيما بعد ورقة 25 التي تشمل الحل بين الطرفين، بأن يقف الطرف الإسرائيلي عند الخط الذي تدعيه مصر وتحال القضية إلى التحكيم استنادا إلى المادة 7 من معاهدة السلام ووافق الجانب الإسرائيلي وتم الانسحاب في 25 إبريل، وفي 19 مارس 1989 كان الاحتفال التاريخي برفع علم مصر معلنًا السيادة على طابا وإثبات حق مصر في أرضها.