رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الجارديان": قطر تدعم ميليشيات ليبيا.. ومصر والإمارات يدعمان "حفتر" لمواجهة الإخوان

جريدة الدستور

قالت صحفة "الجارديان" البريطانية، إن العملية العسكرية الكبيرة التي أطلقها قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، في الجنوب الغربي الليبي، ضاعفت قوته وتأثيره بما يمكنه - من خلال الدعم الدولي - لإملاء شروط التسوية السياسية الليبية المستقبلية، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وأوضحت "الجارديان" أنه بدخول قوات الجيش الليبي إلى منطقة فزان، فإنه تمكن بذلك من إعادة السيطرة على ثلثي البلاد ومعظم المعابر الحدودية والعديد من المنشآت النفطية الرئيسية، بما في ذلك حقول النفط الكبيرة في حوض مرزوق.

وأشار التقرير البريطاني، إلى لقاء كل من؛ قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، في أبو ظبي في 27 فبراير الماضي، لافتة إلى أنه من المحتمل أن يلتقيان مرة أخرى الأسبوع المقبل، وذلك في إطار محاولة جديدة لكسر الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات والتي تركت البلاد فريسة للميليشيات، كما أشارت الصحيفة إلى أن تدهور الوضع في ليبيا حمل تداعيات هائلة على سياسات الهجرة في أوروبا.

ونوهت "الجارديان" إلى أن اجتماع فبراير الماضي، الذي حضرته البعثة الخاصة للأمم المتحدة، أدى إلى التزام علني غامض بإجراء انتخابات ديمقراطية هذا العام، إلا أنه لم يتم تحديد موعد هذه الانتخابات، كما أدى ذلك إلى رفع الحظر المفروض على إنتاج النفط في حقل الشرارة النفطي، أكبر حقل في ليبيا.

فيما قال السراج - وفقًا لما ذكراه الصحيفة - إنه تم الاتفاق مع حفتر، على إجراء انتخابات هذا العام، والعمل على التوصل إلى تسوية مدنية، كما تم التعهد في الصيف الماضي بإجراء الانتخابات بحلول شهر ديسمبر، لكن الموعد النهائي لم يتم الالتزام به، ويرجع ذلك إلى الخلافات حول تسلسل الانتخابات، بما في ذلك الاستفتاء على الدستور.

كما تم تأجيل خطط المبعوث الخاص للأمم المتحدة غسان سلامة، لعقد مشاورات وطنية أو مؤتمر وطني قبل الانتخابات.

ونوه التقرير البريطاني إلى الزيارة الأخيرة التي أجراها خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى لليبيا، والمعارض القوي لخليفة حفتر، إلى الدوحة للتشاور مع أمير قطر، كما ذكر التقرير أن قطر تدعم الميليشيات في الغرب، بينما تدعم مصر والإمارات وفرنسا سياسات حفتر لمواجهة سياسة جماعة الإخوان.

وأوضحت "الجارديان"، أنه من دلائل قلق "السراج" في نهاية الأحداث، خفض رتبة رئيس أركانه السابق عبد الرحمن الطويل، وإنهاء خدمته العسكرية، إذ تم إقالته بعد أن بدا ترحيبه بانتصارات حفتر في منطقة فزان.

وفي هذا الصدد، قال السفير البريطاني السابق في ليبيا، بيتر ميليت، إن اجتماع أبو ظبي بين سراج وحفتر يجب أن يُنظر إليه على أنه جزء من جهود غسان سلامة، لإحياء العملية السياسية في ليبيا، مشيرًا إلى أن المؤتمر الوطني الذي اقترحه المبعوث الأممي ما زال هو الخيار الوحيد المتاح.

وأضاف "ميليت" إن انتقال حفتر إلى الجنوب يعني أنه يسيطر الآن على غالبية حقول النفط البرية الليبية، وبالتالي يجب أن يكون جزءًا من الحل، لكن يجب أن يخضع للإشراف المدني، إذا أراد أن يكون رئيسًا، لكن ليس هناك سابقة ولا أساس دستوري للانتخابات الرئاسية"

وأوضح الدبلوماسي البريطاني: "يجب أن تتحلى انتخابات هذا العام بالاستعدادات الأمنية والتشريعية والدستورية الضرورية، ويجب أن تضمن توحيد المؤسسات السياسية والاقتصادية والأمنية الليبية، وهذا يتطلب استعدادات دقيقة ومفصلة، وسلامة هو أفضل شخص للقيام بهذه المهمة".

واعتبر أن الذين يعارضون خطط غسان سلامة إما أنهم يحملون أجندات شخصية أو يحاولون الحفاظ على الوضع الراهن من أجل غاياتهم الأنانية، مبينا أن المؤتمر الوطني المقترح يجب أن يمضي قدما وأن ينتج خريطة طريق سياسية واقتصادية وأمنية وطنية حقيقية يخدم الشعب الليبي كافة وليس فصيل معين.