رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استقبال رسمى

جريدة الدستور

بضعة أمتار تفصلنى عن بلوغ المياه العميقة.. بجسد عارٍ وقفتُ على مقدمة القارب مستعدًا.. أخرج البحر ما فى جوفه.. مددت يدى إلى الماء والتقطت بطاقة هوية غير ممزقة، حلة كاملة جافة، وحذاء جلديًا لامعًا.. اكتسيت بسرعة.. بمجرد أن تأكدت من تمام تأنقى المنعكس على صفحة الماء، بدأ الفوران.
حقيقة عارية
فى المتحف الوطنى، أعطيت أحدهم الكاميرا، وطلبت منه أن يلتقط لى صورة..
وبينما كنت واقفًا، بادرنى تمثال يجاورنى هامسًا بسخرية: «ظننتك، حقيقيًا!».
طلب علم
وبينما الناس نيام خرجت حاملًا جثتى.. تعثرتُ كثيرًا حتى وصلت إلى ساحة المقابر.. لم يبدد الظلام السائد إلا مصباح يحمله غراب حطّ على مقربة، طالبًا أن يتعلم.
أقدار مُلونة
نمت مبكرًا ذلك اليوم.. حلمت بمهنةٍ جديدةٍ.. رأيتنى هناك، حيث تتقاطع خطوط القطارات، أتلفت يمينًا ويسارًا.. وبمجرد أن تأكدت من أننى وحدى، أخرجت العدد من الحقيبة المتسخة التى أحملها على ظهرى.. بسرعة غيّرت وبدّلت المسارات.. تحت شجرة قريبة، أورقت وأثمرت فجأة، جلستُ أتبادل التلويح مع مسافرين متهللى الوجوه، يطلون من نوافذ قطارات تصفّر بمرح.
ترضية
لم تواتِ الريح الصياد العجوز فى رحلة العودة.. بمعجزة عاد إلى الشاطئ خالى الوفاض إلا من جسد متهالك وقارب يحتضر.. فى اليوم التالى، جلس على الحافة الصخرية مطأطئ الرأس.. بسرعة انقلبت ملامحه إلى الابتسام، بمجرد أن داعبت سمكات صغيرة قدميه المغمورتين فى الماء.