رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الموت مرّ من هُنا».. «الدستور» تكشف نقص طفايات الحريق بقطارات مصر وانتهاء صلاحيتها (تحقيق)

جريدة الدستور


- رحلة لـ"الدستور" في قطار من رمسيس إلى قليوب تكشف انتهاء صلاحية الطفايات
- الطفايات في القطارات المكيفة.. وعربات الغلابة منتهية الصلاحية
- كارثة يكشفها العمال: "الأمن يشطب تاريخ صلاحية الطفاية ويمده لسنوات"
- مرتادي القطارات يقصون لـ"الدستور" وقائع حريق ساهموا في إخمادها دون طفايات

التاسعة صباحًا داخل محطة السكة الحديد، جرار يصطدم بسرعة شديدة في الصدادات المُخصصة له بنهاية القضبان، تندلع النيران على الفور إثر انفجاره بضجيج مزجع، وتلتهم كل من حولها من المسافرين على الرصيف، أصحاب الأكشاك المجاورة يحاولون إطفاء المحترقين بـ"جرادل" مياه موجودة صُدفة جوارهم، وآخرون يخلعون ملابسهم للإسهام في إخماد النيران التي اشتعلت في أجساد الجميع، منتظرون أن تأتي لهم النجاة على يد رجال المطافىء.

كان المشهد الأبرز الذي تناقلته جميع وسائل الإعلام المحلية والدولية، عن حادث محطة السكة الحديد المصرية، الذي راح ضحيته قرابة 20 مواطنًا تفحموا من النيران، وإصابة نحو 40 آخرون، وانتشرت على الفور الصور والفيديوهات التي وثقت محاولات كثيرة للبعض في إخماد النيران من على الأجساد البريئة، لكن لم يظهر استخدام أحد داخل المحطة طفايات الحريق أو خراطيم المياه التي من المفترض تواجدها، لإسعاف المحترقين حتى تأتي المطافىء.

ذلك كان بداية خيط لـ"الدستور"، تتبعه "معدا التحقيق" ليكشفا في جولة مصورة ومسجلة داخل محطات القطارات الأشهر (الشهداء، الجيزة، شبراء الخيمة، قليوب) نقص أعداد طفايات الحريق في القطارات العادية، وانتهاء صلاحية البعض منها، والتي ربما كانت تنقذ محترقي الحادث، وعبر شهادات خاصة لـ"مرتادي القطارات يوميًا وعمال بتلك المحطات" وثقنا عدم وجود طفايات حريق داخل عربات القطارات خلال رحلتنا من رمسيس إلى قليوب.

- المحطة الأولى (قطارات رمسيس)
البداية كانت من هُنا، داخل محطة السكة الحديد في منطقة رمسيس، والتي كان الدخول إليها عقب ساعات من الحادث عبر باب خلفي وليس الرئيسي، على اليمين بجانب البوابة مباشرة، وجدنا طفاية حريق واحدة يقف أمامها ضباط الأمن، ولكنها تبعد عن القطارات وموقع الحادث مترات كثيرة، وانعدم نهائيًا تواجد طفايات الحريق في تلك الساحة الواسعة التي تسبق أماكن القطارات.

الأمر لم يختلف كثير في جولة "الدستور" داخل أماكن وقوف القطارات وانتظار المسافرين، فلا توجد أي طفايات حريق على أي رصيف أو الأركان المخصصة لها حتى صدادات القطارات بنهاية القضبان كانت خالية تمامًا من تواجد الطفايات، سوى رصيف رقم 6 الذي شهد وقوع الكارثة كانت هناك طفاية واحدة جوار الجرار المتفحم والمتسبب في الحادث.

قُمنا بجولة أيضًا على عدد من القطارات العادية بشكل عشوائي، بلغت نحو 7 قطارات، ثلاثة منهم وجدنا فيهم طفاية حريق واحدة داخل العربة الأولى منها، وخلو باقي العربات حتى أخره من طفايات الحريق، والبعض الآخر انعدم نهائيًا وجود أي طفايات حريق، عدا القطارات المكيفة التي تتخطى أسعار التذاكر بها في بعض الأحيان 50 جنيهًا ولا يقدر على ثمنها البسطاء، فقط حوت داخلها بعض طفايات الحريق.

في وجه قبلي رصدنا وجود طفاية حريق بجانب الرصيف منتهيه الصلاحية منذ شهر يونيو عام 2017، ورغم ذلك موجود داخل المحطة.

أحمد، 30 عامًا، أحد عمال النظافة بالوردية الليلة في محطة سكك حديد مصر، يؤكد أن الجزء المخصص لحجز تذكار القطارات بالمحطة لا يوجد به سوى طفاية واحدة عند الباب الرئيسي، مشيرًا إلى أن المحطة بأكملها لا يوجد بها مكتب خاص بالحماية المدنية أو مكان مخصص للحرائق يحوي طفايات أو خراطيم مياه، وجميع المتواجدون رجال أمن وشرطة ولا يوجد رجال حماية مدنية.

لا توجد طفايات حريق سوى في القطارات المكيفة فقط، بحسب الرجل الذي أوضح أن القطارات العادية بالداخل تضع طفاية واحد في العربة الأولى، خوفًا من أي تفتيش يمر أو عقوبة توقع على السائق أو مسئول المحطة، لكن باقي عربات القطارات حتى نهايته لا يوجد بها بالطبع أي طفايات حريق أو خراطيم مياه قريبة من القطار.

"لو كان فيه طفايات حريق كتير كانوا أنقذوا اللي اتحرقوا"، يقولها "عوف" 50 عامًا، وأحد مرتادي قطارات السكة الحديد يوميًا، لكونه يقطن في محافظة الزقازيق ويعمل بالقاهرة، ويرتاد القطار العادي من محطة السكة الحديد، يكشف أن جميع العربات بالقطارات العادية لا يوجد بها طفايات حريق، ولم يشاهدها من قبل في إحداهم.

يؤكد أنه سبق وكاد أن يقع حريق داخل أحد العربات، بسبب استخدام بعض المسافرين "وابور" جاز متهالك داخله، وبحث الجميع عن طفاية حريق داخل العربة لإطفاء النيران التي اشتعلت في بعض الأقمشة بحوزتهم ولم يجدوا شيئا؛ فاضطروا إلى إطفائها باستخدام ملابسهم، ولم ينتج عن الحادث أي إصابات بشرية.

- المحطة الثانية (قطارات شبرا الخيمة)مسئولي المحطة يحذفون تاريخ صلاحية الطفاية ويمدونه لسنوات بأقلام فلوماستر
هنا عقب ساعات من الحادث، كانت الحركة طبيعية للغاية، المسافرون يتكدسون على الأرصفة في انتظار القطار القادم، وآخرون على الرصيف الموزاي يتصارعون لركوب القطار الذي دخل المحطة ويمرق سريعًا، لا يعبأ أحد هنا بما حدث داخل محطة السك الحديد، والذي من الممكن تكراره لعدم وجود طفايات حريق داخل محطة قطارات شبرا الخيمة أيضًا.

جولتنا في قطاران مرقا من تلك المحطة، كشفت عدم وجود طفايات حريق في الصناديق الزجاجية المخصصة لها بمقدمة ونهاية عربات القطارات العادية، واتفق ذلك مع رواية "مصطفى" أحد عمال النظافة داخل المحطة، الذي أكد وجود ثلاث طفايات حريق في مكتب الأمن لكنها منتهية الصلاحية، ولم يتم تجديدها أو تعبئتها منذ سنوات عديدة مضت.

لا أحد في تلك المحطة يعلم كيف تعمل تلك الطفايات في حال حدوث حريق، هي فقط موضوعة كديكورات لتنفيذ القانون، بحسب مصطفى، الذي أشار إلى أن تغير الطفايات وتعبئتها من جديد يحدث في حال وقوع حادث أو ماشابه، لكن ما دون ذلك لا يعبأ أحد بها من الأساس.

يوضح: "دي ممكن تكون منتهية الصلاحية من سنين كتير وجوه في المكتب زي ديكور مش أكتر، وبتتغير لما تحصل كارثة خوف من التفتيش، لكن المحطة كلها ماشية على الله سواء القطارات أو الناس".

يكشف عامل المحطة عن كارثة أخرى، وهي قيام أمن ومسئولي المحطة بشطب تاريخ انتهاء صلاحية الطفايات وإمداده لسنوات باستخدام أقلام "فلوماستر"، حتى لا توقع عليهم عقوبة لعدم تعبئتها من جديد.

يضيف: "مفيش طفايات ولو لاقتها هتكون ومنتهية الصلاحية، ومحدش بيستخدمها في إطفاء أي حريق، وأوقات أمن المحطة بيشطب تاريخ صلاحية الطفايات بـ"الفلومستر"، علشان يخدعوا التفتيش بإنها صالحة للاستخدام، إنا شوفت ده قبل كدة بنفسي، ودا سبب وقوع الكوارث".

على أحد أرصفة المحطة، يجلس محمد السيد، 30 عامًا، متكأ على حائط مجاور في انتظار القطار الذي سينقله إلى منزله بالمنوفية، بعد انتهاء عمله كموظف بإحدى الجهات الحكومية بالقاهرة، والتي يرتاد لأجلها يوميًا القطار من منوف إلى محطة شبرا الخيمة.

يؤكد الرجل من خلال تلك الرحلة اليومية التي يقوم بها على مدار سنوات مضت، عدم وجود أي طفايات حريق داخل عربات القطار العادية، يقول: "القطر مش قادر يمشي ولا يدخل المحطة ومتهالك ولا فيه صيانة دورية ولا تفتيش عليه، هيبقى فيه طفايات حريق؟".

يضيف: "اسأل كل الناس اللي على الرصيف، بنركب القطر كل يوم، لا عمرنا شوفنا طفاية حريق، ولا بخابة ميه حتى، ومفيش أي معيار سلامة مهنية مطبق في قطارات الغلابة، ولو لاقتها ممكن في عربية وسط 10 قطارات، وهتلاقيها داخل علبة حديد مش هتعرف تفتحها أو تستخدمها.. خليها على الله".

القطارات المكيفة فقط هي من تحوي طفايات حريق، بحسب تأكيد الرجل، الذي كان شاهدًا على بعض الحرائق الطفيفة التي تصيب القطارات ولم ينشر عنها الإعلام، كان المواطنون هم من يقومون بإطفائها وليس طفايات الحريق.

يختتم: "في قطارات الغلابة مش هتلاقي اهتمام ولا آمان، عشان كدة الأغنياء بيركبوا قطارات الـVIP، لكن الموظف والمواطن الغلبان لازم يركب القطر العادي، وممكن يحصل حريق وميلاقيش اللي يطفيه زي اللي حصل في محطة مصر".

يتردد محمد، 40 عامًا، على محافظة القاهرة مستقلًا القطار العادي من مدينة الزقازيق، منذ 15 عامًا ولم ير في يومًا وجود طفايات حريق داخل عربات القطار، فيجلس على الرصيف الموازي بصحبة أسرته منتظرًا القطار الذي سينقلهم إلى الشرقية في نفس يوم الحادث، غير مهتمًا بوجود طفاية حريق ربما تكون سببًا في إنقاذهم وقت اندلاع الحرائق.

يقول: "من يوم ما تجوزت وأنا بروح وأجي دايمًا في القطر العادي، من الشرقية للقاهرة والعكس، عمري ما شوفت طفاية حريق لا جوه القطر ولا المحطة، ولو موجودة هتكون بايظة ومنتهية الصلاحية، وحاطينها ديكور والتراب معشش جواها".

يستدل الرجل على عدم وجود طفايات حريق، وانتهاء صلاحية المتواجد منها، على حريق حدث في أحد المرات أثناء ذهابه وإيابه في القطار، ولم يجد المواطنون أي طفاية تغيثهم ولم يستخدمها حتى المسئولون وقاموا بإطفاء الحريق بـ"جرادل" المياه: "لو موجودة كانت ظهرت في حادثة السكة الحديد وأنقذت ناس لكن مفيش"، يقولها "محمد".

يقص حادث آخر كان شاهدًا عيان عليه قائلًا: "حصل حادث من كام شهر وأنا في طريقي للقاهرة، وشوفنا نار طالعة من كابينة السواق، راح واحد من الركاب نزع فتيل الطفاية وداس على الزرار عشان تطلع المادة اللي بتطفي لاقها مش شغالة، واتفجعنا كلنا إزاي محطوطة وهي منتهيه الصلاحية!".

يختتم: "قطارات الأغنياء بس هي اللي فيها طفايات لكن الغلابة مفيش أي وسائل أمان، القطر نفسه من غير أبواب ولا طفايات، يعني يا تقع يا تتحرق جواه ومتلاقيش اللي يطفيك، مفيش اهتمام ولا صيانة أي حاجة".

- المحطة الثالثة (قطارات الجيزة)
الطفايات في المكيف.. وقطارات الغلابة منتهيه الصلاحية
لا تسع محطة الجيزة سوى لقطارين فقط، إحداهم يذهب إلى الجيزة والمنيا ومحافظات الصعيد، والآخر يعود منها إلى القاهرة. على طول القضبان والأرصفة التي تحمل المسافرين انتظارًا للقطار القادم لا يوجد أي طفايات حريق، سواء في الأركان أو الجوانب، أو الحوائط المخصصة لها، بحسب الجولة المصورة التي قامت بها "الدستور" هناك.

أيدنا في جولتنا، عامل نظافة بالمحطة يدعى "جابر" 58 عامًا، والذي يعمل هنا منذ 15 عامًا، فيؤكد أن المحطة تعتبر هنا صغيرة لا يوجد مكان بها سوى لقطارين فقط يمرقان سريعًا، لا تقارن بسكك حديد مصر التي تعج بالقطارات، بالتالي لا يوجد بها طفايات حريق أو خراطيم مياه.

يشير إلى أن عدم الاهتمام بها يعود إلى عدم اكتظاظها بالقطارات، فلا يوجد انتظار هنا للعربات سوى لثوان معدودة ينزل الركاب ويصعد المسافرين خلالها، فلا تحتاج إلى وجود طفايات حريق بها.

"صالح" 46 عامًا، عامل آخر يجلس على نفس الرصيف، يوضح أنهم يعتمدون على جرادل المياه الموضوعة أسفل كراسي انتظار المسافرين، في حال حدوث حريق أو ما شبه، وهو أمر غير متكرر في تلك المحطة الصغيرة.

مرتادي القطار من تلك المحطة، كان لهم رأيًا آخر، فيقول "عيسى" 40 عامًا، مسافر إلى المنيا، إن العربات نفسها لا يوجد بها طفايات حريق، مشيرًا إلى أن الصناديق الزجاجية المخصصة لها فارغة، أو مكسورة ومنزوع منها الطفاية لا يعلم لماذا.

يوضح أن القطار العادي الذي لا يتعد سعره 10 جنيهًا، لا يحوي بالطبع أي طفايات حريق، أما القطارات المكيفة التي تمرق من هنا، في كل مقدمة ونهاية عربة بالقطار توجد طفاية واحدة على الأقل، مختتمًا: "مش معنى أن المحطة صغيرة نسيب الناس تموت، الحادث بيقع في لمح البصر، وممكن في الثواني اللي القطر بيقف فيها هنا تحصل حاجة، محدش كان متوقع اللي حصل في محطة القاهرة".

نادية، 32 عامًا، أحد مرتادي قطارات الجيزة منيا، كانت شاهدة على واقعة حريق حدث في القطار حين سافرت إلى تلك المحافظة تقول: "كنت مسافرة بالقطر لحد المنيا، قبل ما نوصل تيل الفرامل ولع، وكنت في أول عربية شمينا ريحة الحريق".

تضيف: "السواق وقف القطر 5 دقايق وبعدها مشي وإحنا شامين ريحة الحريق لغاية ما وصلنا، ومفيش حد استخدم أي طفاية حريق، والسواق مشي كأن مفيش ريحة، وكنا بنتشاهد من الرعب".

- شروط طفايات الحريق داخل السكة الحديد
بحسب الموقع الرسمي لهيئة السكة لحديد، فإنه في كل محطة قطار يجب بالتنسيق مع أقرب إدارة، أو مركز للدفاع المدني، لتكون مسئولة عن كل حريق يقع في تلك المحطة، وضرورة وجود طفايات حريق داخل عربات القطارات بالداخل.

وفي الخارح توضع على الحوائط وفي الأركان لتكون ظاهرة للعين، مع مراعاة ألا تزيد المسافة بين أي طفاية، وأخرى على (30) مترًا، كما يجب تجهيز كافة أرجاء المحطة بشبكة أنابيب لمياه الإطفاء يركب عليها بكرات خراطيم طولها من (20-30) مترًا، وقطر من (1- إلى 1.5)، بوصة تُغذى من مصدر مياه تحت ضغط مناسب على أن تخصص بكرة بخرطوم لكل مسافة 300 متر مربع من الموقع.

ومن الشروط أيضًا تزويد المحطة بأجهزة الإنذار التلقائي ضد الحريق، وأن توصل هذه الأجهزة بلوحة مركزية تصدر إشارة مسموعة عند تشغيل أي كاشف للحرارة، أو كاشف للدخان في المحطة، كما تصدر إشارة ضوئية تحدد مكان الكاشف الذي انطلق.

وسبق وأعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء خلال عام 2018 الماضي، أن أعداد حوادث الحريق بلغت 45.697 حادث حريق، منها ما شبت بوسائل المواصلات، والتي بلغ عددها 2441 حادثًا بنسبة 5.3% من إجمالي حوادث الحريق.

وأكد "الإحصاء" أن عدد حوادث القطارات خلال الـ14 سنة الأخيرة، نحو 16.174 ألف حادث، بلغ متوسط معدل حوادث القطارات بالنسبة لعدد السكان 0.1% لكل 1000 من السكان.

وبحسب "الإحصاء"، فيرتاد قطارات السكة الحديد يوميًا ما يقرب 1.4 مليون راكب، يقوم بخدمتهم 86000 عامل بسكك حديد مصر، والتي تحوي 27 قطارًا، يمرون على 820 محطة ما بين محطات رئيسة وأخرى مراكز.
- حرائق وطفايات منتهية الصلاحية
الوقائع السابقة أيضًا تؤكد على وجود قصور جم في طفايات الحريق داخل القطارات، فقد سبق ونشب حريق على متن قطار القاهرة – أسوان رقم 981، وحاول المواطنون إخماده باستخدام وسائل بدائية، والتقط مواطن على متن القطار صورة لطفاية الحريق منتهية الصلاحية.

وفي حادث قطار العياط الشهير الذي وقع خلال أغسطس عام 2018 الماضي، حين اندلع حريق هائل في قطار ركاب رقم 160، أثناء رحلته في العياط، وقام الركاب بالقفز من نوافذ القطار، خوفًا من الحريق، ووجد بعدها طفايات حريق منتهية الصلاحية داخل العربة.

وفي ديسمبر من العام ذاته، اندلع حريق في القطار رقم 1203، كان متوجهًا من القاهرة إلى الإسكندرية بمحطة قطارات بنها، وظلت العربة الأولى منه مشتعلة لعدم وجود طفايات حريق حتى جاء رجال الحماية المدنية بالقليوبية واستطاعوا السيطرة عليها.

وفي يناير الماضي، شب حريق في جرار قطار القاهرة – المنصورة بمحطة قليوب، وتم استبداله بآخر، وتمكنت وقتها الحماية المدنية في إطفاؤه لعدم وجود أي طفايا حريق داخل المحطة.

كذلك، كان قطار محطة السكة الحديد بكفر الزيات بمحافظة الغربية، اندلع به حريق في عربة بقطار "بورسعيد - الإسكندرية" رقم 591 ما أدى إلى هروب المواطنين من آخر 3 عربات بالقطار، تم الدفع بسيارات الحماية للسيطرة على النيران، لعدم وجود طفايات حريق.

- خبير أمن صناعي: "طفايات الحريق وسلالم الطوارىء المنقذ الأول"
يشدد الدكتور هاني عبد العال، استشاري السلامة والصحة المهنية بالجامعة الأمريكية، على أهمية وجود طفايات حريق داخل كل عربات القطارات ومحطات السكة الحديد ومترو الأنفاق، لكونها ليست وسائل مواصلات عادية، ولكن تتعرض لحوادث مروعة تحتاج لمثل تلك الوسائل.

"عبد العال" يوضح ضرورة وجود إرشادات على تلك الطفايات حتى يستطيع أن يستخدمها المواطن العادي، وأيضًا إشارات على أماكن تواجدها حتى يحفظها عن ظهر قلب بالذهاب والإياب، ويسترجع ذلك وقت الحادث.

لا بد من وجود سلالم طوارىء في أي مكان يضم من أكثر من 500 شخص، لأن التكدس والكر والفر قد يؤذي البعض ولا ينقذ البعض الآخر، يقولها خبير السلامة المهنية، مشيرًا إلى ضرورة وجود أماكن إنقاذ لتجمع المواطنون وقت الحادث في المكان حتى يأتي رجال الحماية المدنية.