رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأغبياء أخطر من العملاء



كلما طالعت مواقع التواصل الاجتماعى عقب أى عمل إرهابى، أو حادث كبير يسقط فيه العشرات، سواءً بيد «إخوان الشيطان» أو عملائهم وذئابهم المنفردة، تذكرت مقولة تُنسب إلى الشيخ محمد الغزالى وهى أنه «ليس من الضرورى أن تكون عميلًا لتخدم عدوك، يكفى أن تكون غبيًا».
ففور وقوع هذه الحوادث وسقوط الضحايا، يسارع الكثير من هؤلاء، بنشر صور الدماء والضحايا والخسائر الكبيرة، دون أن يدركوا أنهم بهذا الأسلوب يخدمون الخونة والعملاء، ويتحولون إلى معاول هدم، تزيد من إحساس الإرهابيين بنجاح أهدافهم الشيطانية، التى تستهدف تحطيم معنويات الناس، قبل مؤسساتهم ومساجدهم وكنائسهم.. أما الطامة الكبرى التى صرنا نراها مؤخرًا فهى نشر أسماء وصور المصابين والشهداء من أبناء القوات المسلحة والشرطة عقب كل عملية إرهابية، على مواقع التواصل الاجتماعى ودون انتظار البيانات الرسمية، بينما تخفى العديد من الدول، وعلى رأسها إسرائيل، ضحاياها من الجنود حتى لا تمنح أعداءها نشوة النصر.
أعترف أننى لم أعد مشغولًا بتفسير أن مصر مستهدفة من أعداء كثيرين، بعد صمودها فى وجه مؤامرة الربيع الأسود، وبعد نجاحها الكبير فى إعادة تدوير عجلات البناء والعمران والإصلاح الاقتصادى بأقصى سرعة ممكنة، لم أعد منشغلًا بأن أفسر ذلك لمن لايراه، لأنه بالنسبة لى شخص يعانى من خلل فى الرؤية أو الإدراك أو فى قواه العقلية، لسنا فى حاجة لأن نشرح للناس أن مصر تتعرض لمحاولات مستميتة لإعادتها إلى المربع الأول فى سيناريو الهدم والتقسيم الذى كان مخططًا أن يبدأ فى ٢٠١١، ولن أقول إن ما يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسى ورجاله يحرق قلوب دول كبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، ودول متوسطة كتركيا، وأخرى لا ترى على الخارطة مثل دويلة قطر.
وكلنا نعلم أن لهذه الدول عملاء وأذنابًا تتحرك كالأفاعى وسطنا، وتنتظر اللحظة المناسبة لتنشب مخالبها فى شراييننا، لأننا نؤمن ببلدنا ومستعدون للموت من أجله، ومؤمنون بقيادتنا لأننا نرى فى كل يوم برهانًا صادقًا على أنها تدفعنا بقوة نحو المستقبل الذى يليق بمصر.. وأننا نحظى باحترام أكبر الدول-حتى التى تتربص بنا- وليس هناك دليل أكبر على ذلك من هذا التجمع الكبير لزعماء أوروبا والعالم العربى على أرض شرم الشيخ منذ أيام.
لقد جاءت تيريزا ماى ولعبت البلياردو بأمان والتقت بأريحية قادة أوروبا لمناقشة تأجيل «البريكست» أو الخروج من الاتحاد الأوروبى، رغم أنها ما زالت تحظر سفر مواطنيها إلى شرم الشيخ، ورغم أن هيئة الإذاعة البريطانية بشقيها المرئى والمسموع تحاول إهالة التراب على ما تقوم به مصر وما تحققه من إنجازات عقب ثورة ٣٠ يونيو، ونحن نتقبل كل هذا لأننا نثق فى بلدنا وندرك أن كل سهام المتربصين وعملائهم سوف تتكسرعلى صخرة الإرادة المصرية.
أنا- ومعى عشرات الملايين من المصريين- لا نخشى على مصر من غدر الغادرين ولا من مؤامرات إخوان الشيطان، وإعلامهم المسعور الذى يؤكد كل يوم أن الكذب والتزوير دينهم وعقيدتهم، وأن شياطينهم الهاربين إلى الدوحة وإسطنبول ولندن وواشنطن، مستعدون للعودة على سفن تبحر فى أنهار من دماء المصريين.. لا أخشى هذا، ولكنى أخشى ويثير غضبى هؤلاء الأغبياء الذين يتحولون إلى أبواق للعملاء، يرددون شائعاتهم وافتراءاتهم وينشرون صورًا للخراب والموت والدماء التى تخلفها عملياتهم الشيطانية.
اللهم أعنا على أغبيائنا.. أما أعداؤنا فنحن كفيلون بهم.