رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فتونة الجميلات.. بنات الرياضات العنيفة والمهن الصعبة: «الأنوثة فى العضلات»

خلود عصام
خلود عصام

ليست الأنوثة حكرًا على صاحبات القوام الرشيق، أو العيون الملونة، أو الأصوات الناعمة، بل هى مجموعة من السمات التى ما إن تجتمع فى صاحبتها، تكسبها مظهرًا وجوهرًا جاذبًا ومميزًا.
من ذلك المنطلق، رفعت مجموعة من الفتيات العاملات فى مهن صعبة، أو الممارسات لرياضات عنيفة، شعار «أنوثتنا بجانب قوتنا»، إذ لم تمنعهن ألعاب القوى أو العمل الشاق، من المظهر الجميل، والمشاعر الحانية، وإحداث التوازن الذى يمنحهن الأنوثة والجاذبية.
خلود بطلة القوى البدنية: «مش لاقية لغاية دلوقتى راجل أرجل منى»
«حنين، يقدر شغلى، مش بتاع أمه، ومُحب لممارسة الرياضة».. صفات حلمت بها خلود عصام، لاعبة القوة البدنية الحاصلة على عدة جوائزة فى رياضة كمال الأجسام، فى شريك حياتها المقبل.
تعرضت «خلود» لانتقادات عديدة من أصدقائها وأهلها، متهمين إياها بـ«تطفيش العرسان»، بسبب الرياضة العنيفة التى تمارسها: «تقدم لى العديد من العرسان، وأنا ضد من يقول إنى لست مع الزواج وتكوين أسرة، فكل فتاة تحلم بتكوين الأسرة الصغيرة والعمل على تربية أطفالها على أكمل وجه، حتى يكونوا صالحين فى المجتمع، لكن أرغب فى تكوين عائلة مختلفة غير تقليدية، تحب ممارسة الرياضة من أول الزوج حتى الأولاد، لكن للأسف، مش لاقية راجل لغاية دلوقتى أرجل منى، فأنا فى انتظار رجل بكل بمعنى الكلمة».
وعن رياضة القوة البدنية، تقول: «خُضت العديد من المسابقات، آخرها كان بداية العام الماضى، وهى بطولة العرب، نافست فيها ٤ دول عربية، وأحرزت المركز الأول»، نافية أن تكون الرياضة تؤثر سلبًا على الأنوثة.

لينا لاعبة كاراتيه: ما زلت أنثى.. وتقدمت لـ«ملكة الأناقة»
تؤمن لينا إيهاب، لاعبة الكاراتيه، بمقولة «العقل السليم فى الجسم السليم»، ومن ثم فهى تحرص على تنظيم مواعيدها، والحفاظ على جسدها متناسقًا، إلى جانب تناول الطعام الصحى.
«لينا»، البالغة من العمر 23 عامًا، تكشف عن أن زوجها يشجعها طوال الوقت على عدم ترك الرياضة، ويدفعها دائمًا للذهاب بشكل منتظم إلى صالة الألعاب الرياضية «الجيم». وتقدمت «لينا» للمشاركة فى مسابقة ملكة الأناقة هذا العام: «شعرت بضرورة إبراز فكرة أن المرأة التى تمارس رياضة عنيفة، هى فى النهاية أنثى، وممارستها اللعبة لا تنفى أنوثتها ورشاقتها وجاذبيتها». وتمنت أن تحصد اللقب فى المسابقة، والذى تعتبره أول أهدافها، إلى جانب تفعيل الألعاب الرياضية غير المشهورة، ناصحة كل الفتيات فى عمرها، بألا يقفوا عند حد التعليم والدراسة فقط، بل الاشتراك فى الأنشطة التى يحببنها.
المصارعة فاطمة: «قالوا إنى هاتحول لدكر وهزمتهم»
تلقت فاطمة عطا، ١٨ عامًا، التى تعد من أصغر لاعبات المصارعة، تحذيرات من تحولها لـ«ذكر»، بعد اكتسابها الكثير من صفات الرجال. حطمت «فاطمة» تلك المزاعم على صخرة نجاحها: «قالولى إنتِ بنت، وإذا اتجهتِ لتلك الألعاب القتالية الصعبة ستكتسبين صفات رجولية، لكن رديت على كل من أحبطنى بالوصول لحلمى، وحققت بطولات فى المصارعة، وألعاب القوة، وقلت لهم إنى سأسير تجاه حلمى ولن أتركه».
وأضافت أنها بدأت فى إقناع أسرتها، التى غلبها الخوف عليها، بأهمية اللعبة، وبفكرة أن ممارستها ضرورة للدفاع عن النفس، وأنه من الممكن توظيفها فى صناعة جسد سليم وأنيق، إلى أن وافقوا، واستمرت فى طريقها، وتميزت أكثر حينما اتجهت للكونغ فو ثم الملاكمة. وعن الانتقادات التى تتعرض لها: «أتعرض لانتقادات كثيرة، فهناك أشخاص يعلقون على مظهرى، وطريقة كلامى، ويدّعون أننى أصبحت مثل الأولاد». وحصدت «فاطمة» بطولة العالم، و٧ بطولات على مستوى الجمهورية فى المصارعة.

سومية لحّام تحت الماء: جهزت سفنًا وخطوط أنابيب وكابلات إنترنت
اعتبرت سومية زيدان، أول مدربة مصرية فى مجال الغطس التجارى واللحام تحت الماء، النظام والحب سر نجاحها فى الجمع بين المهنة الصعبة ورعاية المنزل.
وتحكى «سومية»، التى تخرجت من كلية تكنولوچيا هندسة التبريد والتكييف، وعشقت مجال اللحام تحت الماء، والتحقت بأكاديمية وورشة لتعلم المهنة، أن زوجها كان أحد أسباب نجاحها: «وجوده بجانبى سهل الكثير من الصعوبات، والآن أنجح فى إحداث التوازن بين عملى بمدينة الغردقة، ورعاية منزلى وزوجى وابنى».
وواجهت «سومية» صعوبات فرضتها المهنة، من تجهيزات رفع السفن، ومواسير البترول، وكابلات الإنترنت، وغيرها من المعادن التى تمر بين الدول تحت البحار والمحيطات، فكان السبيل الوحيد هو أن يتم لحامها جميعها تحت الماء.
وعن نظرة زملائها إليها: «الوكلاء والشركات ينظرون لى على أننى فتاة، لا تستطيع فعل كل شىء، ومعتقداتهم الخاطئة تفوت على الكثير من الفرص التى تعطى للرجال من العاملين فى تلك المهنة».
وردًا على فكرة أن المهن التى بها قوة تغير طبيعة المرأة، تقول: «الله خلق المرأة معطاءة ومُحبة، أنا متزوجه من سنتين، ولدىّ أسرة صغيرة، وتعرفت على زوجى خلال عملى، فهو مدرب غوص تجارى وسياحى، ولدىّ ابنى حمزة، عمره عام ونصف العام، فى النهاية، مهنتى لم تمنع أنوثتى».
منى فتاة الاسكوتر: وسيلة مواصلاتى.. وأسست أكاديمية لتعليم الفتيات قيادته
اعتبرت منى السهار، ٣٢ عامًا، مهندسة زراعية، «الاسكوتر» الذى تستمتع بركوبه، ابنها وجزءًا من عائلتها، خاصة بعد أن افتتحت أكاديمية لتدريب الفتيات على قيادته.
تحكى «منى» تجربتها مع الاسكوتر: «اشتريته وتعلمت عليه من عام ٢٠١٥، ليس بهدف الترفيه، بل استخدامه كوسيلة مواصلات، فى بادئ الأمر واجهت صعوبة فى إقناع أهلى بأننى على قدر من المسئولية لقيادته، وعدم وجود خطر من قيادته، لكن الأمر استهلك منى الكثير من المجهود لإقناعهم».
وعن افتتاحها أكاديمية لقيادة الاسكوتر: «مع مرور الوقت استطعت أن أفتتح الأكاديمية لتعليم الفتيات قيادته، وأشعر بالمسئولية تجاههن، فالأمر سهل طالما تلتزم بقواعد السلامة والأمان، فالأكاديمية تعلم الفتيات من عمر ١٨ عامًا».
وتنتقد من يرون أن قيادة الفتاة للاسكوتر تقلل من فرص زواجها: «تفكير سطحى، وليس معنى أن الفتاة التى تقود الاسكوتر لن تتزوج، فالرجل يختار الفتاة على حسب طريقة تفكيرها وأسلوبها».