رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطريق يعود إلى الخلف

جريدة الدستور

لماذا لم أكن معهم؟
أقف فى صفوف المتقدمين
إلى معهد للرقص،
وأمتلك يدين صالحتين للتصفيق،
وقدمين تعرفان كيفية الوقوف
لتحية المواكب الرسمية؟
وأطارد الأفكار باهظة التكاليف
من رأسى؟
ليس لدى سوى الغباء والحماقات
منذ فشلت فى حفظ «خلى السلاح صاحى»،
ولماذا أواجه الأشباح فى المرايا،
والعفاريت الخارجة من الحوائط
وأجد فى كل شجرة لصًا
وفوق كل مقعد نبوءة فاسدة؟
أنا مواطن أيضًا
لى رقمى القومى
وشبه عاطل،
ولا أعترف سوى بخيبة أعيش معها
وعبارات أريد تعديلها:
«الثورة نائمة» وهذا أفضل فى وجود الشرطة السرية...
«خلقت لأنحنى» وهذا ما يدفع بالمذيعة إلى تقبيل فمى
وابتسامة زميلها بفرح صاخب.
أنا مواطن شبه بائس...
أهيم فى الشوارع باحثًا عن بقايا الهتافات من يناير،
وأختنق من ارتفاع نسبة الرطوبة
وازدحام الشوارع بلا مبرر
لوجود كل هؤلاء

الغناء على الحافة
كلما صادروا نصَّا
كتبت آخر،
أغلقوا نافذة فتحت جدارًا بأظافرى
ثلاثين عامًا أحمل الجبل على الدرج مرتين،
أنا القاطن قرب السماء
بحكم أننى فى الدور قبل الأخير لا أكثر،
واليوم قلت للشرطى البائس:
أنا بلا جريمة، وهذا مؤسف فى الحقيقة...
وعروس النيل التى وجدت معى،
كنا فى وضع عادى جدًا،
لم نكسر إشارة المرور فى ميدان طلعت حرب،
ولم نمارس ما يريب،
تذكر أننى وحدى
بلا تنظيم سرى
ولست فى حزب يعمل بالمعارضة
والعاطل معظم الوقت،
أمارس السخرية ضدى
من هزائمى فى النرد،
ومولدى ببرج الدلو،
هل تريد أن أقول اسمه الشعبى؟
نعم.. أنا «جردل مان» أصيب بالجفاف،
أيها الموظف الرسمى
هذه بطاقتى...
ألا أبدو لكم كشخص محترم
دون أن أدفع القليل من النقود؟
أعرف أنك تقدر الناس
حسب ما يدفعون،
وترى فى وظيفتك شبكة صياد محنك...
لا يهم سأذهب الآن بلا سحابة أطير فوقها،
فلست مواطنًا من دولة الحواديت،
وسأكتب من جديد
كلماتى السخيفة عن
حب من طرف واحد...
شوارع تأكل جواربى...
عربة فول بانتظار شخص يشبهنى،
أغنى «على حسب وداد قلبى».