رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ابن البلد.. سامح عبدالعزيز: تعاملت مع السجن كسائح.. وأيام الحبس كانت فرصة للتصالح مع الله والحديث معه دون تكلف

جريدة الدستور

ارتكبت خطأً واعترفت به ونلت جزائى وراجعت حياتى كلها وأعدت تقييم تجربتى بشكل شامل
تابعت عددًا من مسلسلات رمضان وسعيد بتراجع ظاهرة «دراما البلطجة»
أنشأت «جروبًا» على «واتس آب» لأسر زملائى من السجناء


تجربة قاسية خاضها المخرج السينمائى سامح عبدالعزيز، مخرج أفلام: كباريه، الفرح، خير وبركة، سوق الجمعة، ومسلسلات: رمضان كريم، مسيو رمضان مبروك أبوالعلمين، عندما أصدرت محكمة جنايات الجيزة، حكمها بحبسه ٣ سنوات، فى فبراير من العام ٢٠١٨، لكن القدر كان رحيمًا بالرجل الذى أنقذه عفو رئاسى من إتمام المدة، فخرج بعد أن قضى عامًا واحدًا بين أربعة جدران، تعامل معها على أنها «لوكيشن» تصوير محتمل لتصوير أحد مشاهد أفلامه. «عبدالعزيز»، الذى تربى فى «القاهرة الشعبية»، صاحب نزعة دينية معتدلة، ومن هنا اعتبر الأمر محنة من الله، وفرصة للتقرب إليه، واكتساب خبرة جديدة، رغم مرارتها كانت ملهمة له. «الدستور» التقته، فى حوار خاص، تحدث فيه عن هذه التجربة، وكيف تغلب على صعوباتها، واستفاد منها، وعرج على خططه المقبلة.

■ ما كواليس الإفراج عنك؟
- الحقيقة لم أكن أتوقع أبدًا أن أخرج بعفو رئاسى، لقد أخبرنى المحامى الخاص بى وبعض المقربين، بأن هناك احتمالًا ضعيفًا لأن يتم إدراج اسمى فى كشوف العفو الرئاسى، وكانت أسرتى تتابع هذا الأمر، بالتنسيق مع الدكتور أشرف زكى، نقيب الممثلين، الذى لم يتخل عنى للحظة، هو والمنتج أحمد السبكى، والمؤلف الكبير مدحت العدل. وأنا على المستوى الشخصى، لم أعرف بقرار العفو والإفراج عنى سوى قبل خروجى بيوم واحد فقط، عندما أخبرونى فى السجن بأننى سأخرج فى اليوم التالى، وكنت فى هذه المرحلة قطعت شوطًا طويلًا فى قبول فكرة السجن، ووطدت علاقات صداقة مع زملائى من المساجين، وقيادات السجن، كانوا عائلتى الجديدة، وبعد أن خرجت لا أزال أشعر بأننى بحاجة لمزيد من الوقت حتى أستعيد توازنى.
■ ما كواليس يوم خروجك، ومَنْ كان فى انتظارك؟
- الحقيقة لم أخبر أى شخص تقريبًا بهذا الأمر باستثناء مدير أعمالى هشام، الذى عرف بالخبر قبل ساعات من خروجى، فجاء ليقلنى بسيارته إلى منزلى، حيث كانت مفاجأة كبيرة وسارة لأبنائى.
■ هل هناك أى وجه للمقارنة بين الرؤية السينمائية للسجون والواقع داخلها؟
- فى بعض الأفلام يتم تناول السجن على أنه مادة للكوميديا، لكن الواقع مختلف تمامًا، وأنا الآن لدىّ الكثير لأحكيه عن هذه التجربة، عندما تكون خلف القضبان محاطًا بسور كبير لا يمكن الخروج منه، تتغير نظرتك للعالم، «ربنا ما يكتبها على حد». تعلمت من هذه التجربة المرونة والتكيف مع أصعب الظروف، وساعدنى على ذلك أننى كنت أتعامل مع التجربة كأننى سائح. لقد كانت فرصة رائعة للتقرب من الله، والتصالح معه، كنت أتحدث إليه دون أى تكلف أو نفاق، «الحمد لله تعلمت من هذه التجربة كتير وبقيت قريب جدًا من ربنا»، وساعدنى فى ذلك نزعتى الدينية المعتدلة.
خرجت من التجربة قريبًا من الله، وقريبًا من نفسى، وراجعت حياتى كلها، وأعدت تقييم تجربتى بشكل شامل.
■ متى استعدت توازنك، وبدأت تتأقلم مع وضعك الجديد داخل السجن؟
- منذ اللحظة الأولى ولله الحمد، «إحنا رجالة وأنا متربى فى مناطق شعبية»، وأعرف كيف أتعامل مع الناس بكل أطيافهم وفئاتهم، حتى أفلامى تقريبًا جزء كبير منها كان يدور فى أجواء الحارة الشعبية، وهذه النشأة جعلتنى أكوّن صداقات كثيرة بشكل سريع داخل السجن، وما زلت محافظًا على هذه الصداقات، وأنشأت «جروبًا» على «واتس آب» لأسر زملائى من المساجين، حتى أتمكن من التواصل معهم وأتعرف على أخبارهم. أتمنى أن نرفع وعى مجتمعنا بطرق معاملة الأشخاص الذين مروا بتجربة السجن، وأكثر شىء كان مفاجئًا لى هو الواقع داخل السجن، حيث يوجد تعامل راقٍ تديره مصلحة السجون مع النزلاء، وعملية إعادة تأهيل رائعة من خلال خبراء التأهيل النفسى، وجلسات النقاش. على أرض الواقع هناك مساجين يؤدون الصلوات، وهناك أوقات كان مسموحًا لنا بالطبخ وصنع الحلويات والغناء، كنت أشعر بأننى فى عالم مختلف وفى حالة حب عجيبة. أكثر لحظة يخشاها أى مسجون هى لحظة خروجه إلى الحياة مرة أخرى، أنا أحد هؤلاء الذين يعرفون صعوبة هذا الشعور.
■ شائعات كثيرة نُسجت حول واقعة القبض عليك، فما تعليقك؟
- كما قلت إنها شائعات، أنا ارتكبت خطأً واعترفت به، ونلت جزائى، وكما سبق وذكرت كنت مذهولًا وكانت صدمة كبيرة بالنسبة لى، لكن استوعبت الأمر وتداركته لاحقًا، ورضيت بقضاء الله.
■ كنت ترفض أن يزورك أى شخص فى أيامك الأولى.. لماذا؟
- رفضت الزيارة لأننى فضلت خوض التجربة دون التأثر بمؤثرات خارجية، «من غير صعبانيات علشان أعرف أعيش وأتأقلم»، كنت أعتقد أننى لو سمحت للناس بزيارتى فأنا أحكم على نفسى بمصير من اثنين، إما الحزن والجنون أو الانتحار. سمحت للمقربين جدًا منى فقط بالزيارة، شقيقتى، وداليا زوجتى الأولى، وهشام مدير أعمالى، والدكتور أشرف زكى، والمنتج أحمد السبكى، والمنتج جمال العدل.
■ قلت إن تجربة السجن غيّرت طريقة تفكيرك تمامًا، كيف ذلك؟
- هناك مقولة نتداولها فى عملية المونتاج، هذه المقولة تنص على أننا «نهتم بالأزمنة القوية ونتخلص من الأزمنة الضعيفة»، وهذا ما أحاول فعله فى حياتى، تخلصت من كل الأمور الثانوية التى لا قيمة لها، وجعلت تركيزى منصبًا بالكامل على الأولويات، وفى السجن اتعلمت كتير، وقرأت القرآن كله أكثر من مرة بالتفسير، وهذا شىء مهم جدًا بالنسبة لى.
■ هل هناك آية محددة كنت تقف عندها طويلًا؟
- القرآن كله مهم للغاية، وكل كلمة لها تعبيراتها القوية وتستحق التدبر والتأمل، لكن هناك آية فى آخر سورة البقرة أحببتها جدًا ووقفت عندها كثيرًا، هى: «رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا، رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا، رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ، وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا، أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ»، كانت هذه الآية تريحنى جدًا، كأنها دواء، وقرأت فى الأدب والرواية والفلسفة، وعلم النفس وعلم الاجتماع، والسياسة والتاريخ، وعن مصر فى العصر المملوكى، كان الوقت طويلًا وكنت بحاجة لشىء يشغلنى.
■ هل تذكر أيًا من أسماء المؤلفين أو الكتب التى قرأتها؟
- كثير من الأسماء والكتب، لا أريد أن أذكر اسمًا وأنسى الآخر، لكن من بين الأسماء التى لا أنساها والتى أثرت فىّ بشدة، واندمجت مع كتاباتهم: نجيب محفوظ، وأحمد خالد توفيق، وأحمد خالد مصطفى، صاحب رواية أرض السافلين.
■ كان لديك مشروع فيلم اسمه «شبر وقبضة»، وللمصادفة كان يتناول تجربة السجن، فإذا استأنفت العمل مرة أخرى هل ستبقى عليه كما كان؟
- مطلقًا، سأهدمه وأعيد بناءه من جديد، لأن التجربة التى مررت بها كانت ثرية جدًا، ومختلفة تمامًا عن الصورة الذهنية التى كانت لدىّ.
■ هناك مثل شعبى يقول «ياما فى الحبس مظاليم» هل أصبحت تؤمن به؟
- لا أريد أن أتورط فى إصدار أحكام مطلقة، لأننى لم أتعامل مع كل المسجونين، ولا أستطيع أن أحكم هل هم مظلومون أم لا؟، لكن فى تقديرى، هناك نسبة حوالى ١٠٪ من الممكن أن نقول إنهم مظلومون، فمن الممكن أن تقودك الظروف إلى السجن دون تخطيط، هناك أشخاص تصادفهم المشكلات والشجار، وفجأة يجدون أنفسهم خلف القضبان، لذلك اعتدت أن أدعو الله بـ«ربنا يكفينا شر المستخبى».
■ قضيت عامًا بعيدًا عن أسرتك، هل تشعر بأنك كنت مقصرًا فى حقهم طوال السنوات الماضية؟
- بالتأكيد شعرت بأننى كنت مقصرًا فى حقهم، خاصة أبنائى لأنى كنت أعطى الشغل كل وقتى تقريبًا، كنت غارقًا فى مكالمات «البيزنس» وعالم «السوشيال ميديا»، لكن الفترة المقبلة ستشهد تغييرًا كبيرًا فى نمط حياتى، سأخصص لأسرتى جزءًا أكبرلأعوضهم عما فات.
■ سمعنا أنك ترفض استئناف العمل حاليًا، هل تعتبرها فترة نقاهة؟
- هذا صحيح، رفضت عددًا من الأعمال التى عرضت علىّ مؤخرًا، أشعر بأننى ما زلت بحاجة للوقت حتى أستعيد توازنى من جديد. أصبحت مؤمنًا بأن الفن رسالة سامية جدًا و«مش هينفع أعمل حاجة كده وخلاص»، وتابعت بعض الأعمال فى الموسم الرمضانى الماضى وكنت سعيدًا بتراجع ظاهرة «دراما البلطجة».
■ كيف تنظر إلى آخر أعمالك السينمائية «سوق الجمعة»؟
- هو أحد أعمالى المميزة التى أفخر بها، وكنت سعيدًا رغم كل شىء بردود الناس الإيجابية، كنت قد أنهيت تصويره تمامًا، لكن القدر لم يمهلنى فرصة حضور العرض الخاص، الحمد لله على كل شىء.




ارتكبت خطأً واعترفت به ونلت جزائى وراجعت حياتى كلها وأعدت تقييم تجربتى بشكل شامل
تابعت عددًا من مسلسلات رمضان وسعيد بتراجع ظاهرة «دراما البلطجة»
أنشأت «جروبًا» على «واتس آب» لأسر زملائى من السجناء


تجربة قاسية خاضها المخرج السينمائى سامح عبدالعزيز، مخرج أفلام: كباريه، الفرح، خير وبركة، سوق الجمعة، ومسلسلات: رمضان كريم، مسيو رمضان مبروك أبوالعلمين، عندما أصدرت محكمة جنايات الجيزة، حكمها بحبسه ٣ سنوات، فى فبراير من العام ٢٠١٨، لكن القدر كان رحيمًا بالرجل الذى أنقذه عفو رئاسى من إتمام المدة، فخرج بعد أن قضى عامًا واحدًا بين أربعة جدران، تعامل معها على أنها «لوكيشن» تصوير محتمل لتصوير أحد مشاهد أفلامه. «عبدالعزيز»، الذى تربى فى «القاهرة الشعبية»، صاحب نزعة دينية معتدلة، ومن هنا اعتبر الأمر محنة من الله، وفرصة للتقرب إليه، واكتساب خبرة جديدة، رغم مرارتها كانت ملهمة له. «الدستور» التقته، فى حوار خاص، تحدث فيه عن هذه التجربة، وكيف تغلب على صعوباتها، واستفاد منها، وعرج على خططه المقبلة.

■ ما كواليس الإفراج عنك؟
- الحقيقة لم أكن أتوقع أبدًا أن أخرج بعفو رئاسى، لقد أخبرنى المحامى الخاص بى وبعض المقربين، بأن هناك احتمالًا ضعيفًا لأن يتم إدراج اسمى فى كشوف العفو الرئاسى، وكانت أسرتى تتابع هذا الأمر، بالتنسيق مع الدكتور أشرف زكى، نقيب الممثلين، الذى لم يتخل عنى للحظة، هو والمنتج أحمد السبكى، والمؤلف الكبير مدحت العدل. وأنا على المستوى الشخصى، لم أعرف بقرار العفو والإفراج عنى سوى قبل خروجى بيوم واحد فقط، عندما أخبرونى فى السجن بأننى سأخرج فى اليوم التالى، وكنت فى هذه المرحلة قطعت شوطًا طويلًا فى قبول فكرة السجن، ووطدت علاقات صداقة مع زملائى من المساجين، وقيادات السجن، كانوا عائلتى الجديدة، وبعد أن خرجت لا أزال أشعر بأننى بحاجة لمزيد من الوقت حتى أستعيد توازنى.
■ ما كواليس يوم خروجك، ومَنْ كان فى انتظارك؟
- الحقيقة لم أخبر أى شخص تقريبًا بهذا الأمر باستثناء مدير أعمالى هشام، الذى عرف بالخبر قبل ساعات من خروجى، فجاء ليقلنى بسيارته إلى منزلى، حيث كانت مفاجأة كبيرة وسارة لأبنائى.


■ هل هناك أى وجه للمقارنة بين الرؤية السينمائية للسجون والواقع داخلها؟
- فى بعض الأفلام يتم تناول السجن على أنه مادة للكوميديا، لكن الواقع مختلف تمامًا، وأنا الآن لدىّ الكثير لأحكيه عن هذه التجربة، عندما تكون خلف القضبان محاطًا بسور كبير لا يمكن الخروج منه، تتغير نظرتك للعالم، «ربنا ما يكتبها على حد». تعلمت من هذه التجربة المرونة والتكيف مع أصعب الظروف، وساعدنى على ذلك أننى كنت أتعامل مع التجربة كأننى سائح. لقد كانت فرصة رائعة للتقرب من الله، والتصالح معه، كنت أتحدث إليه دون أى تكلف أو نفاق، «الحمد لله تعلمت من هذه التجربة كتير وبقيت قريب جدًا من ربنا»، وساعدنى فى ذلك نزعتى الدينية المعتدلة.
خرجت من التجربة قريبًا من الله، وقريبًا من نفسى، وراجعت حياتى كلها، وأعدت تقييم تجربتى بشكل شامل.
■ متى استعدت توازنك، وبدأت تتأقلم مع وضعك الجديد داخل السجن؟
- منذ اللحظة الأولى ولله الحمد، «إحنا رجالة وأنا متربى فى مناطق شعبية»، وأعرف كيف أتعامل مع الناس بكل أطيافهم وفئاتهم، حتى أفلامى تقريبًا جزء كبير منها كان يدور فى أجواء الحارة الشعبية، وهذه النشأة جعلتنى أكوّن صداقات كثيرة بشكل سريع داخل السجن، وما زلت محافظًا على هذه الصداقات، وأنشأت «جروبًا» على «واتس آب» لأسر زملائى من المساجين، حتى أتمكن من التواصل معهم وأتعرف على أخبارهم. أتمنى أن نرفع وعى مجتمعنا بطرق معاملة الأشخاص الذين مروا بتجربة السجن، وأكثر شىء كان مفاجئًا لى هو الواقع داخل السجن، حيث يوجد تعامل راقٍ تديره مصلحة السجون مع النزلاء، وعملية إعادة تأهيل رائعة من خلال خبراء التأهيل النفسى، وجلسات النقاش. على أرض الواقع هناك مساجين يؤدون الصلوات، وهناك أوقات كان مسموحًا لنا بالطبخ وصنع الحلويات والغناء، كنت أشعر بأننى فى عالم مختلف وفى حالة حب عجيبة. أكثر لحظة يخشاها أى مسجون هى لحظة خروجه إلى الحياة مرة أخرى، أنا أحد هؤلاء الذين يعرفون صعوبة هذا الشعور.
■ شائعات كثيرة نُسجت حول واقعة القبض عليك، فما تعليقك؟
- كما قلت إنها شائعات، أنا ارتكبت خطأً واعترفت به، ونلت جزائى، وكما سبق وذكرت كنت مذهولًا وكانت صدمة كبيرة بالنسبة لى، لكن استوعبت الأمر وتداركته لاحقًا، ورضيت بقضاء الله.
■ كنت ترفض أن يزورك أى شخص فى أيامك الأولى.. لماذا؟
- رفضت الزيارة لأننى فضلت خوض التجربة دون التأثر بمؤثرات خارجية، «من غير صعبانيات علشان أعرف أعيش وأتأقلم»، كنت أعتقد أننى لو سمحت للناس بزيارتى فأنا أحكم على نفسى بمصير من اثنين، إما الحزن والجنون أو الانتحار. سمحت للمقربين جدًا منى فقط بالزيارة، شقيقتى، وداليا زوجتى الأولى، وهشام مدير أعمالى، والدكتور أشرف زكى، والمنتج أحمد السبكى، والمنتج جمال العدل.
■ قلت إن تجربة السجن غيّرت طريقة تفكيرك تمامًا، كيف ذلك؟
- هناك مقولة نتداولها فى عملية المونتاج، هذه المقولة تنص على أننا «نهتم بالأزمنة القوية ونتخلص من الأزمنة الضعيفة»، وهذا ما أحاول فعله فى حياتى، تخلصت من كل الأمور الثانوية التى لا قيمة لها، وجعلت تركيزى منصبًا بالكامل على الأولويات، وفى السجن اتعلمت كتير، وقرأت القرآن كله أكثر من مرة بالتفسير، وهذا شىء مهم جدًا بالنسبة لى.
■ هل هناك آية محددة كنت تقف عندها طويلًا؟
- القرآن كله مهم للغاية، وكل كلمة لها تعبيراتها القوية وتستحق التدبر والتأمل، لكن هناك آية فى آخر سورة البقرة أحببتها جدًا ووقفت عندها كثيرًا، هى: «رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا، رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا، رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ، وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا، أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ»، كانت هذه الآية تريحنى جدًا، كأنها دواء، وقرأت فى الأدب والرواية والفلسفة، وعلم النفس وعلم الاجتماع، والسياسة والتاريخ، وعن مصر فى العصر المملوكى، كان الوقت طويلًا وكنت بحاجة لشىء يشغلنى.
■ هل تذكر أيًا من أسماء المؤلفين أو الكتب التى قرأتها؟
- كثير من الأسماء والكتب، لا أريد أن أذكر اسمًا وأنسى الآخر، لكن من بين الأسماء التى لا أنساها والتى أثرت فىّ بشدة، واندمجت مع كتاباتهم: نجيب محفوظ، وأحمد خالد توفيق، وأحمد خالد مصطفى، صاحب رواية أرض السافلين.
■ كان لديك مشروع فيلم اسمه «شبر وقبضة»، وللمصادفة كان يتناول تجربة السجن، فإذا استأنفت العمل مرة أخرى هل ستبقى عليه كما كان؟
- مطلقًا، سأهدمه وأعيد بناءه من جديد، لأن التجربة التى مررت بها كانت ثرية جدًا، ومختلفة تمامًا عن الصورة الذهنية التى كانت لدىّ.
■ هناك مثل شعبى يقول «ياما فى الحبس مظاليم» هل أصبحت تؤمن به؟
- لا أريد أن أتورط فى إصدار أحكام مطلقة، لأننى لم أتعامل مع كل المسجونين، ولا أستطيع أن أحكم هل هم مظلومون أم لا؟، لكن فى تقديرى، هناك نسبة حوالى ١٠٪ من الممكن أن نقول إنهم مظلومون، فمن الممكن أن تقودك الظروف إلى السجن دون تخطيط، هناك أشخاص تصادفهم المشكلات والشجار، وفجأة يجدون أنفسهم خلف القضبان، لذلك اعتدت أن أدعو الله بـ«ربنا يكفينا شر المستخبى».
■ قضيت عامًا بعيدًا عن أسرتك، هل تشعر بأنك كنت مقصرًا فى حقهم طوال السنوات الماضية؟
- بالتأكيد شعرت بأننى كنت مقصرًا فى حقهم، خاصة أبنائى لأنى كنت أعطى الشغل كل وقتى تقريبًا، كنت غارقًا فى مكالمات «البيزنس» وعالم «السوشيال ميديا»، لكن الفترة المقبلة ستشهد تغييرًا كبيرًا فى نمط حياتى، سأخصص لأسرتى جزءًا أكبرلأعوضهم عما فات.
■ سمعنا أنك ترفض استئناف العمل حاليًا، هل تعتبرها فترة نقاهة؟
- هذا صحيح، رفضت عددًا من الأعمال التى عرضت علىّ مؤخرًا، أشعر بأننى ما زلت بحاجة للوقت حتى أستعيد توازنى من جديد. أصبحت مؤمنًا بأن الفن رسالة سامية جدًا و«مش هينفع أعمل حاجة كده وخلاص»، وتابعت بعض الأعمال فى الموسم الرمضانى الماضى وكنت سعيدًا بتراجع ظاهرة «دراما البلطجة».
■ كيف تنظر إلى آخر أعمالك السينمائية «سوق الجمعة»؟
- هو أحد أعمالى المميزة التى أفخر بها، وكنت سعيدًا رغم كل شىء بردود الناس الإيجابية، كنت قد أنهيت تصويره تمامًا، لكن القدر لم يمهلنى فرصة حضور العرض الخاص، الحمد لله على كل شىء.