رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لن أكون معهم حتى في الجنة.. سوريون تخلوا عن الإسلام بسبب "داعش"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشفت شبكة "ان بي سي" الأمريكية عن أن الحياة في ظل سيطرة "داعش" في سوريا والعراق، أدت لتحول كثير من الشباب المسلم إلى ديانات أخرى ومنها المسيحية أو الالحاد، وتواصلت الشبكة مع بعض الشباب في سوريا ليحكوا عن تجربتهم المريرة تحت سيطرة "داعش".

وقال فرهاد جاسم البالغ من العمر 23 عاما "إذا تم صنع الجنة لداعش، فسأختار الجحيم لنفسي بدلًا من أن أكون معهم مرة أخرى في نفس المكان، حتى لو كان ذلك جنة".

وأوضحت الشبكة الأمريكية أنه قد مرت أربع سنوات منذ خروج "داعش" من مدينة كوباني، وهي مدينة استراتيجية على الحدود السورية التركية، لكن التفسير المتطرف العنيف للإسلام من قبل داعش، جعل بعض الشباب في المدينة يشكك في عقيدتهم.

وأضاف جاسم للشبكة الأمريكية "إذا كان داعش يمثل الإسلام، فأنا لا أريد أن أكون مسلمًا بعد الآن فآلههم ليس آلهي"، وقال إنه سجن من قبل "داعش" لمدة ستة أشهر في أوائل عام 2016 بعد أن اكتشف الارهابيون أنه لا يعرف أسس الإسلام، تعرض للتعذيب في أسر داعش وأجبر على قراءة القرآن.

وأضاف جاسم "بعد أن شاهدت وحشيتهم بأم عيني، بدأت أشك في اعتقادي وايماني".

وتشير الشبكة الأمريكية إلى أن التحويلات الدينية نادرة ومحظورة في سوريا، مع أولئك الذين يتخلون عن الإسلام غالبًا ما ينبذهم عائلاتهم ومجتمعاتهم.

وقال عمر البالغ من العمر 38 عاما دون ذكر اسمه الثاني لاسباب تتعلق بسلامته "حتى في ظل النظام السوري قبل الثورة، كان يُمنع بشدة تغيير الدين من الإسلام إلى اي ديانة أو العكس"، مضيفًا "أن تغيير دينك في ظل نظام "داعش" لم يكن أمرًا يمكن تخيله ايضا فداعش سوف يقتلك على الفور".

وبينما لا يزال السكان يتعاملون مع المشاعر العاطفية السلبية التي خلفتها وحشية "داعش"، يقول عمر إن الكثيرين في كوباني كانوا منفتحين على تغيير ديانتهم.

وأضاف عمر "معظم الأخوة هنا تحولوا إلى دين آخر كنتيجة لما فعله داعش لهم ولعائلاتهم".

وقالت الشبكة إن الكثير من قادة الإسلام حول العالم أصدروا بيانات ضد إيديولوجية المتطرفين، متهمين مقاتلي "داعش" باختطاف دينهم، وفي عام 2014، كتب أكثر من 100 عالم مسلم رسالة مفتوحة إلى زعيم داعش أبو بكر البغدادي، تقول إن الجماعة المسلحة أساءت تفسير الإسلام وحولته إلى دين القساوة والوحشية والتعذيب والقتل.

وذكرت الشبكة قصة فراس البالغ من العمر 47 عاما والذي ابتعد عن الإسلام بعد أن شاهد فظائع داعش، وقال فراس "كان أعضاء تنظيم داعش يرهبون الناس ثم يذهبون إلى المسجد للصلاة إلى الله، وبعد صلاتهم، كانوا يغادرون المسجد ويرهبون الناس مرة أخرى".

كان قد عاش فراس وزوجته وبناته الثلاث تحت "داعش" في الريف بالقرب من دير الزور في شرق سوريا لمدة عامين، وأشار إلى أن الحياة في ظل داعش تعني تهديد ومعاقبة أي شخص كان ضد معتقدات الجماعة.

وقال فراس إنه شاهد مدنيين احتُجزوا داخل أقفاص في شوارع عامة في أيام الصيف الحارة خلال شهر رمضان لأنهم ضبطوا وهم يأكلون أو يشربون، واضاف "رأيت رجالًا ومراهقين صغارًا يجلدون في الشوارع لأنهم تم القبض عليهم وهم يدخنون، لقد شاهدت جثثًا من الشبان يتم رميهم من المباني العالية لكونهم شاذين، هذا كان إسلامهم".