رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ولاء الشملول تكتب: لماذا لا يمكننا اعتبار الضيف فيلما سينمائيا من الأساس ؟

ولاء الشملول
ولاء الشملول

أكتب هنا عن فيلم  الضيف، ورأيى كما سأحاول  موضوعى مبنى على سنوات خبرة تدريس نقد فنى باللغتين العربية والانجليزية ،  والمبنى على سنوات خبرة الكتابة الصحفية الفنية :
هذا ليس فيلما سينمائيا ، يمكنك أن تطلق عليه محاضرة او مناظرة تحت أفضل تقدير  ولكنه ليس فيلما سينمائيا. 
أضفى عليه صناعه هالة فى غير مكانها بالمرة .فمثلا أفرد كاتبه إبراهيم عيسى جزءا من وقته ليخرج علينا بفيديو يشرح فيه ان الضيف لا يقدم قصة حياته هو ولا شخصيته هو بل يقدم شخصية الدكتور يحيى! موضحا ومعلقا على عمل فنى بشكل لم أره فى حياتى من قبل لا فى السينما العربية ولا الأجنبية!! دعاية طبعا لكن غير موفقة بالمرة ربما هى موافقة ضمنية منه على رأيى بأن ما قدمه ليس فيلما؛ فليس هكذا يتم التعامل مع فيلم سينمائي. 
لم أجد من العناصر الفنية ما يستحق الكلام عنه سوى:
* حافظ خالد الصاوي على مكانته كمشخصاتى متمكن يتلون مع الشخصية بحركة جسد ونبرة صوت مختلفة عن كل شخصية يتلبسها الا لو لاحظت بعض التشابه بين حركة جسد ونبرة صوت الدكتور يحيى بطل الضيف وبين الصعلوك الذى قدمه الصاوي فى مسلسل رمضاني.
* شهد الضيف تطور ملحوظ فى أداء كل من الممثل الموهوب أحمد مالك وجميلة عوض الرقيقة ، خطوة مهمة على الطريق .سعيدة بهما.
* خفة دم ماجد الكدوانى ومحمد ممدوح الشهير بتايسون كانت طبيعية وغير مقحمة على العمل.خففت من حدة وجدية الموضوع وهو ما قام به فعليا الصاوي باحتراف.
* إخراج ليس سيئا تماما ربما يضيف لتاريخ هادى الباجورى الذى يناسبه أكثر اخراج الافلام الرومانسية  واقترح عليه فيلما كوميديا فى عمله القادم.
نجح الضيف فى تقديم نمط شخصية الإرهابي غير التقليدى الغنى المثقف دكتور الجامعة وان سبقه لهذا مسلسل كلبش ٢ ومسلسل ابو عمر المصرى  المعروضان رمضان الماضي.
لكن..الأساس المبنى عليه العمل وهو القضية الأساسية التى يناقشها هش ومكرر وممل ومتناقض أحيانا يحتاج فقط لقارئ جيد وناقد للتاريخ الاسلامي ليقف على حقيقة مؤكدة واضحة ان ما قدمه إبراهيم عيسى فى الضيف  ليس سوى كلام مكرر معروف ليس بجديد ..نحن فقط لا نقرأ..وأقول ما لم اكن ارغب فى قوله وهو ان مناقشة ونقد التاريخ الإسلامى مساحة رحبة بها قضايا أكثر أهمية  لكن آثر الكاتب ان يعرض نقاط مطروحة مسبقا هذا لو اعتبرنا أن ما جاء بالعمل كانت مناقشة من الاصل وليس مجرد سرد معلومات مكانها الطبيعة محاضرة او كتاب .
الضيف لم يحقق لى متعة مشاهدة فيلم سينمائي ولو حتى متعة عقلية...
وانتهى العمل بشكل غير مقنع وغير منطقى فلا اعرف كيف يجيد دكتور يحيى المفكر والدكتور الجامعى الممتلئ الجسد فهو غير رياضى حتما..كيف يجيد استخدام مسدس بل واجادة التصويب من المرة الأولى فيصيب الإرهابى وحتى بعد تماسك أحمد مالك بعد إصابته وطعنه الصاوي تمالك الأخير نفسه مصوبا السلاح على مالك مجددا فقتله ...!!! يا سلام !!! يمكننى استيعاب هذا من إرهابي شاب حتما مدرب تدريبات شاقة لكن ماذا عن دكتور يحيى  الأكاديمي الخمسينى الذى لا يجيد سوى استخدام القلم والاوراق ونظرائهم الرقمية ؟ 
افهم ان تكون النهاية مرضية للمشاهد لأسباب نفسية وتجارية لكن لا يمكن الاستغناء عن منطقية الأمور واحترام عقلية المشاهد أمر لازم.
وفى النهاية اشكر إبراهيم عيسى على فيلم مولانا العمل الفنى الوحيد والحقيقى الذى قدمه للسينما المصرية واشكر مخرجه المبدع مجدى أحمد على .