رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«دائرة الخطر».. التوتر والاكتئاب والضغوط تؤدى إلى أمراض القلب




من40 لـ60% من مرضى القلب يعانون الاكتئاب السريرى و30 لـ50% من الذين يعانون الاكتئاب السريرى معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب
«يا دكتور ده نام زعلان ومتضايق بسبب مشاكل فى الشغل فصحى قلبه بيوجعه».. عبارة كثيرًا ما نسمعها فى أقسام الطوارئ بالمستشفيات، وما إن نجرى الفحوصات اللازمة، نجد أن المريض مصابًا بـ«ذبحة صدرية» وارتفاع الضغط، رغم أن عمره لم يتجاوز ٤٥ عامًا، ليبدأ أهل المريض فى توجيه أسئلة من نوعية «هل الزعل والضغط النفسى له علاقة بالذبحة؟»، و«هل التوتر بيعلى ضغط الدم؟».
الإجابة: نعم.. هناك علاقة وثيقة بين الحالة النفسية والأمراض ذات الصلة مثل الاكتئاب من جهة، وأمراض القلب من جهة أخرى، وهو ما دفع كثيرًا من المتخصصين للمطالبة بإنشاء تخصص جديد فى الطب يجمع بين الطب النفسى وأمراض القلب باسم «psycho cardiology».
ومن بين هذه البحوث الدراسة التى أعدها أنجيلوس هالاريس، دكتور الطب النفسى بجامعة «لويولا شيكاغو» وعدد من زملائه، ووجد فيها أن المؤشر الحيوى الالتهابى «Interleukin-6» المرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية، أعلى بشكل ملحوظ فى دم ٤٨ مريضًا مصابين بـ«اكتئاب شديد».
وقدم «هالاريس» تلك النتائج إلى «الجمعية العالمية للطب النفسى» و«الرابطة الدولية للأمراض العصبية النفسية فى أثينا»، واقترح رسميًا إنشاء التخصص الجديد الجامع بين أمراض القلب والطب النفسى باسم «psycho cardiology».
ومما يعزز هذا الاقتراح اتفاق خبراء على أن من٤٠٪ لـ٦٠٪ من مرضى القلب يعانون الاكتئاب السريرى، و٣٠٪ لـ٥٠٪ من الذين يعانون الاكتئاب السريرى معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويعد الضغط النفسى هو المفتاح لفهم العلاقة بين الاكتئاب وأمراض القلب، فجهاز المناعة فى الجسم ينتج بناءً على هذا الضغط بروتينات تُدعى «السيتوكينات» على رأسها الـ««Interleukin-6»، الذى يحمى من الإجهاد الذهنى والضغط النفسى فى البداية، لكن مع مرور الوقت يمكن أن يؤدى إلى تصلب الشرايين وأمراض القلب والأوعية الدموية.
لذا يوجد ما يمكن اعتباره حلقة مفرغة: الاكتئاب يؤدى إلى التهاب مزمن، الالتهاب يؤدى إلى أمراض القلب، والأخيرة تسبب الاكتئاب، الذى بدوره يؤدى إلى المزيد من أمراض القلب، لذا يشدد «هالاريس» على أن «علاج الاكتئاب فى سن مبكرة يمكن أن يساعد فى الوقاية من أمراض القلب والشرايين فى وقت لاحق».
ويضيف: «فى الوقت الحالى، غالبًا ما يعمل الأطباء فى عزلة، فيعالج الأطباء النفسيون الاكتئاب، ويعالج أطباء القلب أمراض القلب والأوعية الدموية، رغم أنه ينبغى أن يعملا سويًا فى تخصص فرعى نفسى متعدد التخصصات، بما يسهم فى الكشف المبكر عن مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية فى المرضى النفسيين، والمشاكل النفسية فى مرضى القلب، بجانب المساعدة فى الاستخدام الآمن والصحى لأدوية مرضى القلب الذين يعانون من اضطرابات نفسية».
ويختتم «هالاريس»: «من خلال التفاعل المتلاحم بين أطباء القلب والنفس، يمكننا كشف العلاقات المعقدة بين الإجهاد الذهنى والالتهابات والاستجابات المناعية والاكتئاب وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية».
بعد كشف العلاقة بين الاكتئاب وأمراض القلب.. ماذا عن ارتباط التوتر بارتفاع الضغط؟
عندما تكون فى ضغط نفسى وإرهاق ينتج الجسم زيادة فى الهرمونات، تزيد من ضغط الدم بشكل مؤقت، لتسببها فى زيادة ضربات قلبك بشكل أسرع وتضييق الأوعية الدموية، خاصة فى حال ارتباط ذلك بسلوكيات معينة تؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم مثل التدخين وشرب الكثير من الكحول وتناول الأطعمة غير الصحية.
ولكيفية التخلص من الضغوط بشكل إيجابى، تنصح الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين بما يلى:
١- تبسيط الجدول الزمنى الخاص بك، عن طريق استبعاد أو تخصيص وقت أقل للأنشطة التى تستغرق وقتًا أطول رغم كونها أقل أهمية.
٢- التنفس العميق أو البطىء بغرض الاسترخاء.
٣- ممارسة الرياضة، مع استشارة الطبيب بشأن ذلك إذا كنت مصابًا بارتفاع ضغط الدم.
٤- ممارسة «اليوجا» التى تساعد على الاسترخاء.
٥- الحصول على قدر كافٍ من النوم.
٦- مقاومة الميل إلى الشكوى، والاعتراف بمشاعرك حول وضعك الحالى، ثم التركيز على إيجاد الحلول.
وفى الإطار ذاته، تقدم «الجمعية الأمريكية لطب القلب» مجموعة من النصائح لكيفية الإقلاع عن التدخين:
١- اتخاذ قرار بالتوقف عن التدخين بسبب ما تسببه من مشاكل صحية دون الاعتماد على أدوية أو استشارات طبية، وهى طريقة تنجح مع بعض المدخنين، لكن للأسف تفشل مع ٩٠٪ من الحالات، بسبب عدم القدرة على تحمل أعراض انسحاب «النيكوتين» من الجسم.
٢- استخدام بدائل النيكوتين مثل «لزقة النيكوتين» أو «اللبان».
٣- اللجوء إلى برنامج العلاج السلوكى، الذى يشترط أن يكون تحت إشراف طبيب نفسى متخصص فى علاج الإدمان.
٤- استخدام الأدوية التى تساعد على علاج أعراض انسحاب النيكوتين من الجسم، المعتمدة من «منظمة الدواء والغذاء العالمية».