رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الفقمة".. أسلوب قتالي مصري للحفاظ على حياتك

جريدة الدستور

"سرقة، اعتداء، تحرش" جميعها مواقف خطيرة لا يستثنى منها أي أحد في مواجهتها، لينتهي الموقف ويترك أثره من مضايقات وإزعاج نفسي وربما يصل إلى إيذاء بدني يصحبه شعور بالخوف والقلق، لكن عليك بدلًا من الاستسلام إلى هذا الشعور المقيد، أن يتحلى الشخص بمهارات الدفاع عن النفس، والحفاظ على الحياة والخروج بأقل خسائر.

نظام «الفقمة» هو أحد أنظمة فنون القتال المتلاحم كما يوضح مؤمن الديب، المدير التنفيذي للشركة المصرية لمجالات الحماية الشخصية والدفاع عن النفس والمدرب المسؤول، فمعناها يختصر في "ف.فن"، "ق.قتال"، "م.ة، متلاحم" فهي نظام مخصص للدفاع عن النفس، يعتمد على التثقيف والتوعية بشأن ما قد يتعرض له الشخص المتدرب من أخطار ناتجة من الهجمات والاعتداءات المختلفة التى قد يتعرض لها بشكل ما.

يتابع الديب: نظام تدريب الفقمة تأسس عام 2007 على يد ظابط بحري في القوات الخاصة البحرية، حيث طور نظام القتال المتلاحم والمهارات القتالية وصولًا لنظام الفقمة ليعتمد في 2009 وتُحول جميع تدريبات القتال المتلاحم وتكتيكات القتال بالأسلحة الصغيرة إلى نظام الـ "ف.ق.م.ة" البحرية.

يستكمل الديب: في 2011 تم اعتماد نظام الــ "ف.ق.م.ة" البحرية وأصبح هو النظام الوحيد للقتال المتلاحم وتكتيك قتال الأسلحة الصغيرة المعتمد داخل القوات البحرية والتي يحصل من خلاله المتدرب على شهادات بالمستوى الحاصل عليه حتى يصل إلى درجة معلم، وليطبق النظام في تدريب مدني في عام 2014.

ويختلف نظام الفقمة التدريبي عن أي لعبة قتالية أخرى كما أوضح الديب، لأن باقى الألعاب القتالية تعتمد على توافق بين اللاعبين المتواجهين من حيث العمر، الحجم، والقوة، أما فيما يخص نظام القتال المتلاحم، فهو يزود المتدرب بتكتيك ومهارات الدفاع عن النفس، والحفاظ على السلامة الأمنية للشخص ضد أي معتدي، دون الاعتماد على القوة بشكل أساسي، لكي يستطيع الفرد المعتدي عليه التعامل مع المواقف الخطرة وهزيمة المعتدي، وأيضًا التنبؤ بحدوث الخطر وتفاديه وتحسين قدرة المتدرب على اتخاذ القرارات في المواقف الصعبة، حتى يستطيع الحفاظ على سلامته الأمنية وسلامه من معه والخروج بأقل خسائر ممكن والحفاظ على حياته.

ينقسم نظام تدريب الفقمة إلى 6 مستويات يستغرق كل مستوى 32 حصة تدريبية، أولهم النجمة الأولى وهي دورة الحماية الشخصية والتي يتضمن تدريبها أساسيات ومبادئ الأمن الشخصى، مبادئ القتال واقفًا، مبادئ القتال الأرضي، السيناريوهات الشائعة للتخلص من معتدى غير مسلح، والنجمة الثانية يضاف على التدريب في هذا المستوى التخلص من المعتدى فى الوضعيات المختلفة للقتال الارضى، أما النجمة الثالثة تشمل محاضرة عن مبادئ التعامل مع حالات التهديد "التثبيت"، أساسيات مهارات الاخضاع وأقفال المفاصل، الطرحات والرميات، والتخلص من التهديدات "التثبيتات" الشائعة بسلاح أبيض.

يتضمن تدريب الفقمة في النجمة أو المستوى الرابع، محاضرة عن التكتيك والاستراتيجية فى مواجهة معتدى بسلاح أبيض، المهارات الأساسية للقتال بسلاح أبيض، مهارات الدفاع ضد الضربات والطعنات، مهارات نزع السلاح من اليد، تكتيك القتال ضد سلاح أبيض بالأيدي المجردة، الدفاع ضد الضربات الشائعة بالعصا، والنجمة الخامسة، فيها محاضرة عن التكتيك والاستراتيجية فى مواجهة معتدى بسلاح نارى، محاضرة عن نظرية عمل "الطبنجة، المسدس، فرد خرطوش"، التخلص من التهديدات الشائعة بسلاح نارى، قتال أرضى متقدم، وأخيرا النجمة السادسة، محاضرة عن التكتيك والاستراتيجية لقتال خصمين، تكتيك قتال خصمين، التخلص من التهديدات بسلاح أبيض فى وضعية القتال الأراضى، تكتيك القتال فى المساحات الضيقة.

كما أن نظام الـ"ف.ق.م.ة" له فوائد آخر بجانب الدفاع عن النفس، فهو يحسن من اللياقة البدنية يزيد الثقة، تقليل المجهود المبذول، تعلم مهارات قيمة الحياة، حيث يتراوح عمر المتدرب المشترك في التدريب من عمر 16 إلى 60 عامًا، مع التأكد من حالته الطبية، فالأمان للمتدرب أهم أولوياتنا، ولهذا نحرص على ارتداءه واقي للرأس، واقي الأسنان، واقي تحت الحزام، قفاز ملاكمة، قفاز فنون قتال مختلطة، وواقي لقصبة الرجل، وحتى الأدوات القتالية المستخدمة في التدريب تكون مصنوعة من البلاستيك، وذلك تفاديًا لحدوث أي إصابة من أي نوع.

يشير الديب إلى أن كثير ما يعتقدون أن هذا النظام للشباب وحسب، لكنه أيضًا مخصص للفتايات لحماية أنفسهن من أي مخاطر او مضايقات يتعرضن لها في الشارع، فالفتايات لهن اتجاه معين في الدفاع عن النفس طبقا لبرنامجهن التدريبي المخصص، نظرا لاختلاف المشكلة التي تواجهها الفتايات في الشارع عن الشباب.

يتمنى الديب، أن تزيد قاعدة إنتشار نظام الفقمة لدى الأوساط المختلفة في المجتمع وتغيير ثقافة تعلم الدفاع عن النفس وأهميته وذلك سيكون من خلال الفترة المقبلة من خلال تنظيم ورش عمل، ومحاضرات تثقيفية لكيفية وماهية الدفاع عن النفس معلقًأ "أن من أولوليات الحياة، الحياة نفسها".