رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مطلوب محاكمات عاجلة وعادلة للقتلة


إن ما تشهده مصر حاليًا من جانب الإخوان المجرمين لا يمت بصلة للمظاهرات السلمية أو الاحتجاجات التى تتضمن مطالب مشروعة يحميها القانون.

إن ما شاهدناه خلال اليومين الماضيين من ترويع وتهديد من قبل قادة الإخوان المجرمين يقع تحت طائلة القانون، وينبغى أن يتم التحقيق فيه بسرعة ودون تباطؤ، لأنه نتج عنه ما شاهدناه من هجوم من قبل مؤيدى الرئيس المعزول فى عدد من الميادين بالقاهرة والجيزة لتعطيل الشوارع ثم إحداث فوضى بها، ثم مهاجمة المواطنين وتحطيم المحال التجارية، وما شاهدناه من ضرب طفل فى شارع رمسيس، وما حدث من قتل ضابط متقاعد بالجيش والتمثيل بجثته، وما شاهدناه من تعذيب لاثنين من العمال برابعة العدوية...إن كل ما يحدث الآن من جرائم ترتكب فى حق الشعب المصرى الذى قام بثورة 30 يونيو، هو نتاج مخطط إجرامى وراءه تنظيم دولى لإسقاط مصر وإغراقها فى بحور دم، وحرب أهلية تستنزف ضحايا أبرياء فى كل يوم حتى يتسنى تنفيذ المخطط الخاص بتقسيم مصر، ولكن من ناحية أخرى لابد أن نتوقف أمام ظاهرة إيجابية وهى فى تقديرى تعود لطبيعة الشعب المصرى الذى لم يقرأ تاريخه بعناية جماعة الإخوان المجرمين ومن ورائهم.

إن هذا الشعب يرفض الاحتلال، ولديه صفحات ناصعة البياض فى تاريخه للمقاومة الشعبية لجميع أنواع الاحتلال الأحنبى، إن المصرى الأصيل يأبى الإهانة والذل ويبذل الغالى والنفيس من أجل الوطن، وفى كل الظروف يظهر معدنه الأصيل فى وقت المحن والشدائد...لهذا لم يكن غريبًا أن نرى خروج الأهالى فى كل أحياء مصر، خلال اليومين الماضيين للدفاع عن كرامتهم وعن اختياراتهم النابعة من وطنيتهم، والمتمثلة فى رفض حكم الإخوان المجرمين، وكل من يساندونهم سواء فى الداخل أو فى الخارج حتى الأمهات والسيدات خرجن من بيوتهن دفاعًا عن كرامة أبنائهن وأطفالهن فى الشوارع والأحياء التى هاجمها مؤيدو الرئيس المعزول.

إن من يقرأ تاريخ شعب مصر سيدرك أنه لا طائل من محاربته، دعنى أذكرك يا عزيزى القارئ بالمقاومة الشعبية لجيش نابليون الفرنسى عام 1798، وحتى خروج نابليون مهزوماً من مصر، حيث تجلت المقاومة الشعبية للبسطاء من أهل مصر ومعهم شيوخ الأزهر الشريف...

كما اذكرك عزيزى القارئ أيضًا بالمقاومة الباسلة للمصريين إبان العدوان الثلاثى فى 1956، والتضحيات التى قدمها أهالينا فى مدينة بورسعيد الباسلة أثناء مقاومة الإحتلال الأجنبى.

وأذكرك عزيزى القارئ أيضًا بحرب الاستنزاف بعد نكسة 1967 مع العدو الإسرائيلى، ووقوف الشعب مع جيشه الباسل فى دعمه فى حملة المجهود الحربى حتى تم تحقيق انتصار أكتوبر العظيم فى 6 أكتوبر 1973، وبالتحديد يوم العاشر من رمضان، وإن ما نشهده الآن من تهديدات بالعنف فى مصر غدًا فى العاشر من رمضان لن يجرى ولن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء لأن الشعب هو السيد، وهو قد قال كلمته، وخرج ليعلن للعالم أن لمصر هويتها وأن إرادته هى الشرعية، وأنه لن يقبل حكم جماعة اللإخوان المجرمين، ولن يتراجع عن مطالبه التى قامت من أجلها ثورته الباسلة، وهى عيش ،حرية، وعدالة اجتماعية.

لذلك فإن ما نطالب به الآن بصفة عاجلة من الرئيس المؤقت عدلى منصور، ومن الحكومة الجديدة هو أن تتم المحاكمات السريعة للقتلة والمجرمين، ولكل من قاموا بترويع وتعذيب وقتل أى مواطن مصرى.

إن كرامة المصريين لا تقبل المساومة، وحريتهم لن يتخلوا عنها لأحد وقوت يومهم لابد أن يكون عيشًا كريمًا يقيهم شر الحاجة، وأن مطلب العدالة الاجتماعية يقتضى أن يتم وضع حد أدنى للأجور وفرص عمل للمتعطلين...

فلقد عانى المصريون خلال العام الماضى من التجاهل المتعمد لكل مطالبهم والإقصاء المفروض على كل فئاتهم وطوائفهم.

لذلك فإن الحكومة الجديدة مطالبة بسرعة الإنجاز وعدم التباطؤ فى تنفيذ مطالب الشعب الذى عانى ما لا طاقة له به طوال العام الماضى.

إن الزعيم الوطنى عرابى هو الذى قال معبرًا عن طبيعة الشعب المصرى عبارته الشهيرة «لقد خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا، فوالله الذى لا إله إلا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم»، هذه العبارة قالها للخديوى توفيق عام 1881 إبان اندلاع الثورة العرابية، والتى لم تكن فى نطاق عسكرى فقط، بل شملت أيضًا المدنيين من جميع فئات الشعب المصرى بكامل طوائفه مع الجيش بقيادة عرابى، الذى أعلن مطالب الشعب للخديوى توفيق.

إن الشعب المصرى لديه وعى قومى تجلى فى مواقف ثورية رائعة وشهيرة على مدى تاريخه الطويل.. لذلك فإن بطء العدالة الآن أو تباطؤ الحكومة الجديدة فى تنفيذ العدالة الناجزة وفى نفس الوقت العادلة، هو نوع من الظلم الشديد لشعب خرج بالملايين فى ثورة باسلة يوم 30 يونيو 2013.. إن حماية الثورة ومكتسباتها ومطالبها ضرورة قصوى لتكتمل