رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطايا التعليم كيف تصحح (٦)


تحدثنا في المقال السابق عن خطايا التعليم من حيث النظرة الجزئية للسياسات التعليمية ثم خطيئة التسرع في وضع السياسات التعليمية والخطيئة الثالثة في غياب البعد الثقافي والمعرفي في السياسات التعليمية. وقبل الحديث عن بعض من الخطايا التالية أشير إلى مكانة مصرنا الغالية في قائمة دول العالم عربيا ودوليا، ولن نمل عن واجب التذكر للتدبر وليس للنقد أو حتى التحسر على مكانة مصر التي كانت منارا للعلم وسعت دول الجوار لا وبل دول الغرب حين كنّا نستقبل بعضا من أبناء وبنات الولايات المتحدة للدراسة لعام أو أكثر في مدارسنا، وكذلك أبناء وبنات المنطقة العربية فإذ بِنَا نرقم بالأخيرة بين دول المنطقة العربية وقبل الاخيرة بين دول العالم، ولنا أن نهنئ دولة قطر بحصولها على المركز الرابع عالميا والمركز الاول عربيا كما حصلت دولة الإمارات على المركز الثاني عربيا والمركز العاشر عالميا.
ثم تأتي مصر في الترتيب الأخير بين الدول العربية وقبل الأخير عالميا. لم أصدق عيني وأنا أرى مصر في هذا الترتيب المخجل وإذ أنقل جدولًا يُبين موقع الدول العربية بينها وبين دول العالم في جدول أتمنى أن يخرج علينا أي مسؤول تعليمي ليصحح هذا الجدول أو ليكشف لنا عن خطط مستقبلية من شأنها أن تصحح وضعنا المحلي مع تقدير دول الجوار أن ما وصلوا إليه من مراكز متقدمة يعود بعض الفضل لعدد ليس بقليل من المعلمين المصريين، وربما نقرأ أو نستمع إلى بعض منهم لمعرفة أسباب التدهور التعليمي رغم أن المعلم المصري هو ذاته معلم دول الجوار وربما كانت المناهج مشتركة أو متقاربة.
الدول وترتيبها عربيا ثم ترتيبها دوليا.. دولة قطر. الأولي عربيا والرابعة دوليا.. دولة الإمارات الثانية عربيا والعاشرة دوليا.. دولة لبنان. الثالثة عربيا والخامسة والعشرون دوليا.. دولة البحرين الرابعة عربيا والثالثة والثلاثون دوليا.. دولة الأردن. الخامسة عربيا والخامسة والأربعون دوليا.. المملكة العربية السعودية السادسة عربيا والرابعة والخمسون دوليا

ثم دولة تونس السابعة عربيا والرابعة والثمانون دوليا.. دولة الكويت السابعة والتسعون دوليا والثامنة عربيا.. دولة المغرب المائة وواحد دوليا والتاسع عربيا.. دولة عمان المائة والسابع دوليا والعاشر عربيا.. دولة الجزائر المائة والتاسع عشر دوليا والحادي عشر عربيا.. دولة موريتانيا المائة والرابع وثلاثون دوليا والثاني عشر عربيا.. مصر المحروسة الغالية المائة والتاسع وثلاثون دولياو الثالث عشر عربيا.
أما إذا تناولنا التعليم الجامعي ومكانة جامعاتنا عالميا فالوضع لا يختلف عن التعليم قبل الجامعي، فترتيبنا جاء قبل الأخير وعلى هذا النحو: المركز الاول لسنغافورة والثاني لسويسرا والثالث لفلنندا الداويمار، فموقعها السابع عشر وأمريكا الثامن عشر والسويد التاسع عشر وألمانيا العشرون وفرنسا الثاني والعشرون واليابان الواحد والثلاثون وأستراليا الثاني والثلاثون وإسرائيل السابع والثلاثون وأسبانيا الثامن والأربعون وتركيا الخامس والستين ومصر المائة والتاسع والثلاثون وغينيا المائة والأربعون.
وعلق على هذه النتائج الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم قائلا " حصلت مصر على مراكز متأخرة في جودة التعليم الأساسي والتعليم العالي وفقا لمؤشرات التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى العالمي للعام ٢٠١٧ ٢٠١٨.. وفي تقرير عن أفضل عشرين جامعة في المنطقة العربية كان ترتيب مصر رقم السادس للجامعة الامريكية بالقاهرة والحادي عشر لجامعة القاهرة والخامس عشر لجامعة الإسكندرية والسابع عشر لجامعة عين شمس أما المركز الاول فكان من نصيب الجامعة الامريكية ببيروت والمركز العشرين كان من نصيب جامعة زايد بالأمارات... وتستمر القوائم بالنسبة لمراحل التعليم المختلفة وترتيبنا فيه ليس إلا انعكاسا للترتيب العام دوليا وعربيا.
أما ما يزيد المرء حسرة وألما هو التاريخ غير البعيد عندما كانت مصر المصباح المنير في جودة التعليم محليا وشرق أوسطيا وعالميا فهل من صحوة ويقظة وإعادة مصر لمكانتها الأولى تعليميا ؟،، وفي مقال آخر نتناول بعض الأفكار علّنا نستعيد مكانة مصر ملاذا لجميع دول المنطقة التي كانت ترسل مبعوثيها إلى مصر مهد الحضارة والعلم والثقافة.