رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار حب النبي


وكيف يدرك في الدنيا حقيقة *** قوم ينام تسلوا عنه بالحلم
ومبلغ العلم فيه أنه بشر*** وأنه خير خلق الله كلهم (البردة للبويصري)

مدراس أجنبية كثيرة في علم النفس حاولت فهم وتحليل شخصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كقائد وزعيم روحي وسياسي ولكنهم لم يصلوا إلى معرفة السر وراء ازدياد الاتباع والعاشقين للمصطفى من كل الجنسيات رغم مرور أكثر من 1400 عام على وفاته.
أكثر من من 1.62 مليار مسلم في العالم بجانب المحبين للمصطفى من غير المسلمين فالملايين في أوروبا عاشقون لشخصية محمد. كل هؤلاء المحبين العاشقين دون أن يروا النبي الحبيب.

كما ذكرت أن المدارس الحديثة في علم النفس التي ظهرت في أواخر التسعينيات مثل مدرسة روبرت كلونجر أستاذ الطب النفسي الأمريكي الذي تركز على تحليل شخصية القادة والزعماء حاولت فهم شخصية المصطفي وإعطاء بعض الصفات مثل التسامي والزهد والصدق والعدل والتسامح والتواضع وأن من يجتمع به هذه الصفات هم القادة والعلماء الحقييقين.
كل هذه الصفات صفات بشرية من المجتمع أن تجتمع في أشخاص يطلق عليهم قادة وزعماء ولكم مع موتهم لا يتذكرهم إلا عدد قليل من الناس ومع مرور الوقت ينساهم الناس.
ولكن مع سيدنا النبي يزداد عدد الأحباب والأتباع والذاكرين والمداحيين والباحثين والحالمين والمشتاقين لرؤيته في المنام والعاشقين لأهل بيته.

أرح نفسك لن تعرف لماذا أحببته ولماذا لديك استعداد أن تموت وتقاتل إذا ذكره أحد بسوء. أعلم أنه أيضا يحبك.
ويوجد في علم النفس نظرية تسمى بالعلاقة التبادلية يعني من يحبك بنسبة كبيرة سوف تجد نفسك تحبه
ولكن ما يحدث مع سيدنا محمد مختلف وأقوى وأهم من نظرية العلاقة التبادلية لأن الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم أحبك قبل أن تحبه أنت ولا يعلمك أحد كيف تحبه فالجميع يزعمون أنهم يحبون الرسول والكل يحب بطريقته ولكن المصطفى يحب الكل ويشفع في أمته.

وورد عنه صلي الله عليه و سلم في الأثر أنه قال اشتقت لأحبابي، قالوا: لسنا أحبابك؟ قال : لا، أنتم أصحابي، أحبابي أناس يأتون في آخر الزمان القابض منهم على دينه كالقابض على الجمر، أجرهم كأجر سبعين، قالوا: منا أم منهم؟ قال: بل منكم، لأنكم تجدون على الخير معواناً ولا يجدون.

أنتم الأحباب ولكنكم لا تدرون ولا تعرفون كيف حدث هذا الحب. وعلماء النفس يحاولون فك طلاسم هذه العشق والحب المستمر، إنه حب إلهي وسر وضعه الله في القلوب فالطفل يشتاق إلى الرسول والجذع يحن والجمل يشكو.
كل هذه قصص سمعناها في الصغر وتم تدريسها لنا ولكن تكتشف أيضا أن هناك أشخاص تحب سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم دون أن تجيد القراءة والكتابة أو أجانب لا يعرفون العربية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" البخاري، الإيمان
قالها الحبيب وتجد من ينفذها دون أن يدري ودون أن يكون قرأ الحديث. نعم إنه حب بالفطرة حب بدون أسباب مادية حب وعشق تعجز العقول البشرية عن فهمه وتفسيره.

دعونا نرصد بعض سلوكيات المحبين سلوك بسيط وهو محاولة التقرب الشكلي والتقرب في الملبس مثل إطالة اللحي ولبس الجلباب والدفاع باستماتة عن هذه المظاهر أنه أبسط نموذج للتعبير عن الحب وهو محاولة التشبه باللبس والشكل وإن خالف أغلب سلوكيتهم التدين.
إنه الحب الذي يجعلك تحاول فعل أي شي مهما كان بسيطا لمحاولة إرضاء حبيبك وما بالك ان كان حبيبك هو المصطفى حبيب الله المشفع.
في علم النفس الاجتماعي هناك عوامل تجعل الناس ينجذبون إلى الشخص ويميلون له مثل الوسامة والنجاح القرب ورؤية الشخص باستمرار والرؤية النظرية تمثل جزءا مهما جدا.
ولكن مع رسول الله الوضع مختلف أنت تذوب عشقا وأتبكي مجرد أن تسمع مديحا من مداح صاحب صوت جميل يمدح رسول الله.
كل القــلوب إلي الحبيب تميل * ومعي بذلك شاهد و دلــيل
أما الدلـــيل إذا ذكرت محمداً*** صارت دموع العاشقين تسيل

تجد الجميع يبكون عند سماع المديح ويتمايلون طربا وسعادة عند سماع المنشدين مهما صعبت كلمات الإنشاد ولكن عند سماع كلمة محمد تحدث لهم حالة غربية ليس لها تفسير علمي أو نفسي.

حالة خاصة من العشق تجد الجميع يبكون عند سماع المديح ويتميلون طربا وسعادة عند سماع المنشدين مهما صعبت كلمات الإنشاد ولكن عند سماع كلمة محمد تحدث لهم حالة غربية ليس لها تفسير علمي أو نفسي. حالة خاصة من العشق.
عندما تسال أي شخص يستمع إلى المديح لماذا تبكي لا تجد إجابة واضحة ولا يعرفون السبب أنه سر لا يعرفه أحد سر إلهي مستمر يجعلك في حالة عشق دائم كلما سمعت كلمة محمدا صلى الله عليه وسلم.

كما قلت لكم حاول العديد من علماء النفس والمستشرقين والمؤرخين الذين أتوا إلى مصر فك هذا اللغز واستمرار الاتباع وتمسكهم بالتعاليم النبي وتعلقهم الشديد بأهل بيت النبي فعلاقة بين المصريين وأهل البيت علاقة لها سحر عجيب وعشق متفرد.
وهنا نقطة أيضا يجب أن نقف عندها فاغلب القادة و الزعماء يتركون أولاد وعائلات عندما يموتون ولكن أولادهم وعائلتهم لا تجد تقدير كافي و لكن مع سيدنا النبي الوضع مختلف رغم ما تعرض له حفيده سيدنا الحسين بعد موته و لكن عند المصريين الوضع مختلف فتجد أحباء سيدنا الحسين والسيدة زينب والسيدة نفسية بالملايين وتجد أضرحتاهم ممتلئة يوما من زوار من جميع المحافظات و الأنحاء.

اعثر لي علي اي زعيم او قائد يحدث معه هذا الشي واستمر نسله واستمرت علاقة المريدين به. نحن لن نتحدث عن زعيم عادي. نحن نتحدث عن نبي الله وخاتم الرسل وأي محاولة لفهم و تحليل شخصية المصطفي صلى الله عليه وسلم هي محاولة فاشلة وياسة وساذجة.
لأننا نتكلم عن معجزة إلهية في صورة إنسان و محاولة تحليل المعجزات الإلهية هو ضرب من الجنون وإضاعة للوقت.
الخلاصة أن كل المسلمين وعدد كثير من غير المسلمين يحبون النبي صلي الله عليه وسلم دون سبب مادي أنه حب روحي ومعنوي أعلى درجة العشق بروحي و معنوي أعلى درجات الحب يجعلك لا تري حبيب غيره وتغير عليه إذا حاول أي حد ذكره أو مسه بسوء و من حرم من هذا الحب فهو مريض ويحتاج إلى علاج.

يقوا الشيخ محمود أبو هاشم
عذرا رسول الله
إن قصرت في وصفكم فإن جمالكم لن يوصفا
جاءت قديما ذرة من نوركم قد جمّل الرحمـن منهـا يوسفـــــا
والله لو جدّ العباقر كلهم في وصف أفضال لكم لـن يعرفـــــــا
والله لو ماء البحار بجمعها كان المداد لوصف أحمد ما كفــــى
والله لو قلم الزمان من البدا ية للنهاية ظل يكتب مـا اكتفــى
والله لو قبر النبي تفجـرت أنـواره للبـدر ولّـي واختفــــــــــــي
تكفيه لقيا في السموات العلا وبحضرة الرب الجليل تشرفـــا
يكفيه أن البدر يخسف نوره لكن نور محمد لن يخســــــــــف