رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبو بكر البغدادي.. "ميسي الإرهاب" الذي حولته الكرة إلى قاطع للرؤوس

جريدة الدستور

عند ذكر اسمه في أي مكان هدوء كامل يسيطر على الأنحاء، الجميع ينظر إلى بعضه البعض ولغة العيون هي السائدة بعد ذكر اسم قائد تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، قاطع الرؤوس أو كما أحب أن أطلق عليه هذه المرة إبراهيم العوض البدري، وهو الأسم الحقيقي للشخص محدود الذكاء والمواهب وعاشق الدماء.
ظهور الرجل الأول

في العام 2013 ظهر إلينا اسم جديد على الساحة في ملابس سوداء بالكامل وساعة يد فخمة للغاية، ويخطب في أحد مساجد العراق، ويعلن نفسه خليفة جديد للمسلمين من أرض دجلة والفرات، ليطلق خوفًا جديدًا وسحابة من الدماء على الشرق الأوسط كان قد خفت ضوءها بعد وفاة قائد تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.
بكل تأكيد الجميع يعلم من هو أبوبكر البغدادي، وكيف يقطع تنظيمه الرؤوس، ويرمل السيدات وييتم الأطفال ويبيد مناطق بالكامل دون أي وجه من أوجه الرحمة.
يعلم كل المتابعين لتنظيم داعش، أنهم يحرمون كل ما يتعلق بكرة القدم وممارستها وتشجيعها ويعتبروها دخيل من الغرب على بلاد المسلمين لذلك كل من يمارسها هو خارج عن ملة الإسلام ووجب قتله حسب فتوى قائدهم البغدادي.


خوف أمير الإرهاب من شغفه القديم

في عام 2015، تداولت جريدة تليجراف البريطانية، مجموعة من الشهادات تفيد بأن البغدادي، كان لاعب كرة قدم قبل أن يتطرف ويسجن، وكان لديه فريق كرة كامل في مدينة بغداد، بالتحديد في سامراء.
وتواصل «الدستور»، مع أحد سكان المنطقة الذي رفض الكشف عن اسمه خوفًا على حياته، وكان يعرف البغدادي، قبل قيادته لداعش، حيث يصفه بأنه كان شخص خجول للغاية قليل الذكاء كانت حياته تقتصر على عمله كأمام لأحد المساجد ولاعب لفريق كونه وأسماه الملالي، وجاءت التسمية لأن كل عناصر الفريق كانوا من السلفيين ورفقاء لـ"ميسي الإرهاب"، في المسجد الذي كان يؤمه، وأطلقوا عليه ميسي الإسلام، "حسب شهادة الرجل"، الذي أكد عشق البغدادي، لكرة القدم ولليونيل ميسي بالأخص، وأنه كان يحلم بأن يقابله يومًا ما.

شروط الانضمام إلى فريق أبو بكر البغدادي

اتخذ ابراهيم العوض، من أرض بور، في أخر أقطار المدينة التي كان يسكنها، ملعب لفريق الملالي، وبدأ في استقبال بعض الراغبين في اللعب رفقته في الفريق يوميًا، ضد فرق المناطق الأخرى في الفترة بين آذان العصر والمغرب يوميًا، ولكن الشروط التي وضعها للانضمام للفريق كانت غريبة للغاية حيث كان أبرزها:
- الإلتزام بالزي الشرعي للإسلام على حد وصفه، وهو السروال الطويل.
- إبلاغه بقبوله أو رفضه بعد التحري عن سلوك اللاعب الديني، والتأكد من مواظبته على الصلاة في المسجد الذي يشرف عليه البغدادي.

البغدادي لاعب كرة قدم محترف ولكن!

بعد عدة أعوام على تدشين نادي "الملالي"، حاول البغدادي نقل النادي إلى مرحلة الاحتراف والرسمية، عن طريق مسابقات الكرة التي ينظمها الاتحاد العراقي، وحاول الاستيلاء على قطعة الأرض التي كان يلعب عليها شباب المنطقة الكرة، وإحاطتها بسور كبير ورفع علم للنادي، بشعار من اللون الأخضر ومكتوب عليه كلمة الله أكبر، وجعل قطعة الأرض هذه هي الملعب الرسمي للفريق، ولكن الجهات الأمنية وأهالي المنطقة منعوا هذا الأمر قبل بدايته وأنهوا حقبة إرهابيين الملاعب قبل بدايتها.
إعجاب أمريكي بمهارة ميسي الإرهاب
على بعد 450 كيلو متر، من العاصمة بغداد، والتحديد مدينة البصرة عام 2004، أصبح البغدادي، الأب لستة أولاد وعائل لزوجتين ولاعب كرة سابق، رهن الاعتقال في معسكر بوكا، الذي أصبح تحت سيطرة الجيش الأمريكي، بعد إحتلال العراق عام 2003، وحسب تقرير نشر على موقع واشنطن بوست الأمريكية، فأن الضابط المُخول بمراقبة البغدادي، داخل السجن لاحظ عليه اهتمام كبير بالكرة، وبالأخص نادي برشلونة وليونيل ميسي، ودائمًا ما كان يلعب كرة القدم، بالزجاجات الفارغة رفقة المعتقلين الأخرين، لسببين على حد وصف الضابط الأمريكي الأول وهو حبه وعشقه للكرة والسبب الثاني التغطية على تكوينه لعدد من التنظيمات الإرهابية المسلحة داخل أسوار المعتقل.

البغدادي يقضي على ملعب أحلامه

في أواخر العام 2012، سيطر البغدادي، على المدينة الصغيرة التي يقطن بها في بغداد، قاوم قوات الجيش والشرطة لعدد كبير من الليالي، ولكن ما فاجئ الجميع أن البغدادي، دمر ملعب الكرة الذي كان يشارك فيه، وأمر بقتل أي شخص يتواجد في الملعب من أجل اللعب أو اللهو.
وبعد تدمير ملعب شبابه، حاول البغدادي، تدمير العديد من ملاعب الكرة شرقًا وغربًا، بداية من ملعب بارك دي بارنس في باريس، وملعب الجوهرة في مدينة جدة السعودية، وملعب فريق نادي إدلب والذي نجح بالفعل عدد من رجال فارس الظلام والجهل، من تدميره ووفاة معظم لاعبي الفريق.


نقل الشر إلى ملاعب الكرة

بعد أن فرض البغدادي، عقوبة تصل إلى القتل رميًا بالرصاص في بعض الأحيان في حالة ممارسة كرة القدم،فإن جريدة زمان التركية، كشفت في 2016، اقترح البغدادي على مستشاريه تكوين منتخب يدعى "منتخب الأمم الإسلامية"، وهو منتخب مكون من لاعبين سابقين نجح التنظيم في استقطابهم، وخلق حالة من الدعاية لهم ولكنهم أخبروه بأن فكرة مثل هذه قد تعيد الكثير من المجندين في التنظيم إلى التفكير حول كيف أصبحت كرة القدم في دولة الخلافة من جريمة يعاقب عليها بالقتل إلى مطلب من قائد التنظيم نفسه، واستقطب التنظيم ما يزيد عن 30 لاعب كرة من أوروبا في الدوريات الكبرى، من أندية مثل ارسنال الإنجليزي الذي نجح التنظيم في استقطاب 4 من لاعبيه السابقين وهم نيروسارايفا،وساندرو،وفابيوبوكاس، والأخير هو صديق لكريستيانو رونالدو، في صغره وهدده بالقتل قبل مشاركة الأخير في كأس القارات 2017.
ويعتبر اللاعب البرتغالي سيلسو رودريجيز دا كوستا، هو أكثر اللاعبين المنضمين لداعش غرابة حيث كتب عبر حسابه على تويتر، بعد انضمامه لفرع التنظيم في سوريا التالي: "الحمدلله ستكون التمريرات البينية وركلات الترجيح بلوحتى الركنيات برؤوس المرتدين وضربات الجزاء برؤوس الصحوات"، في وقتها لم يكن الكلام مفهومًا، ولكن بعد أسبوع ظهر اللاعب في مقطع فيديو، تحت اسم ابو عيسى الأندلسي، وهو يلعب مباراة كرة قدم برؤوس ضحايا ذبحهم التنظيم في مدينة إدلب السورية.


الفشل في المقابلة يأتي بعده المحاولة في القتل

في مطلع عام 2018، وقبل بداية مونديال روسيا، هدد أبو بكر البغدادي، أيقونته السابق ليونيل ميسي، بالذبح في حال مشاركته في المونديال، ويبدو أن حب البغدادي، لميسي تحول إلى حالة من المرض النفسي، حسب رواية طيب أمريكي أشرف البغدادي، في فترة من الفترات في معتقل أبو غريب وأكد أنه بعد أن فشل في جذب أنظار اللاعب الأرجنتيني كلاعب كرة، فقرر جذب أنظاره كقاتل وإرهابي دولي، وهي حالة من جنون العظمة ومحاولة دامية للسيطرة على كل شيء.
القصة تبدو واضحة أمام الجميع، إرهابي فشلت كل القوى في السيطرة عليه أو الوصول إليه ولكن مهارة وعقل ميسي، كسروا شيء من تطرفه بطريقة لم تكن الأمثل ولكن يبدو أن الجميع خُلق في هذا الكون يحب الكرة بطريقة ما أو بأخرى، فصوت ركل الكرة يطرب الأذان وصوت اهتزاز الشباك يعصف بالقلب عصفًا.