رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحدثكم عن المبدع الصغير الكاتب إبراهيم سليمان


- إبراهيم السيد سليمان الطالب بالصف الثالث الإعدادى نبتة غضة ورؤيا بريئة للعالم ستعمقها وتشد عودها الأيام

وجدت الأسبوع الماضى رسالة على إيميل «صفحة مرايا الإبداع» من طفل فى الصف الثالث الإعدادى، بمحافظة الدقهلية.
ورد فيها:
«ماما الدكتورة صفاء.. تحياتى لحضرتك، أنا طالب فى المرحلة الإعدادية، أحب كتابة القصة، وأتابع كتّابها مثل عمو الدكتور (أحمد الخميسى) و(د. المخزنجى) وغيرهما.. تشجعت أن أكتب لحضرتك رغم أن قصتى بها بساطة تليق بصفحات أطفال، لكننى واثق أن حضرتك ستقفين مع ابنك ولن تخذليه، شكرًا لحضرتك»، ومرفق مع الرسالة قصة بعنوان «أحسن من المال».
الإمضاء: إبراهيم السيد سليمان
أعجبنى فى هذه الرسالة المفاجئة الأسلوب والمبادرة والشجاعة والثقة بالنفس ووضوح الرؤية ودقة تحديد الهدف، وأردت أن أعرف المزيد عن هذه الموهبة المبشرة.
فأرسل لى:
«ماما صفاء.. حقيقى أنا لا أجد كلمات تعبر عن فرحتى، ليس بسبب النشر من عدمه، أنا أكتب منذ عامين ولكن على استحياء، حينما بدأنا فى المدرسة ندرس قصصًا ضمن منهج اللغة العربية درسنا (عقلة الإصبع على مبارك عقبة بن نافع كفاح شعب مصر طموح جارية) على الترتيب، لكن لم تذهلنى وتأخذ بقلبى وعقلى سوى رائعة الأستاذ أحمد نجيب، (عقلة الإصبع).
أبى مدرس لغة عربية، يشجعنى على استحياء، أعرف أنه يتمنى أن يرانى أهتم بالكتابة، لكنه يشعر بلا جدواها ربما.. أقرأ كثيرًا على قدر ما يتوافر لى من كتب أو وقت، لى معلم يتابعنى ويشجعنى ولا يتدخل فى كتابتى بالتوجيه والتعديل إلا قليلًا..دومًا يقول لى كتابتك حلوة جدًا، وليتك تكتب نفسك.
قرأت الأسبوع الماضى مجموعة (الأسد يضحك فى المرآة) لعمو (فؤاد حجازى)، اخترتها لأن صاحبها نال جائزة الدولة التشجيعية فى أدب الأطفال عن هذه المجموعة تحديدًا، لذا قرأتها من باب كيفية الكتابة.
عرفت الصفحة من خلال الـ(فيسبوك)، فهناك أصدقاء مشتركون، لكننى لا أدخل الفيس أيام الدراسة إلا قليلًا جدًا.. أنا سعيد جدًا جدًا، وممتن لحضرتك ولعمو الدكتور محمد الباز، الذى فتح نافذة للجمال والرقى عبر (مرايا الدستور)».
أمام هذه البلاغة والحضور والثقافة، ليس أمامى غير أن أكتب له: «عزيزى الكاتب الواعد: إبراهيم سليمان. قرأت قصتك البديعة «أحسن من المال» وأتوقع لك مستقبلًا كبيرًا فى عالم الكتابة، إذا تابعت جهودك ومحاولاتك بدأب وإصرار. نصيحتى لك اقرأ كثيرًا كثيرًا، واكتب كل ما تشعر به.
للأسف لن أستطيع أن أنشر القصة فى صفحة «مرايا الإبداع»، لأن الصفحة لها شروط خاصة. وإن كنت أتوقع أن تنشر بها بعد أعوام قليلة تكون ازددت فيها خبرة وعمقًا. لكن لا تحزن، سأنشر القصة وتجربتك فى مقالى الأسبوعى.
وها أنا أقدم لكم قصة «أحسن من المال» للكاتب الواعد: إبراهيم السيد سليمان الطالب بالصف الثالث الإعدادى، نبتة غضة ورؤيا بريئة للعالم ستعمقها وتشد عودها الأيام.

«كان هناك ولد اسمه محمد من عائلة فقيرة، عندما بلغ من العمر عشر سنوات توفى أبوه، وظل عمه ينفق عليه وعلى أمه سنة كاملة، ثم جاء يوم وعمه طلب منه أن يترك الدراسة ويعمل معه، فرفض محمد، فقال عمه: والله لئن لم تترك الدراسة لن أنفق عليكم مليمًا واحدًا. فقال محمد: افعل كما شئت، بالعلم أستطيع أن أجمع ثروة، وعندما غادر عمه عاتبته أمه وقالت: من أين سنحضر الآن أموالًا للطعام ولدراستك؟ قال لها: اتركى هذا الأمر علىّ، فكان محمد يأتى من المدرسة ذاهبًا للعمل فى محل بيع التحف، ويغادره الساعة السابعة ليلًا وباقى ساعات اليوم يقضيها فى المذاكرة، وأجرة عمله كان يعطى نصفها لأمه للطعام والباقى لدراسته، واستمر على هذا الحال حتى وصل إلى الجامعة وحينها سمع خبر وفاة صاحب المحل الذى يعمل فيه، وفوجئ أنه مكتوب فى الوصية الوارث للمحل، لأن الرجل لم يكن لديه زوجة أو أبناء، فحزن محمد على وفاة الرجل، ومن جانب آخر فرح لامتلاكه المحل، لأن مكسب المحل سيساعده فى تدبير المال للجامعة، ومرت سنوات، ودمعت عينا الأم فرحًا بابنها وهو يناقش الدكتوراه بتفوق، ففرحت ووزعت الشربات على جيرانها، ثم ذهب محمد لعمه وقال له: بهذه الشهادة أستطيع أن أجمع المال، وأضاف قائلًا: العلم مال المعدمين إذا هم.. خرجوا إلى الدنيا بغير حطام. وترك محمد عمه خجولًا منكسرًا مما فعله، وبعد سنة أصبح محمد ثريًا».