رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هِزار الآلهة.. اكتشاف نِكات جنسية فى مراحيض العصر الروماني

جريدة الدستور

اكتشف علماء آثار دوليون، أن النِّكات التى تحمل فى طياتها إيحاءات جنسية، لم تكن وليدة العصر الحديث، وإنما لها أصول تاريخية ترجع إلى أزمنة قديمة.

أوضح العلماء لمجلة «لايف ساينس» العلمية، أنهم عثروا خلال الأيام الماضية على كشف أثرى للحمامات والمراحيض الرومانية التى أنشئت منذ ١٨٠٠ سنة فى مدينة أنطاكيا الساحلية فى تركيا، تضم فسيفساء خاصة عليها نكات إباحية كانت توضع لتسلية الرجال فى أثناء استحمامهم.
وتبين لعلماء الآثار أن قطع الفسيفساء فى الحمامات والمراحيض، تحتوى على كتابة رومانية لنكات إباحية، موضحين: «يبدو أن الرومان كانوا يكتبون ويحفرون تلك النكات على أسطح الحمامات منذ بداية ذلك العصر بهدف الترويح عن النفس».
واكتشف علماء الآثار زوجًا من الفسيفساء فى المراحيض المصممة بطريقة فنية رفيعة، تصور مشاهد أسطورية إباحية، مكتوبا عليها نكات جنسية.
وبحسب العلماء، فإن القطع الأثرية لم تكن بحالة جيدة بسبب عوامل الزمن والمناخ، إلا أن الجزء المتبقى كان كافيًا لمعرفة سر من أسرار الفكاهة، ومنها النكات الإباحية.
وتحتوى الفسيفساء على إيحاءات جنسية عن المظاهر الذكورية للرجال فى ذلك الزمن، ومعظمها يتناول زيوس الإله الملقب بـ«أبوالآلهة والبشر» عند الرومان واليونانيين، ومن الواضح أن تلك النكات كانت تدور على القدرات الجنسية للآلهة القديمة.
ويقول مايكل هوف عالم الآثار فى جامعة نبراسكا لينكولن: «لقد صُعقنا مما كنا نتطلع إليه، عليك أن تفهم الأساطير الرومانية واليونانية، لكى تتعرف على النكات بشكل حقيقى، لكن روح الدعابة فى الحمامات، هى نوع من أنواع النكات الموروثة كما اتضح».
ويضيف: «هناك فقط عدد قليل من المراحيض المرصوفة بالفسيفساء، والمعروفة منذ تلك الفترة، وقد درسها وحللها العلماء باستخدام تقنيات ثلاثية الأبعاد، وتبين أنها نصوص تعبر عن روح الفكاهة، وهى أحد الاكتشافات الرائعة فى العصر الرومانى».
ويوضح: «من المحتمل أن يكون الرجال فى ذلك الزمان، قد صمموا تلك الأشكال بهذه الإيحاءات، لتكون بمثابة عرض ترفيهى خلال فترة الاستجمام التى سيقضونها داخل الحمامات».
ويتابع: «تم الكشف عن قطع معدنية فى الحمامات القديمة، والعثور على هيكل عظمى غامض، ومن المرجح أن المراحيض كانت عامة ومصممة لاستخدامها من قِبل الرجال، ولها قنوات مياه نظيفة ومقاعد رخامية أو خشبية».
ويشير إلى أنه بالنسبة للعملات الأثرية التى تم العثور عليها، من الواضح تمامًا أنها كانت مدفونة عمدًا من أجل إبقائها مخفية، مع وضع خطة لاستعادتها فى وقت لاحق، ومن الممكن أن تكون تلك القطع عملات وهمية لخداع القراصنة فى منطقة البحر الأبيض المتوسط.
ويؤكد أن الرومان، اشتهروا ببناء النوافير الكبيرة، والقنوات المائية التى تظهر حجم التنشئة الاجتماعية والرفاهية فى الحمامات العامة، موضحًا أنه تم اكتشاف الهوس الرومانى بالمياه منذ فترة طويلة.
ويقول: «كان الماء هدية من الآلهة بالنسبة إلى الرومان القدماء، وعنصرًا أساسيًا فى الحياة والصحة والنظافة، وكانوا يتصورون أن كل مصدر للمياه يحميه إله أو حورية، وكانوا ينظرون إلى الماء ليس فقط كضرورة للحياة، ولكن كتكوين فنى جميل».
ويوضح هوف أن مثل هذه الخرافات، مكونات أساسية فى العديد من الأساطير الرومانية، ومنها على سبيل المثال، أن حورية الماء كانت عشيقة وزوجة نوما بومبيليوس، أحد ملوك روما السبعة.
ويشير إلى أن الحدائق الخاصة الموجودة فى بقايا الإمبراطورية الرومانية ممتلئة بملامح ومظاهر مائية، مضيفًا أن الأشكال المعروضة بالحمامات، تبين مدى اهتمام الرومان بالحياة الجنسية، ما أضفى على أساطيرهم وآلهتهم طابعًا إباحيًا، وهو التفسير لانتشار صور للأعضاء التناسلية فى آثارهم، وحجم النِّكات الجنسية الواردة فيها.
ويتابع هوف: «اضطر الفريق إلى تغطية المراحيض المكتشفة لحمايتها، والباحثون يخططون لتحليل الفسيفساء مرة أخرى خلال الفترة القادمة، وإجراء المزيد من الدراسة والبحث».
ويقول «بيرول كان» خبير الفسيفساء فى جامعة أوشاك فى تركيا، والمشارك فى أعمال التنقيب: «بالطبع كانت جميع المدن القديمة تحتوى على مراحيض، ولكن لم يتم كشفها كلها، فعدد المراحيض المصنوعة من الفسيفساء الرومانية قليل أو نادر للغاية، واكتشاف تلك المراحيض فى أنطاكيا إنجاز أثرى نادر».