الأسلحة الكيميائية فى سوريا وصك البراءة الروسي
حملت الرسالة التي سلمها المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، وأعلن أنها تحمل أدلة على أن المعارضة استخدمت سلاحا كيمياويا في حلب، دلالات رآها الروس بحثا عن حقيقة يراد تغييبها، بينما اعتبرتها المعارضة المسلحة سعيا لمنح نظام الأسد صك براءة من استخدام هذا السلاح ضد شعبه.
وكان تشوركين قد أعلن أمس الأول الثلاثاء، أنه سلم الأمم المتحدة نتائج تحليل قام به خبراء روس أخذوا عينات من منطقة خان العسل التي سقطت فيها قذيفة تحمل غازات كيمياوية، مما أدى إلى مقتل 25 شخصا.
وأشار إلى أن هؤلاء الخبراء حللوا العينات في مختبر روسي معتمد من منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية.
وأعرب المندوب الروسي عن اقتناعه بأن المعارضة السورية هي من أطلق القذيفة، وقال "إن نتائج التحليل تشير بوضوح إلى أن الذخيرة التي استخدمت في خان العسل لم تنتج في مصنع، وكانت مليئة بغاز السارين".
وأضاف "أن المقذوف المعني ليس مقذوفا قياسيا للاستخدام الكيمياوي، فمادة الهكسوجين التي تستخدم كشحنة أولية لا تستخدم في الذخائر القياسية، ولذلك يوجد سبب قوي يدعو للاعتقاد بأن مقاتلي المعارضة المسلحة هم الذين استخدموا الأسلحة الكيماوية في خان العسل".
وجدد تشوركين تأكيده على أن بلاده تقبل التحقيق في استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا، لكنه أعلن رفضه التحقيق في الاتهامات التي صدرت عن واشنطن ولندن وباريس، في الموجهة للنظام السوري باستخدام السلام الكيمياوي.
وسبق هذا الاعلان الروسي بيوم واحد إعلان مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن حكومته مستعدة لاستقبال مسؤولين أمميين للتفاوض بشأن التحقيق في مزاعم استخدام السلاح الكيمياوي.
لكن الجعفري شدد على أن قبول دمشق باستقبال وكيلة الأمين العام الأممي للشؤون الإدارية أنجيلا كين ورئيس الفريق الأممي للتحقيق في الأسلحة الكيمياوية أكي سيلستروم، لا يغير من موقفها الموافق على التحقيق في منطقة واحدة هي منطقة خان العسل في حلب فقط.
ورأي المحلل الإستراتيجي الروسي فاتيشسلاف ماتوزوف إن ما قدمه المندوب الروسي في الأمم المتحدة من دلائل أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن المعارضة السورية وليس النظام هو من استخدم السلاح الكيمياوي في سوريا.
ولم يعتمد التحقيق على تقارير منظمات حقوق إنسان أو على دلائل نقلت من قبل معارضين إلى أمريكا وغيرها من الدول، وإنما جاء عبر خبراء روس يملكون رخصا دولية ذهبوا إلى حلب وأخذوا عينات من القذيفة ومن التربة وتوصلوا إلى النتيجة التي سلمها المندوب الروسي للأمين العام الأممي.
وردا على سؤال عن مدى حيادية هؤلاء الخبراء وكونهم يدعمون الموقف الروسي الداعم لنظام دمشق، قال ماتوزوف "إن هؤلاء خبراء دوليون وفحصوا العينات في مختبر معتمد دوليا، وهم محايدون وليسوا معارضة أو موالين لنظام الأسد، ولو وجدوا إدانة للنظام لأعلنوها".
وأضاف "أن الطرف المستفيد سياسيا من استخدام السلاح الكيمياوي هو المعارضة السورية التي تريد جر المجتمع الدولي إلى التدخل في سوريا ضد النظام، وعلى العكس النظام سيخسر سياسيا وسيجر إليه تدخلا دوليا لو استخدم هذا السلاح".
فى مقابل ذلك يرى القائد الميداني بالجيش السوري الحر ياسر عبود أن ما تقوم به روسيا مجرد حماية لنظام الأسد ومنع أي إدانة دولية له.
وقال عبود "إن الجيش الحر لا يملك أي سلاح كيمياوي، ولم نقترب من أماكن تخزينها أو تصنيعها الواقعة حول دمشق".
وسخر القائد الميداني المعارض من التقرير الروسي اشارة إلى أن كل الأسلحة الكيمياوية السورية تقع تحت حماية قوات النظام وبإشراف من الخبراء الروس الذين قدم بعضهم التقرير الذي يريد إدانة المعارضة وتبرئة النظام المجرم.
وتحدث عن أدلة قوية على استخدام النظام للسلاح الكيمياوي في مناطق عدة غير حلب، ومنها ريف دمشق ودرعا وحمص والتي يرفض النظام وصول أي تحقيق إليها لكون إدانته فيها مؤكدة.
يشار إلى أن لجنة التحقيق الدولية التي يترأسها أكي سيلستروم لم تتمكن من دخول سوريا بعدما رفض النظام زيارة ما سوى منطقة خان العسل.
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، قد علق على الإعلان الروسي أمس الأول الثلاثاء، بأن على النظام السوري السماح لمفتشي الأمم المتحدة بدخول البلاد إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد مهتما بشكل جاد بإثبات زعمه والآن الزعم الذي تطلقه روسيا.