رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الأزهري": حيثما وجد الخطاب التكفيري يوجد معه الإلحاد

 الدكتور أسامة الأزهري
الدكتور أسامة الأزهري

أكد المستشار الديني لرئيس الجمهورية عضو مجلس النواب الدكتور أسامة الأزهري، أن الخطاب التكفيري الصارخ حيثما وجد يوجد معه حتما بالتوازي وبنفس القوة الإلحاد ورفض فكرة الدين كليًا.

وقال الأزهري - في ندوة بعنوان "تجديد الخطاب الديني في مواجهة الفكر المتطرف"، عقدت اليوم الخميس ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الأهرام الثقافي الذي تستضيفه جامعة البحرين - إن التيارات المتطرفة تستند إلى عدد من المفاهيم تختطف بها العقول وتخترقها، لافتا إلى أن تلك المفاهيم تستند إلى 5 ركائز أو قواسم مشتركة، فإذا انتشرت تلك الجرثومة يتحول الشاب من متدين إلى متطرف ثم تكفيري فقاتل.

وأضاف الأزهري أن هذه الركائز هي: الحاكمية أو التكفير، الجاهلية، الولاء والبراء، الفرقة الناجية، وحتمية الصدام، لافتا إلى أن بدايات كل التيارات المتطرفة من "الإخوان" إلى "داعش" تأتي من الحاكمية.

وأوضح أن كتاب "ظلال القرآن" لسيد قطب حين بدأ يرسخ لفكرة التكفير، خلص من أسس فكره إلى نظرية في غاية الغرابة لم يصل فيها إلى تكفير الجيل المعاصر بل نقلها إلى جيل الآباء، فكفرهم ثم إلى الأجداد فكفرهم، مشيرا إلى أن سيد قطب نقل التكفير إلى الجيل الماضي، حتى وصل إلى نظرية غريبة سماها "انقطاع الدين عن الوجود".

وقال الأزهري: "هذا الكلام الآثم هو الكلام نفسه الذي سمعناه في الخطبة المشؤومة لزعيم "داعش" أبوبكر البغدادي والتي قال فيها إن "داعش" وجد بسبب انقطاع الدين عن الوجود".

وأضاف أن الفرد إذا استساغ فكرة التكفير والجاهلية وتحول إلى الولاء والبراء، وتحت هذه النقطة يتم تفكيك فكرة الوطن، ويتحول إلى حفنة تراب لا قيمة لها، وبعدها ينتقل الفرد إلى فكرة الفرقة الناجية ثم حتمية الصدام وهنا يتحول إلى قاتل يحمل السلاح.

وشدد الأزهري على رفض أي فكر يؤدي إلى الصدام سواء من مدخل ديني أو فلسفي مثل "صراع الحضارات".

وقال: "هناك أمران لا بد من إطفائهما: التطرف الديني واللاديني، وأمران ينبغي صنعهما: تثبيت شخصية الإنسان والانطلاق لصناعة الحضارة، فغاية الإسلام وهدف الشريعة صناعة الحضارة".

وأضاف أن "تجديد الخطاب الديني، دعوة وصرخة للخروج من الفرض الضيق المتمثل في محاربة الإرهاب والتطرف وإنجاز هذه المهمة حتى ننطلق إلى صناعة الحضارة".