قصة اللواء نصر سالم مع مدرعات العدو
مصر زاخرة بالأبطال، في كل الميادين، وكل المجالات، أبطال أفنوا جهودهم بكامل الإخلاص، لحمايتها وجعلها على الصورة الصحيحة، وفي أكتوبر من كل عام، نسترجع معًا لحظات استعادة الجزء المترامي من تاريخ مصر، سيناء، وما حملته من تاريخ وذكريات، وما بُذل في سبيل رمالها من دماء وتضحيات.
وفي ذكرى النصر يحدثنا اللواء "نصر سالم"، مدير جهاز المخابرات الحربية والاستطلاع الأسبق. وأحد أهم أبطال الاستطلاع التى تكمن مهمتهم في البقاء خلف خطوط العدو.
ويحكى عن ذكرياته في حرب أكتوبر قائلًا " كنت قائد سرية استطلاع برتبة نقيب، وكنت خلف خط العدو، مهمتي أن أنقل كل ما يتم رصده من تحركات لجيش العدو. 180 يومًا مرت خلف هذه الخطوط، لا يفصلني عن الجيش الإسرائيلي، سوى بضعة أمتار من الرمال. كنت أرصد تحركاتهم في تيقظ شديد، أذكر أنه في ليلة السابع من أكتوبر، رصدتُ لواء مدرع خاص بالعدو، خرجت دبابته من مقر تمركزها بشكل مباغت، واصطفت استعدادًا للتقدم نحو الجبهة المصرية".
ويصف هذه اللحظة بأنها "صعبة" وأن تبليغ القيادة تم في أسرع وقت، المشكلة كانت في التوجس من عامل التوقيت، ويضيف اللواء نصر سالم: لم تمر دقائق حتى تحركت 4 طائرات من سلاح الجو المصري، ودمرت معظم هذا اللواء المدرع قبل الغروب بساعتين، وتراجع العدو عن هذه المحاولة البائسة، وقضى الليلة فى إعادة تأهيل معداته لتنفيذ الخطة نفسها فى اليوم التالي، ثم قمت بالإبلاغ مرة أخرى وحدث له الأمر نفسه في ذلك اليوم أيضا، وكان ذلك من أجمل المواقف التي شهدتها".