رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصر ثقافة حلوان من رمز للفنون إلى مكان مهجور

جريدة الدستور

وسط مدينة حلوان، بجوار مكتب البريد، ما زال يحمل بقايا الحضارة والتراث الذي بني عليه، إلا أن أيدي الإهمال طمست به كل جميل، وأصبحت جدرانه تسكنها الشقوق التي دمرت معالم الجمال، إنه قصر ثقافة حلوان الذي تحول من رمز للفنون إلى مكان مهجور.

يشهد أهالي حلوان على تاريخ قصر الثقافة وما قدمه من فنون، حيث تروي السيدة عواطف سالم، التي تسكن في شارع بريد حلوان، منذ عام 1965: "قدمتُ في هذا القصر مسرحية، عندما كنت في الصف الثالث الإعدادي".

حيث تم اختيارها بجانب مجموعة من أصدقائها لتقديم مسرحية في هذا القصر، كأحد أشكال الدعم من المدرسة لبراعتهم في التمثيل.

وتكمل السيدة "عواطف "لـ"الدستور": "على مسرح القصر ده قدمت مسرحية سيدتي الجميلة للفنان فؤاد المهندس والفنانة شويكار، أنا و4 من صديقاتي لتفوقنا في الدراسة وبراعتنا في التمثيل".

وتضيف: "وكان في قاعة سينما في القصر بعد خروجنا للعمل بعد حرب 73 كنا بنيجي السينما في القصر ده، وكانت بتعرض أفلاما هندية ومصرية وأجنبية".

وعن حالة قصر ثقافة حلوان التي كان يشيعها في الماضي، يتحدث الأستاذ عبدالفتاح الصمدي، أحد أهالي حلوان: "كان هذا القصر الثقافي في البداية سينما ومسرحًا، ويُعرَض عليه أنواع الفنون المختلفة من أفلام ومسرحيات، التي شاهدناها مرات، حيث كان يهدف إلى ترسيخ الثقافة والفن لأبناء حلوان، بالإضافة إلى كونه مكانًا جيدًا للترفيه والتسلية لأبناء حلوان، وقد كان يحتوي على كازينو صيفيًا وآخر شتويًا".

ويتابع عبدالفتاح لـ"الدستور": "القصر كان مركزًا ثقافيًا وأصبح ناديًا سياسيًا وبعدها تم هجره من أكثر من 20 سنة ومش عارفين وأصبح خرابة".

وتتوالى الحكايات عن قصر الثقافة المهجور، حتى يقول سيد محمد عبدالموجود، أحد سكان حلوان، إنه منذ هُجِر هذا القصر، أقيم بجانبه موقف لسيارات المحافظات.

وأضاف سيد لـ"الدستور": "القصر أصبح مكانًا مهجورًا، ومفيش حد رممه، وبقى ذكرى لأيام الفن والثقافة في حلوان اللي كان بنعيش عليها".