"الخليج" الإماراتية تتناول قضية تجسس واشنطن على الدول الأخرى
من جانبها وتحت عنوان “أخلاق الدولة العظمى” تساءلت صحيفة "الخليج" إذا كانت الدول الغربية التي تجمعها قيم مشتركة وتحالفات مشتركة وتصدح كل يوم بحقوق الإنسان والديمقراطية تتجسس على بعضها .. فماذا سيكون حال الدول الأخرى الصديقة والحليفة لهذه الدول أو المناهضة لها والمعادية لسياساتها..هل ستسلم من نشاطاتها التجسسية وأفعالها التخريبية كلما اقتضى الأمر.
وأضافت أن ما كشفه إدوارد سنودين موظف وكالة الأمن القومي الأمريكية السابق الذي هرب من بلاده محملا بكنز من المعلومات عما تقترفه بلاده بحق الدول والشعوب من إساءات و ما تقوم به في الغرف السوداء ومن خلال شبكات التجسس التابعة لها والمنظمات والأجهزة الأمنية التي تديرها..يبدو أنه مجرد رأس جبل الجليد الذي يخفي تحته الكثير من العمليات القذرة التي استهدفت دول العالم من دون تمييز عما إذا كانت صديقة أم لا.
وأوضحت أنه ورغم ذلك نرى الولايات المتحدة تحتج لدى دول أخرى من بينها الصين وروسيا أنها تقوم بالتجسس على مؤسساتها السياسية والاقتصادية وكأنها حمل وديع وضحية للآخرين.
وأشارت إلى أن معلومات سنودين التي كشف عنها تعتبر استكمالا للمعلومات التي صدرت عن موقع " ويكيليكس " الذي يديره أسانج قبل سنوات وأثار فضيحة عالمية حول ممارسات السياسات الأميركية وكيف تدير دبلوماسيتها وعلاقاتها مع الآخرين .
وقالت .. يبدو أن الدول الأوروبية كانت مطمئنة إلى "الأخ الأكبر " وأنها لن تكون هدفا له فإذا بها تكتشف أنها في متناول آذانه وعيونه وأن كل بعثاتها الدبلوماسية على الأراضي الأمريكية وكل اجتماعاتها السرية والعلنية وأدق تفاصيلها باتت في عهدة الولايات المتحدة ومرصودة ومراقبة بالصوت والصورة .
دول أوروبية احتجت على ما تعرضت له و طالبت بتحقيق شفاف يكشف الدور الأمريكي في انتهاك خصوصياتها بل تجاوز الأعراف السياسية والدبلوماسية المتفق عليها .
وأكدت " الخليج " في ختام افتتاحيتها أن الولايات المتحدة تشعر بالحرج..لكن ذلك لن يغير من طبيعتها كدولة اعتادت انتهاك سيادة وحرمة الدول الأخرى بل والعدوان المباشر عليها..لأنها تمارس السياسة بلا أخلاق.